حلمتُ بأن أعيش حياة بسيطة مليئة بالحب والحنان والأسرة السعيدة، والأبناء يرتمون فى حضنى، فأجمل حلم هو الأمومة، فالسعادة أغلى من المال والجاه، ولكن للأسف لم أكن أعلم أن ما تمنيته صعب تحقيقه، أعطيت الحب والحنان، وضحيت بصحتى وأحلامى من أجل إسعاد الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب نفسى، من أجل أن اشعر بالسعادة التى حُرمت منها طوال حياتى، ولكن للأسف وجدت أن كل ما أفعله مجرد وهم، فقد تمنيت شيئًا مستحيلًا بالنسبة لزوجى الذى يعتبر هذه الأحلام رومانسية فارغة، ليس لها أى أساس، تجاهل إحساسى ومشاعرى، وكان دائمًا يسخر منى ومن كلامى معه، فقد فاض بى الكيل، وشعرت بأننى أعيش وحيدة، دخلت حياتى معه فى نفق مسدود. سيدى القاضى، أقف أمام عدالتكم، أطلب الطلاق، وأتنازل عن حضانة طفلىَّ لوالدهما، ليس لأننى أم جاحدة، ولكن لأن إمكانياتى المادية لم تحقق لهما أحلامهما، والمعيشة الراضية، خاصةً بعد أن أنفقت كل أموالى وما أملك لكى أساعد زوجى، لأنى بالفعل كنت أحبه إلى أن وجدت نفسى لا أعنى له شيئًا، لذلك قررت أن أطغى على حبى، وأحرق قلبى ومشاعرى بفراقى لطفلىَّ من أجل إسعادهما. بهذه الكلمات بدأت الزوجة الموظفة، تروى معاناتها مع زوجها منذ أن دخلت عش الزوجية، تقول الزوجة «تزوجت منذ 6 سنوات بعد معاناة لم أكذب وأضحك على نفسى، وأقول مثل كل البنات إننى كنت أرفض العرسان، لا على العكس تمامًا كان العرسان هم الذين يرفضون الارتباط بى، وذلك ليس لأننى قبيحة أو سيئة السمعة، فأنا إنسانة بسيطة فى كل شىء، الجمال والإمكانيات المادية، ولكن لأن أسرتى كما يقولون «أسرة مفككة»، ووالدى منفصل عن والدتى، ولم نعلم عنه شيئًا، وكلما يحضر لى عريس يطلب مقابلة والدى، ولكن للأسف لا نجده، ونخبر العريس بحقيقة الأمر فما يكون رده علينا سوى كلمة واحدة مكررة مع كل العرسان، وهى «آسف أرفض الارتباط بأسرة مفككة»، ولم يكلف نفسه بأن ينظر إلى هذه الإنسانة، ويكتشف ما بداخلها، فهل هى تستحق أن يتركها أم يتمسك بها، لماذا أدفع ثمن خطأ أبى؟ فهو لم يفكر فى أبنائه، وكان كل ما يهمه هو مصلحته الشخصية، والارتباط بالعديد من النسوة. وتضيف بنبرات متحشرجة: أبى كان مجرد ضيفًا علينا، شارك فقط فى عملية إنجابنا ووجودنا فى الحياة، وهو مجهود رائع يستحق الشكر عليه والتصفيق له!! ابتسمت «ميرفت» قائلة: لأنى لم أجد الزوج المناسب لى، بدأت أدخل فى أولى مراحل العنوسة، ولم أجد أمامى غير شاب من أسرة بسيطة، صديق أسرة زميلة والدتى فى العمل، وهو الذى تقبل وضعى على الرغم من أننا غير متوافقين فى كل شىء، لا اجتماعيًا ولا ثقافيًا، إلا أننى وافقت عليه خوفًا من شبح العنوسة وعدم الإنجاب بسبب كبر سنى، لم أفقد الأمل، وحمدت الله على وضعى، ووضعت أملًا كبيرًا فى نجاح هذا الزواج، عاهدت الله فى أول يوم من زواجى على أن أراعى زوجى وبيتى، وكانت طلباتى له بسيطة جدًا، وهى أن يحقق لى السعادة والحب والصدق والإخلاص. تساءلت «الزوجة»، هل هذه الأشياء يصعب على أى زوج أن يحققها، أنا لم أطلب جاهًا ولا مالًا أو كنز «على بابا»، فهى طلبات فى استطاعة أى زوج أن يحققها لزوجته، فهى لم تكلفه شيئًا غير المشاعر الطيبة، ولكن للأسف هى لدىَّ غالية جدًا، وفى مقابلها أنا على استعداد تام لأن أمنحه عمرى كله، تعجبت الزوجة!! قائلة: عشت معه أعطى بلا حدود، كنت أحاول أن أكون مدبرة فى منزلى، كنت أحرم نفسى من أجل توفير المال له هو وطفلىَّ، كانت سعادتى الحقيقية هى ابتسامتى، وأنتظر السعادة والحب منه، ولكنه للأسف كان بخيلًا علىَّ فى مشاعره، وكأنه لو أعطانى مشاعر، فسوف يقلل هذا من شأنه ورجولته، لم أيأس، كان لدى أمل فى أن يتغير، خاصةً بعد أن رزقنى الله بطفلين، كانا هما قرة عينى، ووهبت لهما حياتى كلها، تناسيت نفسى من أجل إسعادهما، وأجلت كل أحلامى من أجلهما، كان كل يوم يمر علىَّ وأنا فى أحضان طفلى بالدنيا وما فيها، ولكنى مثل أى امرأة تحتاج إلى الإحساس والمشاعر والحب والحنان من زوجها. لا تصدق، سيدى القاضى، أننى كنت أطلبها منه «والله العظيم»، كنت أشحت الحب والحنان من زوجى، كان نفسى أشعر مع زوجى بحنان الأب الذى حرمت منه، ولكن للأسف كان المقابل لى هو الاستهتار بمشاعرى والإهمال، والاتهام بأننى مشغولة دائمًا بطفلىَّ، وتافهة، ولا أقدر مدى مسئوليته من أجل تحقيق نفقات المنزل، لا، سيدى القاضى، أنا كنت أقدر كل شىء، وأحاول أن أمنحه السعادة، ولكنى امرأة تحتاج إلى مشاعر، تشتاق إلى أن ينبض قلبها بالحب والاشتياق إلى لمسة حنان، وقبله حب من زوجها،، كان دائم الشجار والتعدى علىَّ بالضرب، وكنت أجد الغدر ينبعث من عينيه، كنت أشعر بالخوف، وأنام بجواره وجسدى يرتجف من الخوف منه، فاض بى الكيل، فقررت أن أتحرر من هذا الطوق الذى أعيش فيه، «عطائى الذى ليس له حدود»، وكأنه أصبح مفروضًا علىَّ، كنت أنظر إلى أعين أطفالى فأتراجع، ولكن للأسف مرضت وشعرت بأنى سأموت، بل وجدت نفسى حملًا ثقيلًا عليه، فقررت الخروج من هذه الحياة الكاذبة، كانت الضريبة التى فرضت على أن أترك حضانة طفلىَّ، وأتنازل عن كل حقوقى، وبعد تفكير عميق وافقت، لأن ظروفى المادية لم تستطع تحقيق متطلبات طفلىَّ، «نعم» فأنا أعلم تمامًا أن لحظة فراقى لطفلىَّ عنى سوف تكون نهايتى، ولكن بقاء حياة طفلىَّ أهم شىء عندى. لذلك فأنا أتقدم لعدالتكم بدعوى خُلع والتنازل عن حضانة طفلى لوالدهما.