تستعد كازاخستان لتصبح مركزاً مالياً دولياً جديداً في أوراسيا، إذ بدأت سلطات الجمهورية الأعمال التحضيرية لافتتاح «المركز المالي الدولي الجديد في أستانا» عام 2018، وفق مرسوم أصدره رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف. وسيكون «المركز المالي الدولي الجديد» جاهزاً في 1 كانون الثاني (يناير) 2018، أي بعد معرض «إكسبو 2017»، وعُيّن كيرات كيليمبيتوف مديراً عاماً لهذا المركز. وعلى رغم تلقّي المستثمرين الغربيين هذه الفكرة ببعض الشكوك، تملك كازاخستان القدرة على احتلال مكانة «المرفأ المالي» في المنطقة الأوروبية - الآسيوية، إذ تخطط لجعل «المركز المالي الدولي الجديد» المقر الأساس في أوراسيا. وفي الخطة الرئاسية «100 خطوة ملموسة» التي أُطلقت سابقاً، حُدّدت بوضوح كيفية مساعدة الدولة لاستقبال حوافز جديدة للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وإنشاء مركز مالي دولي يضطلع بدور مهم في هذا المجال. ولجعل هذا المركز أكثر جاذبية للمستثمرين، استُحدثت ظروف غير مسبوقة للشركات الأجنبية، مثل إعفاء الشركات التي تنضم إلى «المركز المالي الدولي الجديد» من دفع الضرائب لمدة 50 سنة (وهذا ينطبق على ضريبة القيمة المضافة على المواد الخام المستوردة والمستخدمة في المشاريع الاستثمارية)، وتطبيق نموذج قانون الأنكلوسكسوني، وتوافر شروط خاصة للتأشيرة. وإذ لم ينكر الرئيس نور سلطان نزارباييف خلال لقائه الأعضاء في مجلس إدارة المركز، أن المشروع «كبير ومعقد»، شدد على أن «من المهم وجود اهتمام في منطقتنا وفي خدماتها المالية المتوافرة ضمن إطار «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير». لذا أكد ضرورة أن «نأخذ هذا الدور ونبدأ تطويره تدريجاً». وقال: «نتطلع إلى مشاركة المؤسسات المالية الدولية، ورجال الأعمال الذين يخططون للمجيء إلى كازاخستان، والذين سيفهمون قريباً أن في إمكانهم الشعور بالراحة وكأنهم في بيتهم لدى العمل هنا». وستُعرض نهاية هذه السنة فرص للمستثمرين في المركز المالي، وأكد الأعضاء في مجلس إدارته، أن التشريعات وشروط العمل فيه ستسمح لكازاخستان بالانضمام إلى مجموعة صغيرة من البلدان التي كانت قادرة على التطور إلى دول حديثة، خصوصاً أن هذا المركز هو الأول من نوعه في المنطقة الأوروبية الآسيوية. واستناداً إلى خطة التنمية، سيوفر المركز المالي الخدمات إلى أسواق قرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان ومنغوليا، وفي المستقبل إلى منطقة القوقاز. ويرى محللون ماليون أجانب أن إنشاء مركز مالي في كازاخستان فكرة مثيرة للاهتمام، ويعتبرون أن هذه المرحلة تمثل التوقيت الأنسب لاقتصاد كازاخستان للقيام بذلك، لأن العملة الوطنية نجت من سلسلة خفوض لقيمتها. بالتالي، تُعدّ الأسعار في كازاخستان حالياً مقبولة للمستثمرين والشركات، وتحديداً مع توافر عرض لنقل المشاريع الكبيرة والرئيسة المملوكة من الدولة إلى القطاع الخاص. ولتطوير سوق رأس المال المحلية، يعمل المركز مع شركاء استراتيجيين من بين البورصات الرائدة في العالم وبمساعدة إدارتهم، على تأسيس بورصة فائقة التكنولوجيا. وبالفعل، عُقدت محادثات مع بورصات لندن والمعادن و«ناسداك»، و»شيكاغو التجارية»، و «ناسداك دبي»، ونيويورك. وسيضم المركز المالي مشاركين محليين، وسيعتمد تكنولوجيات جديدة للأعمال التي قد تصبح في المستقبل وسيلة جديدة للقيام بالأعمال، والتي ستسمح للمشاركين بتطوير نوعية الخدمات المالية في كازاخستان، ويمكن أن يكون لها تأثير مضاعف لدى تطبيق هذا النموذج على السوق المحلية. نقلا عن صحيفة الحياة