أثيرت حالة من الجدل بعد نشر كتاب "رسائل الجهاد" ل"حسن البنا" على موقع "كتب خانة" الذى أطلقته "دارالكتب والوثائق"، بعد أن انطلق مؤخرًا الموقع الإلكترونى الحكومى الجديد المقرر له ضم مجموعة كبيرة من المؤلفات التى تحتفظ بها دار الكتب والوثائق فى مختلف المجالات. وفى الساعات الأخيرة، اكتشف متصفحو الموقع الجديد، نشر كتاب "رسائل الجهاد" لحسن البنا، إلا أنه تم حذفه بعدها بساعات من الموقع، ما يثبت نشره بالخطأ. وعن وجود كتاب "رسائل الجهاد" لحسن البنا، ضمن محتوى المكتبة الوطنية، قال الدكتور شريف شاهين، رئيس دار الكتب والوثائق، إن الدار تضم نسخًا من أغلب الكتب التى نشرت فى مصر، وإنه سيتم رقمنتها للاحتفاظ بها، إلا أنه لن يتم إتاحتها على الموقع الإلكترونى، متابعًا أن نشر "رسائل الجهاد" كان خطأ، سيُحاسب عليه صاحبه. وأضاف أنه تم رفع الكتاب بمجرد الكشف عن وجوده، وتم تشكيل لجنة للتحقيق فى الأمر لمحاسبة المتسبب فيه، وأشار إلى أنه لم يتم رفع باقى الكتب، بسبب ضرورة بث الموقع إلكترونيًا أولًا لزيادة مساحته، وأنه خلال فترة الإعداد له، باعتباره موقع "بث تجريبى" كانت المساحة المسموح بها تكفى ل450 كتابًا فقط. وأشار "شاهين" إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيشهد الموقع زيادة أعداد الكتب المتاحة عليه، والتى ستكون أغلبها مجانية، فيما عدا بعض الإصدارات المهمة، والتى ستتم إتاحتها مقابل مبلغ مالى، يتم دفعه إلكترونيًا. وعن المشروع بشكل عام، قال إن عدد الكتب التى تم رفعها على الموقع الإلكترونى الجديد "الكتبخانة"، الذى يعد بمثابة المكتبة الوطنية الإلكترونية، يبلغ عددها 450 كتابًا فقط، من إجمالى 12 ألف كتاب إلكترونى، تم الانتهاء من "رقمنتها" تمهيدًا لرفعها. وقال الكاتب الكبير محمد سلماوى معلقا على نشر كتاب "رسائل الجهاد" لحسن البنا"، على موقع الكتب خانة، إنه لا يجد سببا للانزعاج لنشر مثل هذا الكتاب، رغم رفضي الشديد لكل ما جاء فيه، ولكن من الضرورى إذا كنا نتحدث عن الخطاب الدينى وضرورة مراجعته وأن نلم بما يمثله ذلك الخطاب، لأن مراجعته وتنقية التراث الدينى هى مهمة المجتمع ككل، ولذلك علينا جميعا أن نقرا هذه الكتب. وأوضح سلماوى، فى تصريحات صحفية "ولكن لا يجب نشر مثل هذه الكتب وحدها، وإنما أن تكون خطة النشر واسعة ومتنوعة حتى تحقق أهداف التنوير، وحتى نستطيع أن نتبين خطأ الفكر الدينى غير السليم، لأن تصحيحه لا يكون إلا بمقارنته بالفكر العلمى الصحيح". وقال "سلماوي"، إن القول مثل هذه الكتب لا يجب نشرها على الناس فيه إهانة للشعب ولعقليته لأننا بذلك نعتبره قاصر، ينبغى أن تحجب عنه مالا نرى أنه صحيح، وإذا فعلنا ذلك فسيظل الشعب قاصر بالفعل، لأن النضج لا يأتى إلا بالانفتاح على كل الأفكار. وقال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، إنه مع الجانب التقنى والموضوعى المباشر، ولابد من تنزيه الأعمال العلمية وإتاحة الفرصة للملايين للمعرفة، التى يجب إبعادها عن السياسة بشكل مباشر، ولكن التحفظ الوحيد هو لماذا بدأ موقع "كتب خانة" بهذا الكتاب, معقبا كانوا لابد من البدء بنشر كتب رواد المعرفة أمثال "طه حسين" والإمام "محمد عبده"، ولكن لا أعرف بالضبط حدود نشر هذه الأعمال. وأضاف "أبو سنة" : أنه لا مانع من نشر أعمال حسن البنا، فيجب أن ننزه المعرفة عن السياسة، ومطالعة القراء على تلك الأعمال ليس عيبا. وقال "ألمانيا منعت كتاب "كفاحى" لهتلر ومع ذلك أصبح متاحا فى العالم، وإتاحته للمعرفة لا يتبنى فكرا نازيا جديدا ولا يطعن فى المرحلة التى جاءت بعد ذلك، فيجب أن ننزه وسائل المعرفة بعيدا عن السياسة والمنع يرد عليه بالكتابة، ولا يوجد خطأ من الأساس حول بيان "دار الكتب" التي هددت بمحاسبة المتسبب في ذلك.