لا تزال ثورات الربيع العربى تشغل فكر كثير من الأكاديميين والباحثين وعُلماء النفس والاجتماع ليس فى العالم العربى فحسب بل فى كثير من الدول الأوروبية ، أحد هؤلاء هو : " أسعد جابر " الباحث الأكاديمى أستاذ الأدب العربي فى جامعة لايدن الهولندية. **التقته "بوابة الوفد" فى هولندا وحاورته حول ردود فعل وانطباعات الشارع الهولندى حول ثورات الربيع العربى؟ فقال: • تفاجأ العالم العربي بالثورات فما بالك بالشعوب الأوروبية وخاصة هولندا، التى لم تتوقع تفجر ثورات عربية على النحو الذى قامت عليه ، فى الشارع العربى سلسلة متوالية فى كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، فإن رؤية الشارع الهولندى تمثلت بوصف ماحدث بل وما يحدُث حتى اللحظة انه اشبه بمعضلة فاقت احتمالات وإستنتاجات المُشتغلين فى المجالات السياسية ، فقط كانت هناك تمنيات واحلام بحدوث احتجاجات عربية لقلة من محللين سياسيين ودبلوماسيين عملوا فى منطقة الشرق الأوسط ، لهم دراسات وكتابات فى هذا الشأن ، بعضها بقى فى اطار السرية وأخرى تم التعبير عنها بالنشر فى وسائل الاعلام المقروءة والمسموعه بهولندا . ** حول وصف ثورات الربيع العربى وهل ما حدث فى البلاد العربية هى ثورات حقيقية قال: • انشغل عدد من الباحثين والمحللين فى علوم السياسة والاجتماع وكذلك مؤسسات أكاديمية هولندية بالبحث عن اجابه لم طرحته من سؤال على نحو : هل هى ثورات فعلية بمعنى كلمة ثورة اسوة بالثورة الفرنسية مثلاً ؟ أم هى عمليات احتجاجية ؟ أم انتفاضة شعبية ؟ أم حركة نشطاء سياسية دفعت بالجماهير نحو المُطالبة بالتغيير ؟ . . وأضاف : كل هذه التساؤلات ومحاولة التوصل لتعريفات دقيقة عادة ما يأتى بعد وليس قبل الحدث ، فالاسم أو التعريف السياسى لحركة اجتماعية كبيرة ثورية على نحو ثورات الربيع العربى لا يستبق الحدث ذاته ، فالثورة الفرنسية لها ثوابت ليس من الصواب استخدامها كقياس لأن الثورة الفرنسية لها بُعد زمانى وظروف مكانية خاصة بها ، تختلف عن مناخ ومُعاناة الشعوب العربية ، التى ثارت لحُريتها على ظلم الأنظمة العربية الديكتاتورية " . ** ما هو اذن توصيفك من وجهة نظر شخصية: • بالنسبة لثورات الربيع العربى يمكن وصفها بأنها حالة من الانفجار الاجتماعى، بعد سنوات طويلة من معاناة الشعوب العربية بسبب الضغوط، قريبة جدا للمشروعية الثورية ضد الفساد والقهر، وتأتى مشروعيته انطلاقاً من ثورية الكرامة، لذلك ممكن تسميتها بالثورة، واى اسم يعطيها صبغتها هو جائز طبعاً، بالنسبة لى شخصياً أرى انها "إنطلاقة جماهيرية لكسر حاجزى الصمت والخوف" وارى ايضاً انه هذا كان هو السبب الأساسى الذى أدى لخروج الملايين من الشباب العربى للتعبير عن الذات العربية، قل انها حالة إثبات أو إثبات حالة لقول انه: نحن هُنا .. وهذه بلادنا .. ولن تستمر حالة سلب إرادتنا .. ولن يحدُث التغيير الا بإرادتنا الشعبية.