نقابة المحامين التى كانت واحدة من النقابات الوطنية على مدى تاريخ مصر العريق، قد أصابها الهزال طوال حقبة من الزمن بسبب التصرفات المشينة التى ارتكبها النظام السابق، ولقد شهدت النقابة أسوأ فتراتها بسبب تدخل النظام السابق فى شئونها، حتى أصبح نقيب المحامين من اختيار الحزب الوطنى، ليضمن النظام ولاءه إليه.. وللأمانة ليست نقابة المحامين وحدها التى تعرضت لسيطرة الدولة، والنقابة التى تخرج على طوق النظام يفرض عليها الحراسة.. وشهدت نقابات مصر أسوأ فترات تاريخها، وتحولت الى أندية يرتادها أصحابها، بدلاً من دورها النضالى الذى كانت تقوم به فى فترة من الفترات.. غداً تشهد نقابة المحامين أول انتخابات بعد الثورة، يتنافس على منصب النقيب فيها 25 مرشحاً، بالاضافة الى تنافس 373 مرشحاً على المستوى العام والمحاكم الابتدائية.. تقدم هؤلاء على منصب النقيب الدكتور محمد كامل نائب رئيس الوفد، وهو من الشخصيات الوطنية التى كانت لها باع طويل فى محاربة الفساد والتصدى له ولرموزه، ولا أحد ينكر معاركه السياسية التى خاضا ضد الحزب الوطنى وفساده خاصة مع المرحوم كمال الشاذلى الذى كان يقف ضده بالمرصاد وعلى طول الخط.. وفشلت كل محاولات الحزب الوطنى لاستقطاب محمد كامل الذى كان صلداً فى كل مواقفه ضد فساد الحزب الوطنى.. لم تلن له قناة، ولم ترهبه أدوات النظام السابق وأسلحته التى استخدمها. هذا النموذج الوطنى يخوض انتخابات نقابة المحامين،ويسعى الى الارتقاء بالمهنة وإعادة بناء النقابة من جديد لترعى مصالح اعضائها،وتعود الى سابق عهدها فى الوطنية والدور الريادى فى كل المجالات.. وذلك عندما كان الانتساب الى نقابة المحامين يعد شرفاً كبيراً ما بعده شرف.. حتى أن زعماء مصر الوطنيين على فترات طويلة كانوا أعضاء بالنقابة ومحمد كامل واحد من الوطنيين الشرفاء الذين تؤرقهم مشكلة عودة نقابة المحامين الى دورها الريادى والصدارة.. وسيشارك على عضوية المجلس الدكتور محمود السقا نائب رئيس الوفد وأستاذ القانون بجامعة القاهرة، وهو أيضاً من الشخصيات الوطنية الرائعة والذى يمتلك حساً قومياً ويسعى الى الارتقاء بمكانة نقابة المحامين وعودة دورها المشرف الذى فقدته فترة طويلة، بسبب سيطرة النظام عليها.. كما يخوض معركة المحامين عدد من المحامين الوفديين ومنهم محمد غراب الذى يسعى الى الفوز بمقعد محكمة الجيزة وكامل البعثى المرشح لعضوية نقابة المنوفية،وجعفر غراب المحامى بالنقض والدستورية العليا وصديق الهمامى على المستوى العام.. فى انتخابات المحامين خلال هذه المرحلة، الأمور مختلفة فهناك رجال وطنيون تسبقهم سمعتهم الى خوض الانتخابات، لهم مواقف وطنية رائعة تؤهلهم الى النهوض بالنقابة والارتقاء بها إلى الصدارة كما كانت لتخرج وطنيين فى كافة المجالات وأصحاب فكر.. ولا أعتقد أبداً أن المحامين سيفوتون هذه المرحلة فى اختيار الكفاءات الوطنية التى لا تسعى الا الى النهوض بالنقابة، وعودة الكرامة المهدرة للمحامين. وتوفير حقوقهم الضائعة،.،. لن يتأتى ذلك أبداً دون أن يقدم المحامون على اختيار الشرفاء الذين يمثلونهم..، وأمام المحامين فرصة رائعة للرقى بنقابتهم، عندما يكون محمد كامل نقيباً للمحامين.