فى الوقت الذى تسعى فيه وزارة السياحة لتطبيق مقترح أو فكر لمد خطوط الطيران المنتظم إلى العواصم الرئيسية، لدعم حركة السياحة الوافدة إلى مصر، كان هناك مقترح من الدكتور عاطف عبداللطيف لتطبيق نفس الفكرة، والتى اختص بها صفحة «دنيا السياحة» منذ ما يقرب من سبعة أشهر بدعوة مسئولى السياحة لمد خطوط الطيران المنتظم إلى الأسواق الرئيسية المصدرة سياحة لمصر فى ظل التحديات التى تواجه القطاع السياحى. وأكد الدكتور عاطف عبداللطيف رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم فى حواره ل«دنيا السياحة» أن الطيران المنتظم هو التعويض الأفضل من الطيران الشارتر للخروج من الأزمة التى تمر بها السياحة، مشيراً إلى أن الاعتماد على الطيران المنتظم كان هو النظام الذى تعتمد عليه السياحة فى السابق قبل الاتجاه للطيران الشارتر ومنظمى الرحلات الذى دمر السياحة وأصبحنا نعمل «بالرأس» ويأتى منه كل من هب ودب وثمن الليلة لا يتعدى 20 دولارا وخسرنا السائح المتوقع والعالى الإنفاق الذى كان يأتى عبر الطيران المنتظم. والغريب فى الأمر كما يقول عبداللطيف إنه منذ 17 عاماً كان سعر الليلة للسائح 75 دولارا «هاف بورد» الآن مع نظام الشارتر، وصل سعر الغرفة فى الليلة 22 دولارا والآن 16 دولارا شاملة الوجبات والمشروبات، فأصحبنا مقصدا سياحيا رخيصا، هكذا يطلق علينا طوال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وهذا بسبب نظام الشارتر وليس معنى كلامى إلغاء الشارتر ولكن البديل الأمثل والأحسن فى كل الأحوال الاعتماد على الطيران المنتظم لمنع احتكار منظمى الرحلات الكبار «المافيا» المسيطرة على الأسواق والمتحكمة فى السوق المصرى، وأعتقد أن العودة للطيران المنتظم هو بمثابة «عفريت العلبة» لمنظمى الرحلات. ...............؟ - أعول الآن على شركة مصر للطيران خلال الفترة القادمة، بأن تتحرك فى الأسواق العالمية لاستجلاب السياح وعدم الاعتماد الكلى على منظمى الرحلات الكبار المتحكمين فى الأسواق العالمية، وما لديهم من توجيهات سياسية من حكومات بلادهم، بعد التعامل مع السوق السياحى المصرى. وعليه يجب أن تتحرك مصر للطيران بشكل قوى خاصة إنها دعمت أسطولها مؤخراً بتسع طائرات جديدة ليصبح 79 طائرة، فعليها ان تزيد من عدد الطائرات بعشرين طائرة جديدة على مدار العشر سنوات القادمة بطرح أسهم فى البورصة العالمية للسيطرة على السوق ونقوم بطرح الأسهم وحصيلة الأسهم تستغل لتطوير أسطولها، وتصبح شركة للطيران بدلاً من كونها شركة ناقلة فقط إلى شركة تعمل فى النقل الجوى والسياحة، ولتطبيق ذلك مطلوب توحيد الآراء والقرارات بين وزارتى السياحة والطيران، واللتين اعتبرها جناحين لطائر واحد لا يصلح أن يكون كل منهما فى اتجاه. فلابد من عمل خطة تسويقية للسياحة لمصر بالتنسيق مع خطوط مصر للطيران بعمل برامج تسويق فى العالم من خلال المكاتب الخارجية، وتكون هناك وثيقة التأمين والطائرة والبرنامج، لذلك مهم جداً أن يكون هناك تنسيق بين الوزارتين وأن تتطابق سياستهما حتى تتحقق الخطة الطموحة وأمنع تحكم منظمى الرحلات فى السوق المصرى، وإن كنت أتمنى أن يتم دمج وزارتى السياحة والطيران فى وزارة واحدة. .................؟ - رغم الحظر المفروض على مصر من معظم دول الاتحاد الأوروبى وروسيا، إلا أن السائح لديه الرغبة الشديدة لزيارة مصر، ولكنه يواجه مشكلتين، المشكلة الأولى عدم وجود طيران للسفر والمشكلة الثانية أن منظمى الرحلات الكبار لديهم توجيهات وتعليمات من دولهم بحظر السفر إلى مصر وتوجيه طائراتهم إلى مقاصد أخرى، بدليل أن جميع الكتالوجات لا يوجد بها اسم مصر ولا حجز بنظام الأون لاين. وأضاف عبداللطيف: المشكلة الأخطر من ذلك أن شركات التأمين العالمية فى أوروبا وروسيا ترفض التأمين على السائح القادم إلى مصر أو تضع أمامه عقبات برفع أسعار التأمين بشكل كبير جداً مما يجعل السائح يفضل السفر إلى مقاصد أخرى. .................؟ - الحل فى رأيى أن تكون هناك اتصالات واتفاقيات بين شركات التأمين المصرية، والبنوك مع شركات التأمين العالمية لتغطية تأمين السائح فى مصر، ويتحمل التكلفة صندوق السياحة بالاشتراك مع القطاع الخاص، وأعتقد أن القطاع الخاص موافق على ذلك شرط أن تكون هناك ضمانات وآلية لتنفيذ ذلك. وأقترح عمل بروتوكول بين وزراء السياحة العرب ومصر بإعداد كتالوج واحد وبرنامج واحد ويكون البرنامج عبارة عن زيارة لمصر والأردن ولبنان مثلاً أو مصر والإمارات أو مصر وتونس والمغرب، بمعنى رحلة إلى ثلاث دول فى برنامج واحد وهو عودة التسويق الدولى بين الدول فى كتالوج واحد، وهذا النظام كان معمولًا به أيام الدكتور ممدوح البلتاجى. هذه البرامج الدسمة كانت ناجحة وخلقت حالة من الرواج السياحى، وحالة من التعاون بين الشركات المصرية والعربية كلها أفكار لخلق حالة من الرواج السياحى، وفى ظل الظروف التى تمر بها السياحة لابد من البحث عن أفكار جديدة. .................؟ - غير صحيح أن السائح يرفض المجىء إلى منطقة الشرق الأوسط، السائح لديه الرغبة للسفر ولكن مع توفير طيران والدليل أن مطار «أتاتورك» فى تركيا بعد الأحداث الدامية به وبعد أسبوع عادت السياحة الروسية إلى تركيا، ونفس الأمر فى تونس فبعد الواقعة الشهيرة التى حدثت بها بعد 3 شهور عاد السياح الروس رغم حالة القلق وجميع الفنادق بها إشغالات من السياح الروس فما يقال إن هناك خوفا من الشرق الأوسط غير صحيح والحقيقة أن منظمى الرحلات لا يضعون اسم مصر فى برامج الترويج والكتالوجات. .................؟ - مؤكد حادث الشاب «ريجينى» له تأثير كبير بسبب الهجوم على مصر من وسائل الإعلام الغربية، ومن بعض الدول التى تقف خلف السياح والإعلام الإيطالى، وما زالت تنفخ فى النار وترفض عودة العلاقات المصرية الإيطالية، بعد أن كانت العلاقات جيدة جداً خاصة أن إيطاليا أول دولة رحبت بثورة 30 يونية ، ولكن الآن هناك دول من مصلحتها أن تظل العلاقات متوترة بين مصر وإيطاليا، ولها تأثير على بعض الصحافة والإعلام الإيطالى، انتقاماً من مصر بسبب أن مصر لها رأيها ولا تستجيب لأية ضغوط أو إملاءات ولمصر قرارها طبقاً لمصلحة الشعب والدولة المصرية وهذا يغضب بعض الحكومات. .................؟ - من الصعب الآن وضع تسعير للغرف الفندقية لأننا فى حالة انهيار سياحى وجميع الفنادق تتسارع على البقاء والاستمرار. ولكن مطلوب وجود صندوق لدعم وإعادة هيكلة السياحة وسبق ووعد طارق عامر محافظ البنك المركزى، بتخصص 4 مليارات جنيه لتطوير وتجديد وإحلال وتجديد الفنادق وإعادة هيكلة للقروض، وتدريب العمالة للحفاظ عليها وعدم تسريبها والموضوع توقف. وسنعود ونناشد محافظ البنك المركزى الذى يعلم كل التحديات التى تواجه السياحة ونحن نؤمن أن القطاع المصرفى القومى قادر على معالجة كل الآثار السلبية التى يتعرض لها القطاع السياحى، وأنه قادر على انتشاله من أزمته وإعادة هيكلة قروضه، وعمل الإحلال والتجديد اللازم للحفاظ على المليارات والاستثمارات فى المناطق السياحية من الضياع لأنها ثروة قومية.