أثار إعلان الحكومة العراقية تحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم داعش، مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني للنازحين. وشهدت عمليات تحرير الفلوجة نزوح آلاف الأسر العراقية من مناطقها، حيث ذكرت منظمة الهجرة الدولية، السبت، أن 86 ألف مدني (11.381 أسرة) نزحوا من محيط مدينة الفلوجة تحت وطأة المعارك بين مسلحي داعش من جهة والقوات العراقية والميليشيات الموالية من جهة أخرى. ويعاني النازحون في مخيم عامرية الفلوجة من شح كبير في المياه والمواد الغذائية وقلة الخيم وضعف البنى التحتية والخدمات الطبية، ويزداد الأمر سوء بسبب الانقطاع الكامل للكهرباء. ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا حول معاناة العراقيين النازحون من الفلوجة، حيث قالت إن من فروا من جحيم القتال وجدوا كابوسا آخرا في انتظارهم. ويعيش النازحون في صحراء قاحلة تصل فيها درجات الحرارة لأكثر من 50 درجة مئوية ولا تُقدم إليهم معونات سواء من الحكومة أو المنظمات الإغاثية. ويتخوف المراقبون من تدهور الأوضاع الإنسانية في المخيم مع استمرار موجات النزوح وتواصل العمليات العسكرية التي تقترب من نهايتها بحسب مسؤولين عسكريين. وسبق لمجلس عامرية الفلوجة أن دق ناقوس الخطر ودعا إلى تمكين النازحين من المساعدات الغذائية، والإسراع في تقديم معونات طبية وغذائية عاجلة لنحو 27 ألف عائلة تقطن المخيم. وكان النازحون يطالبون، خلال عمليات التحرير، الحكومة العراقية بتوفير المواد الغذائية وفتح ممرات آمنة لخروج مزيد من السكان، بيد أنه من المتوقع الآن أن يطالبوا بالعودة إلى مناطقهم وبيوتهم. وبحكم الدمار الكبير الذي تعرضت له الفلوجة أثناء المعارك الدائرة بين القوات العراقية وداعش، فإن الحكومة غير قادرة لوحدها على إعادة إعمارها، حيث قال الخبير الاقتصادي، عبدالواحد طه، إنه لا يمكن إعادة إعمار الفلوجة إلا بمساعدة دولية. وأمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بتشكيل لجنة لإعادة إعمار الفلوجة بالتعاون مع الأممالمتحدة، وذلك من أجل ضمان عودة النازحين إلى المناطق التي هربوا منها. فيما قال قائد شرطة الأنبار، اللواء هادي رزيج، إن قواته باشرت تفتيش المنازل والمباني والمحال التجارية في المناطق المحررة، إلى جانب إزالة العبوات الناسفة ومعالجة البيوت الملغومة قبل إعادة النازحين إليها. وكانت القوات العراقية قد تمكنت، الأحد، من استعادة السيطرة على آخر منطقة خاضعة لسيطرة داعش بمدينة الفلوجة.