ازدادت دقات قلب الأم وتسلل الشك بداخلها، حيث انتفضت من مكانها بعد أن ارتجفت أناملها وسيطرت الهواجس على عقلها بسبب تأخر طفلها الصغير (5 سنوات) وعدم تواجده وسط أصدقائه. هرولت الأم مسرعة بخطوات يصاحبها نحيب وبكاء بحثاً عنه فى كل مكان، وأصابتها حالة من الجنون والريبة، وما أن وقعت عيناها عليه أثناء نزوله من أعلى العقار وهو يسير بخطوات مثقلة، وفى مشهد درامى يدمى القلوب تجمع الأهالى والجيران وهى تحتضنه بقوة وتتحسس جسده للاطمئنان عليه ويسقطان معاً فوق الأرض وسط عاصفة ترابية كادت تصيبهما وجموع الحاضرين بالاختناق. استجمعت الأم قواها من هول المشهد وبحنان ورعشة حاولت أن تنتزع الخوف والرعب من داخل الصغير الذى فجَّر مفاجأة مدوية نزلت فوق رأسها كالصاعقة. حيث أخبرها عن قيام حارس الأمن باستدراجه أعلى السطح بحجه اللعب واعتدى عليه دون رحمة أو شفقة، وهدده بالقتل إذا أفصح عن شىء، وقتها تجمع أهالى الكمبوند الذى يقطنون به وانهالوا على المتهم بالضرب وأوثقوه بالحبال حتى تم تسليمه إلى قسم الشرطة. «أنا ندمان مش عارف عملت كده إزاى الشيطان لعب فى دماغى، ومش هعمل كده تانى» كانت هذه بداية اعترافات «إبراهيم خميس» المتهم باغتصاب طفل يبلغ من العمر 5 سنوات بمنطقة السادس من أكتوبر، متجرداً من كل المشاعر الإنسانية، خائناً للأمانة المكلف بها وهى حراسة السكان، ضارباً أبشع صور الإجرام، بعد أن استدرج الطفل الصغير داخل منطقة الخمائل التابعة لدائرة قسم أول أكتوبر، لتشعل تلك الحادثة حالة غضب عارمة فى أكتوبر دفعت الأهالى للمطالبة بطرد شركة الأمن التى جلبت المتهم. المتهم الذى يتمتع بجسد قوى، وصوت جهور لم يبد خوفاً عندما اكتشفت الأسرة الواقعة، وعند مواجهته اعترف قائلاً «أيوه حصل» لينهال عليه الأهالى بالضرب، وتقوم الأسرة بنقل الطفل للمستشفى وإبلاغ قسم شرطة بالواقعة، وتقييده بالحبال ونقله بسيارة إلى قسم الشرطة. وقف المتهم أمام اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، معترفاً بجريمته بحق طفل لا يدرك، بعد أن أوهمه بحجة اللعب معه أعلى سطح «الكمبوند» داخل المدينة، ليشبع المتهم غرائزه، وترك جريمة ستكون لها الكثير من الآثار السلبية، على الطفل المغتصب وعلى أسرته، مؤكداً فى اعترافاته أنه يعمل فى شركة أمن داخل مدينة السادس من أكتوبر وفجر المتهم فى اعترافاته أن هذه الواقعة لم تكن الأولى بل اغتصب 3 أطفال داخل نفس الكمبوند إلا أن ذويهم لم يعلموا بجريمته لخوف الأطفال من إبلاغهم بعد تهديده لهم، وأضاف: «إن معظم سكان الكمبوند يتمتعون بثراء فاحش، والأطفال ترتدى الملابس المثيرة خاصة البنات الصغيرة، وأشار إلى أنه يعمل 12 ساعة ويتسلم يومياً أوردر العمل بالمكان المكلف بحراسته «حسب التوزيعة» التى تعدها شرطة الأمن، كما أنه من إحدى قرى الصعيد ولا يتمكن من السفر كل أسبوع إلى بلدته بل يسافر شهراً ويقضى هناك 5 أيام وبعدها يعود إلى عمله. مضيفاً أنه متزوج وبعده عن زوجته هو ما دفعه إلى ذلك، قائلاً: «بروح البلد فى الشهر مرة، ونفسيتى تعبانة علشان ببقى بعيد عن مراتى وفى يوم الواقعة استيقظت فى الصباح، وتم تكليفى بحراسة عمارة فى مدينة الخمائل، والأطفال كانوا موجودين أمام العمارة بيلعبوا علشان هما واخدين إجازات من المدارس، وعينى جت على الطفل، وهو كان بيحبنى علشان كنت بلعب معاه بالكورة، فجأة سوَّل لى الشيطان، وتحركت غريزة الشهوة تجاه الطفل، فطلبت منه نصعد أعلى العمارة للعب «البلاستيشن» وطلبت منه أن يترك أصحابه واستجاب لي وصعد أعلى العمارة، وبمجرد أن خلوت به، تحكم الشيطان فيا، وارتكبت جريمتى واغتصبته. واختتم المتهم اعترافاته: «نزلت الطفل وقولتله روح العب مع أصحابك علشان ينسى إللى عملته فيه، ولكن المفاجأة أن والدته كانت تبحث عنه بعد أن اختفى عن أصحابه، فكان الطفل فى حالة انهيار وأخبرها بما حدث، وقتها كنت بفكر أهرب لكن الجيران اتجمعوا بسرعة، وجاء والد الطفل وصعدوا أعلى سطح العمارة ووجدونى وتعدوا عليا بالضرب واعترفت بالواقعة، ثم سلمونى للشرطة، وأنا ندمان ومش هعمل كده تانى.