4 أيام فقط تفصلنا عن قمة الأمل، كما أطلق عليها أحمد أبوالغيط، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، حيث تعقد ،يوم الاثنين المقبل فى نواكشوطبموريتانيا، القمة العربية التى تحظى باهتمام عربى ودولى غير مسبوق، نظرًا لطبيعة المرحلة الصعبة والاستثنائية التى تعيشها الأمة العربية، فالدول العربية تعانى التقسيم والتشرذم، ويعانى شعوبها التهجير والشتات وشبح المخيمات يخيم على الجميع ولا أحد بمنأى من الخطر. فبعض الشعوب العربية حملت لقب لاجئ خارج الحدود، والبعض الآخر لاجئون داخل أوطانهم هربًا من القتل والقصف والحروب الأهلية والفتن الطائفية، وأبوالغيط يطلق على القمة العربية قمة الأمل، بينما هى فى الحقيقة قمة الفرصة الأخيرة، فالجامعة العربية على المحك، إما أن تعيد اكتشاف نفسها وتكون لديها قدرة على إصدار قرارات حقيقية قابلة للتنفيذ، وليست مجرد حبر على ورق لإنقاذ الأمة العربية والتصدى لمخاطر الانقسام، وإخراجها من أزمتها الحالية، وإما أن تفشل وتكتب لنفسها شهادة الوفاة، ويضيع الحلم العربى فى كيان يجمع الدول العربية، والقادة الزعماء العرب عليهم مسئولية كبرى فى التنحى عن مشاكلهم ومصالحهم وخلافاتهم الجانبية التى تقف حجر عثرة أمام وحدة العرب، فجزء كبير من معاناة الشعوب العربية يرجع إلى سوء إدارة الدول والشعوب العربية لمقدراتها الاقتصادية والسياسية والثقافية. أعرب أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، قبيل مغادرته إلى موريتانيا عن تطلعه لأن تعطى القمة العربية السابعة والعشرون قوة دفع مهمة لمسيرة العمل العربى المشترك خلال المرحلة المقبلة، وقال أبوالغيط على الرغم من كونها قمة عادية، لكنها تنعقد فى ظل تطورات وظروف غير عادية، وفى خضم وتحديات معقدة ومتشابكة، تشهدها المنطقة العربية بشكل عام، وأيضاً أزمات تعانيها عدة دول عربية وصلت خطورتها إلى درجة تهديد أمن واستقرار ووحدة هذه الدول، وتؤثر فى ذات الوقت على منظومة الأمن القومى العربى. وقال أبوالغيط إنه يعتزم أن يطرح خلال القمة رؤيته كأمين عام جديد لجامعة الدول العربية تجاه العديد من موضوعات يعتبرها ذات أولوية على المستوى العربى، سواء فيما يتعلق بالتطورات السياسية والأمنية المختلفة، أو فيما يخص التكامل الاقتصادى العربى الذى يعانى بعض المعوقات فى مجال تنفيذ المشاريع التكاملية العربية مثل الانتهاء من منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وربط الدول العربية على مستوى شبكة الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل البحرى ومشاريع الطاقة والكهرباء، ودعم مجالات العمل الاجتماعى، إضافة إلى الأبعاد المرتبطة بظاهرة الإرهاب باعتبار أنها تمثل أحد أهم التحديات التى يواجهها الوطن العربى خلال الفترة الحالية، مع طرح رؤيته أيضاً فيما يخص تطوير دور جامعة الدول العربية والارتقاء بأساليب عملها وهيكلتها وتنشيط عمل الأمانة العامة فى إطار السعى لتحقيق قدر أكبر من الفاعلية والتنسيق والتعاون فى عمل آليات العمل العربى. وأوضح الأمين العام أنه من المنتظر أن تشهد القمة والاجتماعات الوزارية التى تسبقها، والتى تشمل الاجتماع الوزارى للمجلس الاقتصادى والاجتماعى واجتماعات مجلس وزراء الخارجية، نشاطاً مكثفاً فى ظل تناول عدد كبير من التقارير المهمة، يأتى على رأسها ثلاثة تقارير مرفوعة إلى القمة، الأول وهو التقرير المقدم من جمهورية مصر العربية بصفتها دولة رئاسة الدورة العادية السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، والثانى تقرير الأمين العام عن العمل العربى المشترك، والثالث تقرير وزراء الداخلية العرب عن التعاون الأمنى فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وأضاف أبوالغيط أنه من المنتظر أن تشهد أيضاً اجتماعات القمة تناول تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وما يرتبط بذلك من تفعيل لمبادرة السلام العربية، وتكثيف التحرك الدبلوماسى العربى على المستوى الدولى ومتابعة تطورات ملفات القدس والاستيطان والجدار والانتفاضة ووضعية اللاجئين والأسرى والمعتقلين وعمل وكالة الأونروا وتعزيز عمليات التنمية فى الأراضى الفلسطينية، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطينى، إضافة إلى تناول التطورات الخاصة بالاحتلال الإسرائيلى للجولان العربى السورى المحتل، ومواقع فى جنوبلبنان.