جملة من الاتهامات والانتقادات خرج بها أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، مهاجمًا من خلالها جماعة الإخوان متهما اياها بإفشال الثورات بمصر على مر العصور، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثالثة لفض اعتصام رابعة في 14 أغسطس 2013. وقال الظواهري، فى رسالة مصورة نشرها التنظيم مساء أمس السبت، إن حسن البنا ارتكب أخطاء جسيمة، أدت لمفاهيم فاسدة، نتجت عنها كوارث مدمرة، حيث بايع الملك فاروق، هو وشباب الجماعة على السمع والطاعة، ووصفوه بحامى المصحف. وتابع:"أن الجماعة استمرت فى نفاق الملك فاروق حتى موته ثم تحالفوا مع جمال عبد الناصر، ثم السادات، و لما قُتل تحالفوا مع حسني مبارك، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا وراء البرادعى مبعوث العناية الأمريكية". وأشار الظواهري إلى أن الإخوان ظنوا أنهم حققوا ما كانوا يتمنونه طيلة حياتهم بفوز محمد مرسى برئاسة الجمهورية. واعتبر أن الفرق الوحيد بين "مرسى و مبارك" هى أن الأول التزم أكثر بالديمقراطية وأفسح الحريات للجميع بما فيها التيارات الجهادية، مؤكدًا أن الإخوان منذ سقوط حسني مبارك حتى اعتقال مرسى لم يتخذوا أى إجراء جدى لإزالة دولة الفساد. وفي هذا الصدد، رأى سامح عيد، الباحث في شئون التيارات الاسلامية، أن الصراع بين جماعات الاسلام السياسي والحركات الجهادية بدأ يشتد، في ظل تراجع الاخوان في الفترة الماضية مما جعلهم أشد ضعفًا. وتابع، أن هجوم الظواهرى على الاخوان وقياداتها في هذا التوقيت أمر طبيعى، مشيرًا إلى أن الجماعة تواجه عدة انتقادات مؤخرًا حتى من قواعد الاخوان التى تنتمى إليها. وأشار عيد إلى أن الهدف من توقيت انتقاد الظواهرى للإخوان بالتزامن مع ذكرى فض رابعة هو تعنيفهم وتحميلهم مسئولية الفشل في تغيير الاوضاع منذ ثلاث سنوات وحتى الآن، موضحًا أن تنظيم القاعدة مستفيد بشكل أو بآخر من ارتباك المشهد بين جماعة الاخوان والدولة، لأنه في هذه الحالة لن يكون هو المتهم الوحيد بالعنف. وذكر هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الاسلامية، أن هذا الهجوم يأتي على خلفية محاولة جماعة الاخوان لتلميع اسمها على حساب الحركات الجهادية والتملص من علاقاتها معها، تحديدًا خلال الخمس سنوات الأخيرة مع تنظيم القاعدة وفروعها. وأوضح أن تنظيم القاعدة يشعر بالخيانة من هذا الموقف، ويحاول استيعابة بالهجوم المضاد على الإخوان، مشيرًا إلى الاخوان تتخلى عن الحركات الجهادية وتفك ارتباطها بها بسبب تحالف العالم للقضاء عليها ورغبتها في الاستمرار على المشهد السياسي. وقال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق، إن هجوم الظواهرى على الإخوان ليس الأول من نوعه، لكنه عادة ما يكيل الاتهامات والانتقادات للجماعة، مشيرًا إلى أنه كتب أبرز هذه الاتهامات لخصها في كتابه "الحصاد المر لجماعة الإخوان". وأشار إلى أن الجماعة كانت على اتصال بتنظيم القاعدة خلال توليهم الحكم، موضحًا أن هذا الهجوم يعنى تخلى الإخوان عنه وفك التحالف فيما بينهم.