استحوذت احداث ميدان التحرير خلال اليومين الماضيين علي اهتمام وسائل الاعلام العالمية . اكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاحتجاجات العنيفة التي جرت في ميدان التحرير وضعت الآلاف في مواجهة الشرطة. واضافت أن الاشتباكات تذكر بما حدث قبل 9 شهور. واشارت إلي أن هذه الاشتباكات تأتي بعد يوم من مظاهرة للإسلاميين وقبل أسبوع من أول انتخابات برلمانية في مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك، التي جاءت كأقوي تنديد بمحاولة الجيش منح نفسه سلطات حكومية دائمة. وقالت الصحيفة إن الشرطة اشتبكت مع مئات من المحتجين في ميدان التحرير لعدة ساعات في مشهد يعتبر الأكثر عنفا حتي الآن ضد قيادة الجيش والحكومة المؤقتة، وأدت الاشتباكات إلي سقوط قتلي وجرحي. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله: «الجنرالات قالوا لنا نحن شركاء .. وكنا نؤمن بهم.. وفي اليوم التالي نكتشف أنهم شركاء مع مبارك. هذا اليوم نقطة تحول بالنسبة لمصر». وقال محمود شكري السياسي المخضرم في تعليقه علي أحداث السبت: «إن المجلس العسكري يشعر الآن أن الشارع لن يقبل بأن تظل السلطة في يد أحد لفترة طويلة.. اعتقد أن الجيش سيعيد النظر في الوضع من جديد». واشارت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية إلي أن صور اقتحام الشرطة ميدان التحرير وإصابة ما يقرب من 750 محتجا شبيهة بمشاهد الاشتباكات مع قوات شرطة حبيب العادلي خلال ثورة يناير التي وضعت حدا لحكم مبارك.ولفتت الصحيفة إلي أن العنف الشديد الذي اتسمت به الأحداث في التحرير زاد من المخاوف حول اندلاع اضطرابات جديدة قبيل الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تبدأ في 28 نوفمبر. وأشارت إلي أن الغضب الشعبي ارتفع مع بطء وتيرة الإصلاحات ومحاولات المجلس العسكري الاحتفاظ بالسلطة. وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الاشتباكات التي اندلعت بين محتجين وقوات من الشرطة في القاهرة ومدينتين أخريين في مصر وأسفرت عن مقتل اثنين واصابة مئات يمثل أكبر تحد أمني حتي الآن أمام المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد، واضافت أن الجيش لم يظهر في الصورة خلال هذه الاشتباكات. ونوهت إلي أن المتظاهرين نددوا بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة وانتقدوا جماعة الاخوان المسلمين التي اتهموها بالعمل لتحقيق مأربها السياسية. وقال موقع صوت أمريكا إن مئات المتظاهرين اعادوا السيطرة علي ميدان التحرير وإعادة نصب خيامهم لمواصلة الاعتصام. ونقلت عن مراسله للقاهرة يمثلون طائفة واسعة من المجتمع أحيت الشعارات التي كانت ترفع في وجه نظام مبارك.