مع دقات التاسعة مساء بتوقيت القاهرة، ستتجه أنظار عشاق الكرة فى العالم إلى مدينة بوردو الفرنسية، وتحديدًا ملعب نوفو ستاد دى بوردو لمتابعة الملحمة الكروية فى أقوى وآخر لقاءات دور الثمانية من بطولة أمم أوروبا 2016 والتى تستضيفها فرنسا، بين المنتخب الإيطالى بطل العالم فى 2006 وحامل لقب أوروبا من قبل، وبطل العالم الحالى المنتخب الألمانى والمرشح الأقوى للقب، فى نهائى مبكر للبطولة بين العملاقين الكبيرين. يواجه المنتخب الإيطالى التحدى الأكبر له فى البطولة، عندما يواجه نظيره المانشفت، لكن مع غياب العديد من اللاعبين المؤثرين قد يحتاج المدرب العبقرى أنطونيو كونتى لإعادة ترتيب أوراقه، وتغيير طريقة اللعب والبحث عن بدائل فى لقاء اليوم. وأسفرت الانتصارات الأخيرة للفريق، وبينها إقصاء إسبانيا حاملة اللقب من دور الستة عشر للبطولة، عن غيابات مؤثرة فى الفريق الإيطالى، منهم ثنائى الوسط أنطونيو كاندريفا، والعملاق دانييلى دى روسى، كما سيغيب أيضا تياجو موتا البديل المحتمل لدى روسى بسبب الإيقاف. ولم تخسر إيطاليا أمام ألمانيا فى مباراة رسمية بأى بطولة، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابياً فى صالح أبطال العالم فى 2006، حيث يبتسم دائمًا التاريخ لهم فى المواجهات المباشرة لكن كونتى سيجد نفسه مضطرًا لمواجهة التهديد الألمانى وتعويض الغيابات. ومع احتمالية غياب دى روسى وموتا، ربما يستعين كونتى بستيفانو ستورارو، وماركو بارولو، فى خط الوسط، وقد يدفع أيضًا بإيمانويلى جياكيرينى كمهاجم ثالث إلى جانب إيدر وجراتسيانو بيليه على أن يضع فلورينتسى ودى شيليو فى الجانبين ويلعب بطريقة 3-4-3. لكن هذه المرة المهمة أصعب بكثير من اللقاءات السابقة، فهو فضلًا عن أنه يواجه بطل العالم والمرشح الأول للبطولة، فالطليان يواجهون أقوى دفاع فى البطولة، المنتخب الألمانى الذى خاض 4 مواجهات ولم تهتز شباك حارسه العملاق مانويل نوير بأى هدف، وسيكون على بيليه وإيدى تجاوز الجدار الحديدى من الثنائى هومليز وبواتينج للتسجيل فى معركة جانبية. أما الأمر الجيد بالنسبة لكونتى فهو أن حارس المرمى جيانلويجى بوفون والمدافع جورجيو كيلينى فقط من شاركا فى تلك المباراة، ولكن خط الدفاع أصبح أكثر قوة فى الوقت الراهن بانضمام أندريا بارتزالى وليوناردو بونوتشى. تأهل المنتخب الألمانى إلى دور الثمانية بسهولة، ولم يحتج أى مجهود ليحقق الفوز على المنتخب السلوفكى بثلاثة أهداف للاشيء فى دور ال16 الذى وصل إليه بعد أن تصدر مجموعته بفوزين وتعادل. لم يكتف المنتخب الألمانى بتحقيق نتائج جيدة، لكنه بقيادة المدير الفنى المميز يواكيم لوف، قدم مستويات كبيرة ورائعة جعلته من أقوى المرشحين للفوز باليورو. ويعتمد «لوف» على تشكيلة قوية فى لقاء اليوم لصد هجمات إيطاليا السريعة والخاطفة، مكونة من أفضل لاعبى العالم يقودهم المايسترو مسعود أوزيل والحارس المتألق مانول نيور. أحرز المنتخب الألمانى 6 أهداف ولم تستقبل شباكه أى هدف مما يعطى مؤشراً قوياً على قوة وجاهزية الألمان للقاء، الأمر الذى جعل متابعو اليورو يجمعون على أن المنتخب الألمانى هو