"شارع جامعة الدولة" يثير أزمة فى الرقابة

رغم انشغال جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بموسم الدراما التليفزيونية، والأزمات المصاحبة لمسلسلات رمضان، التى ما زالت أغلب حلقاتها لم تُجَز رقابياً، مع استمرار تصوير بعض الأعمال حتى نهاية الشهر الكريم، فإنَّ أزمات الرقابة مع أفلام السينما التى تتوارى فى الشهر الكريم بدأت مبكراً، بإصدار قرار رفض ترخيص فيلم «شارع جامعة الدول»، تأليف محمد شعبان حسين، وإخراج خالد بهجت.
يأتى قرار الرقابة برفض تنفيذ سيناريو الفيلم، دون إبداء أى ملاحظات رقابية، أو طلب تعديلات على أحداث الفيلم، التي تدور في يوم واحد خلال ليلة عيد الفطر، ويصور العمل كاملاً فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، وهو ما دفع صناع العمل للتقدم به إلى لجنة التظلمات، للطعن على قرار الرقابة برفض ترخيص الفيلم.
وأكد السيناريست محمد شعبان حسين، أن الرقابة تتحدى القوانين برفض سيناريو فيلم «شارع جامعة الدول»، بعد تعطله ل3 أشهر فى أروقة الرقابة، مشيراً إلى أن القانون لا يسمح برفض العمل نهائياً دون إبداء أسباب، مشدداً على أن الرقابة تدار من خلال قانون يشترط وجود مبررات لهذا الرفض.
وأضاف محمد شعبان ل «الوفد»: «موقف الرقابة من الفيلم غريب، فلم أتلق أى مخاطبات بعد مرور وقت مبالغ فيه على تسليم الفيلم للرقابة، ودفع الرسوم المقررة للسيناريو، باستثناء خطاب الرفض الذى أرسل بريدياً إلى منزلى، وهو ما جعلنى ألجأ للطعن على قرار الرقابة أمام لجنة التظلمات، خاصة أن أحداث الفيلم تجبر المخرج والجهة المنتجة، على بدء التصوير نهاية شهر رمضان الجارى، لتعرض العمل لمظاهر ليلة وقفة عيد الفطر، من خلال توليفة من الشخصيات المصرية، من بينها ضابط شرطة شريف، وبائعة صحف، و3 من الشباب المدمنين، وشيخ يدعو الناس لصحيح الإسلام، وعاهرة تقرر التوبة عن الرذيلة فى هذا اليوم، وعدد من الشخصيات التى توظف للتعبير عن واقع المجتمع المصرى، دون إسفاف أو تعدٍ على ثوابت المجتمع داخل العمل الفنى».
وتابع «شعبان»: «لا أجد مبرراً حقيقياً لرفض تجربة سينمائية بشكل نهائى، خاصة أن هذا يتعارض مع حرية الإبداع، التى نصَّ عليها الدستور المصرى، ونتمنى أن تنصفنا لجنة التظلمات، بقبول الطعن على قرار الرقابة، خاصة أن الوقت ضيق للغاية، ولجنة التظلمات أجلت جلستها الجديدة للأسبوع المقبل، ما يستهلك المزيد من الوقت، وأناشد وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، التدخل لتعديل قوانين الرقابة، وتجاوز الروتين، فدور الرقابة العمل علي تطبيق التصنيف العمرى للأفلام، لا منعها، خاصة أن رئيس الرقابة الدكتور خالد عبدالجليل، قال لى إن هذا العمل لن يخرج للنور، وهو حكم بالإعدام على فيلم قمت بكتابته 5 مرات، قبل الوصول للصيغة النهائية له، ولا أرى أنه من أفلام الراقصات أو الانحلال الأخلاقى، حتى يكون مصيره الرفض».
ومن جانبه، رفض الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، التعليق على أسباب رفض فيلم «شارع جامعة الدول»، مشيراً إلى أن توقيع القرار برفض النص، يتضمن إشارة إلى أحقية المؤلف فى التوجه به للجنة التظلمات، لافتاً إلى أن المؤلف تقدم بنصه للجنة التظلمات، وهو ما يخرجه من سلطة الرقابة.
وأضاف «عبدالجليل»: «لا يمكن الكشف الآن عن أسباب رفض الفيلم التى ساقها الرقباء، خاصة بعد تقديمه للجنة التظلمات، والسيناريو رفض من 3 لجان قراءة، ولم يكن أمامى إلا اعتماد قرارات اللجان تطبيقاً للقانون، فأنا لا أتدخل للتأثير على الرقباء، ولا مصلحة لى فى رفض أو قبول أى عمل، كما أنى أخبرت المؤلف أن رفض الفيلم من الرقابة ليس نهاية المطاف، خاصة أن هناك مئات الأفلام التي رفضتها الرقابة، ثم أجازتها لجنة التظلمات، التى يعتبر قرارها وجوبياً، وقد تتخذ قراراً مخالفاً لقرارات اللجان الثلاث التى رفضت ترخيص السيناريو، ونحن نحترم قرار لجنة التظلمات أياً كان».