فى آخر لقاء جمع «الوفد» مع المخرج السينمائى الراحل محمد خان حول فيلمه «قبل زحمة صيف» قال: أنا لم أقصد الإساءة للمرأة المصرية فى «قبل زحمة صيف» ولا يستطيع أحد أن يجرنى لهذا المعترك، فأنا قدمت بطلة الفيلم كنموذج لامرأة مطلقة رأت أن تهرب من واقعها ومشاكلها والحالة النفسية التى تعيشها بعد الطلاق لحماية التحرر والبحر والمايوه، وأضاف خان: إن هذا النموذج لا يمكن تعميمه على المرأة المصرية لأن الفيلم فى الأساس رصد حالة إنسانية رأيتها فى الواقع وقررت تحويلها لفيلم لأننى أردت رصد الحالة ولم أشغل نفسي بالتفاصيل. ورد خان سبب اختياره ل«هنا شيحة» قائلاً: هنا ممثلة جيدة ورأيت فيها شبهاً قريباً من بطلة الفيلم، ولم أستغل فقط جمال هنا ولكن استغللت موهبتها وثقافتها، ولم أوظف جمالها فقط لصالح الفيلم لأننى لم أقدم سينما بمواصفات تجارية إنما أرصد تفاصيل حالة عشتها فى الواقع ونقلتها للسينما بكل تفاصيلها دون فلسفة أو إسقاطات. وسألته الفيلم يحمل الكثير من الإسقاطات لماذا تريد إخفاءها؟ - قال خان: لم أعتمد على الإسقاطات والإيحاءات فى أفلامى لأننى لا أحب سينما الرمزية وإنما أحب العمل بشكل صريح وتميل للواقعية لأن ظروف المشاهدة لا تتحمل طرح قضايا بأبعاد مرهفة، وأضاف خان: اخترت أبطال فيلمى بواقعية لأننى رأيتهم فى السيناريو ولم أر غيرهم فى الشخصيات، وقال: تم توظيفهم بشكل جيد وفوجئت بمستوى أداء بعضهم، وأشاد بالممثلة الصاعدة «لما» وأحمد داود وهنا وماجد. وقال: عن الممثل الذى قام بدور «هشام» عشيق هنا شيحة إنه تعمد أن يختار ممثلاً غير معروف حتى يكون مفاجأة للجمهور، وأضاف خان: أعتقد أنه كان ممثلاً جيداً. وعن رؤيته للسينما بشكل عام أكد خان وقتها السينما تمر بحالة تحسن تدريجى وبها تطور جيد فى المضمون والصورة لكن تحتاج إلى دعم كبير من الدولة بشكل مستمر حتى تخرج من أزمتها. وكان آخر سؤال معه عن خروج الفيلم من مهرجان الأقصر دون جائزة بعد صدمة رفض عرضه فى مهرجان مسقط؟ - قال خان: «مش مهم» عرض الفيلم فى مهرجان مسقط لا يعنينى وليس شرفاً وهو بالمناسبة لم يتم رفضه لكن طلبوا منا حذف بعض المشاهد ونحن رفضنا، وعن صدمة خروجه دون جائزة قال: جائزة الجمهور والنقاد عندي أهم ألف مرة والمهم أكون راضياً عن عملى وسعيداً بالتجربة وأبطالها ونجاحها وطبيعى -والكلام لخان- أن يحدث اختلاف واتفاق على أى عمل والنقد لا يزعجنى طالما نقداً هادفاً وبناءً. وأشاد بأداء خيرى بشارة التمثيلى قائلاً: نوع من المداعبة معه». وعن سر رفضه العمل فى الدراما، قال خان: اتعرض علىَّ أعمال كثيرة لكنها مسألة صعبة بالنسبة لى أن أظل أصور مسلسلاً لمدة ثمانية شهور فهو إرهاق شديد، لكن الفيلم مركز وتفاصيله دقيقة وهى معادلة صعبة أحب العمل فيها وأعشق جنونها وبساطتها لأن السينما تاريخ يحفظ فى الأرشيف وصعب سقوطه. وعن سر تعاونه مع زوجته وسام سليمان؟ أكد: نلتقى فى أفكار كثيرة ونحسها ونعيشها فلماذا لا نحولها لسينما، خاصة وأنها تحمل أفكاراً مهمة.