سجَّل يوم 17 رمضان يومًا حاسمًا في التاريخ الإسلامي لما سجله المسلمون من انتصارات مكنتهم من إظهار قوتهم في غزوة من أهم الغزوات التي قام بها المسلمون وهي "غزوة بدر الكبري". وكان لغزوة بدر مكانة رفيعة إذا ما قيست بغيرها من الغزوات، فقد وسمت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من التقدير والاحترام، وسجَّل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة حيث صار المجاهد الذي شهد بدرًا يُعرف بطلًا مقدامًا يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه، فكان يكفي المسلم قدرًا آنذاك أن يقال عنه إنه "بدري" . - سبب التسمية: غزوة بدر وسميت أيضًا "غزوة بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان"، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكةوالمدينةالمنورة. - تاريخها: وقعت الغزوة في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة 13 مارس عام 624م. - عدد المشاركين في الغزوة: في هذه الغزوة كان عدد كل من المسلمين والمشركين 1313 مقاتلًا، وكان عدد المشركين 1000 مقاتل، و313 من المسلمين. - أهمية المعركة: ترجع أهمية هذه الغزوة إلى حجم الانتصارات التي حققها المسلمون بقيادة النبي محمد (ص)، و إلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين. كما إنها رفعت من معنويات المسلمين التي زادت في إيمانهم، وهزَّت كيان العدو وأضعفت عزيمته، كما غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها. - أسباب الغزوة: كانت قبيلة قريش تتعامل مع المسلمين بقسوة ووحشية منعدمة النظير، ما دفع المسلمين فى النهاية للهجرة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، لكن قريش لم تكف عنهم الأذي بل قامت بنهب وسرقة أموالهم وممتلكاتهم واستمرت في مواقفها التعسفية تجاه المسلمين. وعندما علم الرسول (ص) بأن القافلة التجارية الكبرى لقريش والتي تُقدر قيمتها بخمسين ألف دينار، سوف تمرّ بالقرب من المدينة، قرر النبي (ص) أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش. - صراع المسلمين وكفار قريش: أدرك أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية بنية المسلمين، فغيّر طريقه و أرسل إلى قريش طالبًا منه المدد و العون، فسارع لنصرته والدفاع عن أمواله وبحوزته جيش يضم أكثر من 900مقاتل. بدأ الصراع بين المسلمين وكفار قريش، و بالفعل تمكَّن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة ونجا بنفسه و الأموال التي كانت معه، لكن مقاتلي قريش عزموا على قتال المسلمين، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها مهزومين و بخسائر جسيمة، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم.