«طباخ البحيرة» كان دائماً ناقماً على ظروفه، لم يرض بقسمة الله له وتمرد على الأوضاع المتردية التى يعانى منها باللجوء إلى الطريق الأسهل وسرقة شقة متعهد الحفلات الذى يعمل معه، فانتظر خروجه من شقته وصعد إليها لسرقة محتوياتها، إلا أنه فوجئ بزوجة صاحب الشقة بداخلها، فقرر التخلص منها، وانهال عليها بالطعنات حتى فارقت الحياة، ثم استولى على مصوغاتها وفر هارباً. محمد إبراهيم «26 عاماً» من أبناء محافظة البحيرة ساقه حظه العاثر إلى الهاوية، فبدلاً عن أن يقضي إجازة العيد مع خطيبته وأهله وأقاربه، قضاها خلف القضبان. يروى المتهم تفاصيل ارتكابه الجريمة والدافع وراء تنفيذها عقب القبض عليه قائلاً: «منذ 4 سنوات أنهيت دراستى بمعهد سياحة وفنادق وذهبت للعمل فى العديد من الفنادق والقري السياحية بالغردقة وشرم الشيخ حتى تعرفت على طباخ فى أحد تلك الفنادق وتركنا الشغل بشرم الشيخ بعد تدهور السياحة فى الفترة الأخيرة، ونزلنا إلى فنادق القاهرة التى لم تختلف كثيراً عن القرى السياحية، وكنت أتعامل مع متعهد حفلات وأفراح بجانب عملي لتوفير نفقاتى التى زادت فى الفترة الأخيرة بسبب رغبتي في الارتباط بفتاة، ويضيف: كنت أمر بحالة مادية صعبة فى تلك الفترة، والمهنة إللى أنا شغالها مش جايبة همها، وكنت أحتاج إلى أى أموال حتى أعود إلى قريتى وأتمكن من شراء الهدايا التى تحلم بها خطيبتى، إلا أننى في تلك الفترة نفدت أموالى و«كنت مفلس»، و«مكنتش عارف أتصرف إزاى». وأضاف: «فى الوقت إللى أنا مش لاقى فيه الجنيه كان متعهد الحفلات الذي أعمل معه يجهز لعزومة كبيرة لكل العمال الذين يعملون معه، نظراً لأن حالته المادية ميسورة وكان «ظاهر عليه النعمة»، كل ذلك دفعنى إلى التفكير في سرقة شقته. ويتابع: رحت عند البيت إللى ساكن فيه متعهد الحفلات وانتظرته إلى أن خرج وبعدها صعدت للشقة للتأكد من خلوها قبل أن أتسلل إلى داخلها من خلال النافذة، ورنيت الجرس، لكن فوجئت بزوجته تفتح الباب، وقتها أصابنى الذهول ولم أعرف كيفية التصرف فدفعتها نحو الداخل وأحكمت سيطرتى عليها وكممت فمها، لكنها قاومتنى وصرخت بصوت مرتفع ولم أعرف كيفية تهدئتها أو الفرار منها، فوقعت عيناى علي سكين وسط أرضية الصالة، فأمسكتها وانهلت علي صدرها بالطعنات، ولم أشعر بنفسي إلا وقد فارقت الحياة بعد تسديد العديد من الطعنات حتى اختفت أنفاسها وتوقفت عن الحركة. واستكمل: بعدما تأكدت من وفاتها، استوليت على المصوغات الذهبية الخاصة بها، وفتشت فى الشقة فوجدت 600 جنيه وأخفيت السكين فى ملابسي وهربت، وعقب ذلك تخلصت من السكين بإلقائه بترعة المريوطية واستقللت ميكروباصاً ورجعت إلى بلدى فى البحيرة معتقداً بأنى نجوت بفعلتى وأنه لا يمكن الوصول إلىَّ».