«دقادوس» عزبة تابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية تم ضمها لمدينة ميت غمر حديثاً، وهى مسقط رأس «الإمام محمد متولى الشعراوى» الملقب بأمير الدعاة، التى لم يبخل عليها هذا الرجل العظيم من ماله ووقته لخدمة أهله فى العديد من المنشآت الخدمية من تعليم وصحة علاوة على الجانب الدينى. وفى مفاجأة هى الأشد قسوة فى ذكراه الثامنة عشرة، التى تؤلم كل من عرف هذا الرجل وقدر قيمته الدينية والإنسانية كانت الصورة لتعكس ما يعانيه أهالى دقادوس من إهمال وقصور فى كافة الخدمات، والتى قال عنها الأهالى هذه المنطقة، التى تعد محط أنظار العالم الإسلامى، مع وجود قبر «أمير الدعاة» بها، الذى كان يحلم دائماً لأهل بلده بالعيشة الهنية والخدمات، التى انتهت بوفاته. يقول الدكتور نبيل مختار، 65 سنة، من سكان شارع سكة دقادوس قائلاً مع رحيل الإمام الشعراوى، رحلت معه كل الخدمات التى كانت تقدم لأهالى عزبة دقادوس «مسقط رأس الإمام» والتى تعد جزءاً من مدينة ميت غمر، التى تجاهلها كل المسئولين بعد وفاته لتتحول شوارعها إلى حفر وتكسير فى الأرصفة لعدم الصيانة علاوة على الطفح المستمر لمياه الصرف المتهالك، ونجد أن الشارع الرئيسى والملقب «بشارع الإمام متولى الشعراوى، الذى يصل طوله لكيلو ونصف بدءاً من شارع المعاهدة، وحتى كوبرى دقادوس الذى يمر بطول العزبة غاية فى السوء والتهالك ومناظر اعتدنا عليها، مثل وضع إطار قديم لسيارة مكان الحفر أو البلاعة، وشكوانا بلا مجيب. يضيف الحاج صلاح الجوهرى من أهالى دقادوس قائلا منذ توفى الأمام أصبحنا نعيش بدون ظهر لنا لتلبية احتياجاتنا العادية وهى الخدمات فلا أحد ينظر ألينا، فقد كانت زيارات الأمام لنا وجلوسه عدة أيام بمسكنة تقلب الدنيا رأسا على عقب، ورد الفعل فورى بتحرك الجميع من المسئولين فى النظافة والرصف ورش المياه إلى أخره من الأشياء المعروفة والتى تقدم لكبار المسئولين حال الزيارة لمكان كى لا تقع عينه على شىء مؤذى يعاقبون عليها، ومع مرور 18 سنة لوفاة عالمنا الجليل فالكل يشكوا من عدم وجود أى خدمات لعزبة يصل تعدادها أكثر من 100 ألف نسمة وهى على بعد بضع أمتار من مجلس غمر. ويكمل فتحى المتولى الشحات: تعال انظر إلى مبنى مضيفة «مسجد الباز» وهى على مساحة 500 متر والمبنى الحالى من دور واحد أهل الخير قالوا نبنى عليها دورين دور يخصص عيادة للغسيل كلوى، والثانى عيادة عامة وخدمات الكبد، وروتين موظف الأملاك بمجلس المدينة يعرقل التطوير والبناء، رغم وجود قرار التخصيص وموافقات المحافظ ورئيس مجلس المدينة رغم ان كل الإنشاءات على نفقة المتبرعين، وكله حبيس الأدراج، وأصبح المكان مقلب زبالة. أما «اللواء عبدالله الشريف»، أحد جيران الشيخ الشعراوى بدقادوس فيقول هذا الإمام رحل بجسده الطاهر ولكن هو معنا بتفسيراته البسيطة للدين الوسطى، وأعمال الخير العديدة التى قام بها هنا بمسقط رأسه، مثل مجمع المدارس ابتدائى وإعدادى وثانوى «عام، وأزهرى»، والمجمع الإسلامى والطبى والعلمى، وجميعها تطل على الشارع الرئيسى من الجانبين، إضافة إلى قبره الطاهر، والذى يتردد عليه العديد من الزوار من محبيه فى مصر والعالم العربى أجمع، لنرى صورة القمامة تملأ تلك الشوارع ولتصبح مأوى للحشرات والحيوانات، حتى حديقة «الشعراوى» فى وسط المدينة تحولت النباتات الخضراء، ليحل محلها الزبالة، لتؤكد إهمال وتقاعس المسئولين، كما أن الحديقة أحيطت بسيارات «مركونة» متهالكة من كافة الجوانب رغم أنها أمام نقطة الشرطة، وهذا يعد خطراً أمنياً محظوراً فى تلك الآونة. ويختتم عبدالباسط أبوهرجه بطل عالم سابق لكمال الأجسام من عزبة دقادوس قائلاً أمنية عالمنا الجليل كانت فى أن يرى افتتاح المستشفى النموذجى الذى سعى إلى تنفيذه لخدمة المرضى الغلابة من أهالى ميت غمر وأجواءها، حيث خصص لها قطعة أرض على مساحة 306 أمتار مربعة، وبدأ الإنشاء فيها فى عام 1998 حيث كان من المقرر أن تكون على ارتفاع 7 طوابق وتحتوى على كافة التخصصات الطبية والعلاجية ليكون شبيهاً لمستشفى كليوباترا بالقاهرة والذى لم يمهله القدر، وإرادة الله سبقت رغبته فى اكتمال المبنى والذى قمنا بتكملة أربعة أدوار منه بعد وفاته، إلا أن العمل توقف تماماً بسبب عدم وجود أموال لاستكماله. مشيراً إلى أن أهل الخير هنا تستطيع المساعدة لإنقاذ هذا المبنى، والذى أصبح مبنى مهجوراً وإغلاقه على هذا الوضع يعجل من تهالكه، ونحن على استعداد لاستكماله تخليداً لذكرى الإمام الشعراوى والذى تمناها مستشفى متكاملاً يخدم البسطاء والفقراء يساعدهم على الشفاء دون عناء.