أمهات وأخوات للشهداء، طالبات جامعات، صحفيات بصفتهن الشخصية، وربات منازل وموظفات .. جميعهنّ التقينّ اليوم أمام مجمع التحرير لتكوين درع نسائي بشري بشارع محمد محمود، احتجاجاً على سياسة العنف المتبعة من قبل الأمن المركزي وجهاز الشرطة مع المتظاهرين . منهنّ من سمعت دعودة الصحفية الشابة منى سليم، للمبادرة أمس في إحدى الفضائيات، ومنهنّ من أتت إلى ميدان التحرير لتستكشف الحقيقة التي لم تنجح في نقلها الفضائيات، ومنهنّ من أتت لتعتصم حتى تنال حق ابنها أو أخيها الشهيد، فاجتمعنّ على مطلب واحد هو إيقاف العنف في شارع محمد محمود. أجمعت غالبية المشاركات على أن هذا الدرع النسائي من أجل إحراج الشرطة، وإذا أصروا على اتباع العنف فلتمت النساء أولاً لتنقل الفضائيات فضيحة الشرطة المصرية التي لم تكتفِ بقتل الشباب وإصابتهم. واحنا رحنا فين! بين الدهشة والشهامة توافد الرجال إلى مكان تجمع الدرع النسائي، ليجمعوا على أنهم فداء النساء وليبدوا خوفهم من أي احتكاك بهن من قبل الشرطة، مطالبينهن بعد الدخول إلى بؤرة الاحتكاكات . يقول سعيد: " إحنا فداكم إرجعوا بيوتكم وسط عيالكم .. أنا شفتهم بعيني بيضربوا الستات، دول مبيرحموش ولا بيفرقوا بين راجل وست .. احنا خايفين عليكم" وبكل إعجاب أبدى محمد عن تأييده للدرع النسائي، قائلا: "لابد من هذا الدرع، فحتى لو تصادف ووقف إطلاق النار فهذه مسألة رمز والنساء لهن دور ويجب أن يتحقق". بينما يرى أحمد : أن هذا الدرع لانسائي حل ذكي لإظهار ما إذا كانت الشرطة التي تبدأ بالاعتداء أم لا". يتفق معه في الرأي إسماعيل ويراه الحل الأخير لمساعدة الموجودين في الميدان. مصاب يؤمن الدرع رغم صغر سنه الذي لم يتخط 20 عاماً، ورغم أنه طالباً في كلية الهندسة بالمودرن أكاديمي ورغم إصابة عينه بالخرطوش أمس الأول، إلا أنه رفض هذا الدرع النسائي بدافع الخوف، قائلاً: " أنا مش موافق على الدرع النسائي.. على الأقل لازم يكون أول صف من الرجال لأنهم كفرة مبيفرقوش بين راجل وست ، أنا كنت متطوع في المستشفى الميداني وبعد كثرة أعداد المصابين قررت أدخل الصفوف الأمامية وكنت في الصف الرابع، وبمجرد وقفوفي أصبت أنا و7 بجواري في شارع محمد محمود". لم يكتفِ إسلام بالرفض الشفهي، ودعا زملاءه في كلية الهندسة لتأمين الدرع النسائي، ومع التأكيد بين حين وآخر من المتظاهرات على أنها مسيرة نسائية داعية لوقف العنف، كان ينضم العديد من الرجال لتأمينها. نساء في مهمة خطرة وفي غياب تام لمؤسسات وناشطات حقوق المرأة اللاتي يتشدقن بالمساواة بين الحين والآخر ولم يعترضن على العنف الذي واجهته بعض الفتيات في الميدان، لم تشمل الوقفة على أسماء لامعة في سماء العمل الاجتماعي، ولم يتواجد أكثر من صحفيات بصفتهنّ الشخصية مثل الصحفية الشابة منى سليم الداعية للمبادرة، و نجلاء بدير الصحفية بمجلة صباح الخير وزوجة الاعلامي محمود سعد وكانت بصحبتها ابنتها مي محمود سعد، بالإضافة إلى نور الهدى محمد رئيس تحرير جريدة العربي. بكاء ونحيب " يا مشير قول الحق .. الشهيد وجعك ولا لأ" .. "حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل" .. بهذه الهتافات وبدموع حارقة من القلب أشعلت أم أحد الشهداء قلوب الجميع فانخرط النساء والرجال في البكاء على الشهداء والمصابين . وجدير بالذكر أن أخوات الشهداء والمصابين المتواجدات في الميدان انضممن إلى الدرع النسائي بعد المسيرة التي طافت ميدان التحرير بداية من المجمع ونهاية بالوقوف أمام شارع محمد محمود، مؤكدات جميعاً استعدادهنَ التام على الوقوف كدرع بشري في حال تجدد العنف مرة أخرى . شاهد الفيديو: ;feature=youtu.be