المرشح الأقوى والأقرب لينال البطولة. تمكن قوة المنتخب الألمانى فى أسلوب اللعب الذى فرضه المدرب المتمكن لوف، حيث يتسم بالاستحواذ على الكرة وحرمان الخصوم من محاولة بناء الهجمات عن طريق اتباع أسلوب الضغط القوى على حامل الكرة الذى يبرع فيه لاعبيه المنتخب الألمانى نظرا لإمكانيتهم البدنية العالية. ويملك المنتخب الألمانى خط دفاع قوى بقيادة المدافع الصلب جيرمن بواتينج وخط وسط نارى بوجود الفنان تونى كروس وسامى خضيرة، وهجوم جيد بقيادة المخضرم ماريو جوميز وتوماس مولر. وبجانب سعى الألمان لتحقيق الفوز لمواصلة رحلة البحث عن كأس الأمم الأوروبية التى لم يسبق وأن توج المانشفت بها، يأمل الألمان فى كسر العقدة التى لازمته أمام الآزورى فى كل المواجهات الرسمية، حيث التقى المنتخب الألمانى نظيره الإيطالى ثمانى مرات سابقة ولم يستطع المانشفت عبور بوابة الآزورى. نجوم الليلة أوزيل ساحر المنتخب الألمانى الذى يمكن بسحرية رجله اليسرى أن يفتح كل الطرق بتمريراته الدقيقة المذهلة التى تساعد زملاءه فى التسجيل كما يملك قدرة كبيرة على إحراز الأهداف. ساهم أوزيل بشكل كبير فى تتويج منتخب بلاده بكأس العالم 2014 بعد أن قدم مستويات كبيرة مكنته من الترشح لأحسن لاعب فى العالم. تمكن أوزيل من قيادة فريقه أرسنال الإنجليزى، فى احتلال المركز الثانى الذى يعد أفضل مركز للفريق منذ عام 2005، بعدما صنع 19 هدفاً هذا الموسم فى الدورى الإنجليزى. كيلينى المدافع الإيطالى صاحب القدرات الدفاعية المميزة، والذى يعتمد عليه أنطونيو كونتى بشكل أساسي، فى مراقبة الكبار، فهو من استطاع أن يجعل السلطان إبراهيموفيتش لا حول له ولا قوة فى لقاء إيطاليا والسويد بالمجموعات. وعرف عن كيلينى أنه مدافع صلب وعنيف، لكنه خارج الملعب يبدو شخصاً هادئاً ورزيناً، وداخل الملعب يشكل كيلينى قطعة بارزة فى ثلاثى دفاع إيطاليا القوي. ومن المنتظر أن يستغل كونتى مدافعه المميز فى مراقبة أخطر لاعبى ألمانيا توماس مولر، ليغلق أهم مفتاح للعب بالنسبة للألمان. نوير حارس عرين المنتخب الألمانى الذى لا يكتفى فقط بدوره كحارس مرمى، لكنه بارع أيضاً فى تغطية خط دفاعه وأحيانا يظهر كليبرو إذا لزم الأمر، الذى يمكنه دائماً من الحفاظ على شباكه خالية من الأهداف ويصعب الأمر كثيراً على المهاجمين فى التسجيل. يتميز نوير بردود فعل سريعة وقدرة فائقة على التقاط التمريرات الجانبية، حيث يقف سداً منيعاً أمام هجوم الخصم، وهو ما جعله ينفرد عن حراس البطولة بشباكه النظيفة خلال المباريات الأربع التى خاضها المانشفت، وهو رقم قياسى لم يسبقه إليه أى حارس مرمى ألمانى. بوفون تحمل الجماهير الإيطالى الحارس العملاق جانلويجى بوفون، الكثير من طموحات فريقها للعودة إلى لقب الأمم الأوروبية، خاصة أن الأخطبوط ظهر بشكل مميز خلال البطولة. بوفون كان من أهم عوامل حفاظ يوفنتوس على لقب الكالتشيو الإيطالى، وتألق صاحب ال38 عاماً، ليوجه رسالة قوية إلى الألمان خلال تصريحات لصحيفة إكسبريس البريطانية: «النتيجة هامة بالنسبة لنا، لقد أظهرنا للجميع أننا قادرون على هزيمة كبار العالم، بعد الفوز على إسبانيا.