سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دبلوماسيون: انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «تاريخى» وسيغير خريطة العالم «العلاقات الخارجية»: بداية لتفكك الاتحاد الأوروبي وتأثيره على مصر سيكون غير مباشر
وصف عدد من الدبلوماسيين وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ب«الحدث التاريخي»، لافتين إلى أن هذا الأمر سيكون له تأثير على سياسة العالم، وقد يكون بداية لتفكك الاتحاد الأوروبي خاصة عقب إعلان بعض الجهات داخل دول أوروبا رغبتها في إجراء استفتاء عن البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، موضحين أن هناك تغيرات جديدة قد تطرأ على الوضع الداخلي لبريطانيا بعد إعلان بعض الجهات في اسكتلندا رغبتها في الانفصال عن بريطانيا وذلك عقب انسحاب بريطانيا، مفيدين أن الفترة القادمة ستكون فترة غير واضحة في أوروبا وستؤثر بشكل سلبي على معظم دول الاتحاد، كما ستواجه بعض الدول تحديات مثل الانخفاض الحاد في الصادرات وزيادة في الشكوك الداخلية بشأن الاتحاد. وعن مصر أضافوا أن التأثير سيكون غير مباشر على مصر ودول الشرق الأوسط، وستظهر ملامحه عقب انتخاب رئيس وزراء بدلًا من ديفيد كاميرون المعروف بدعمه للإخوان وللجماعات الإرهابية المتطرفة في العالم. ومن جانبها، أكدت أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن خروج بريطانيا سيكون له تأثير على خريطة العالم، لافتة إلى أن بريطانيا دولة كبرى من ناحية الاقتصاد والتأثير على السياسة الخارجية، وأكدت حسونة، ان هذا الأمر سيؤدي إلى فترة من انعدام الوضوح في أوروبا ستؤثر بشكل سلبي على معظم دول الاتحاد. وبينت «حسونة» أن هذا الامر قد يكون بداية لتفكك الاتحاد الأوروبي خاصة بعد مطالبة بعض الاحزاب اليمنية الموجودة في فرنسا وهولندا بإجراء استفتاء على الانسحاب، ولكن هذه الاحزاب ليست وحدها كافية لإجراء الاستفتاء وذلك بسبب وجود جزء آخر يؤيد البقاء داخل الاتحاد. وأشارت «حسونة» إلى أن هناك تغيرات جديدة قد تطرأ على الوضع الداخلي لبريطانيا، حيث أعلنت بعض الجهات في اسكتلندا رغبتها في الانفصال عن بريطانيا وذلك عقب انسحاب بريطانيا، ولرغبة الاسكتلنديين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، ما قد ينذر بإجراء استفتاء ثان بشأن انفصال اسكتلندا عن بريطانيا. وعن تأثير ذلك على مصر، أضافت «حسونة» أنه سيكون له تأثير غير مباشر، وذلك بسبب قرب بريطانيا من مصر وتعاملها معًا في العديد من الامور الاقتصادية وذلك على الرغم من عدم الوفاق السياسي بين البلدين. وأفادت «حسونة» أنه في حالة تفكك الاتحاد الأوروبي سيكون له عواقب كبيرة على العالم وذلك بسبب اليورو عملة دول الاتحاد الاوربي، والتي تعتبر ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي. أكد عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن فرنسا والمانيا لن ينسحبا من الاتحاد الاوربي عقب خروج بريطانيا، موضحًا أن لهما حسابات أخرى وأنه سيتعاظم دورهما داخل الاتحاد بشكل كبير، مبينًا أن خروج بريطانيا سيؤثر على سياسة الاتحاد. وتابع «الصفتي» أن انسحاب بريطانيا سيؤثر سلبيًا على قوة سياستها الخارجية، وذلك لأنها ستكون دولة وحيدة، بخلاف السابق فإنها كانت جزءا من الاتحاد الذي يتكون من 28 دولة، مبينًا أن تأثير ذلك سيظهر على الصعيد الاقتصادي. وعن استقالة ديفيد كاميرون، أوضح «الصفتي» أن سياسة بريطانيا الفترة القادمة غير واضحة وستتوقف على من هو رئيس الوزراء بريطانيا القادم وعلى مدى انتهاجه وسيره على نفس سياسة كاميرون المعادية لمصر والداعمة للإخوان والجماعات الارهابية. وبين «الصفتي» أن بريطانيا تحلم بعودة قوتها وريادتها مرة أخرى وذلك من خلال الدعاوي القومية المنادية بذلك داخلها، مفيدًا أن هذا يعتبر من أحد دوافع انسحابها. وأفاد محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بريطانيا من أقوى الاقتصادات في العالم، لافتًا إلى أن خروجها من الاتحاد الاوربي سيؤدي إلى إضعافه ويؤثر عليه سلبًا. وبين «المنيسي» أن قرار انسحاب بريطانيا كان يجب ألا يصدر من مختصين ومن مؤسسات وهيئات الدولة الكبرى بعد المناقشة المستفيضة وليس من خلال استفتاء شعبي يخضع لأهواء الشعب الذي قد يجهل بعض الأمور السياسية المعقدة. ولفت «المنيسي» إلى احتفاظ بريطانيا بعملة الجنيه الاسترليني وعدم اندماجها في عملة اليورو، مفيدًا: سيقلل من تبعات التأثير الاقتصادي السلبي عليها. ووصف «المنيسي» هذا الأمر ب«الحدث التاريخي» الذي سيؤثر في شكل العالم، موضحًا أن بريطانيا تحلم بعودة الماضي من الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس وهذه الأمور صعبة الحدوث مرة أخرى بحكم الوقت وتغير الظروف. وأوضح «المنيسي» أن خروج بريطانيا لن يؤثر على سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه مصر وذلك لأن بريطانيا محتفظة بسياستها الخارجية بعيدة عن الاتحاد الاوربي، مبينًا أن ديفيد كاميرون لم يكن حليفا جيدا لمصر واستقالته يعتبر من الأشياء الجيدة التي قد يترتب عليها تغيير سياسة بريطانيا تجاه مصر. وعن انسحاب بعض الدول من الاتحاد، أوضح «المنيسي» أن هناك دولا قد تلجأ لهذا الأمر كإيطاليا وبعض الدول التي يوجد بها أحزاب يمينية متطرفة تسعى للانفصال والاستقلال، موضحًا أن مثل هذه القرارات يجب أن تؤخذ بتأنٍ بدون انفعالية والانتظار بعد رؤية مصير بريطانيا بعد الانسحاب وتأثير هذا القرار عليها.