فضيحة جديد لاحت في تل أبيب.. مُستهدفة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، الذي منذ توليه رئاسة حكومة الكيان الصهيوني في 2009، وتتوالى عليه الفضائح من كل صوب وحدب، إلا أن هذه الفضيحة كانت مختلفة بعض الشيء. "ميمران ونتنياهو": أمس الإثنين.. نشرت صحيفة "هارتس" العبرية، صورة تم التقاطها عام 2003، ظهر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان يشغل حينها منصب وزير المالية، في حكومة "أرئيل شارون" الثانية، على شواطئ مونت كارلو، وبصحبة رجل أعمال فرنسي يدعى "آرنو ميمران"، متهم بسرقة 282 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي. ولم تقف الواقعة عند هذا الحد، ولكن تداول موقع التحقيقات "ميديا بارت" الصورة، مؤكدًا أن عائلة "ميمران" قدمت أموالًا بشكل دائم لحركة "الليكود" في فرنسا، وأنه أنفق على الحملة الانتخابية الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي أموالًا ضخمة. وأوضح الموقع أنه في مطلع عام 2000 أعار "آرنو" شقة ضخمة إلى "نتنياهو" في شارع "فيكتور هوجو" في الحي 16 بمدينة باريس، في الوقت الذي كان فيه رجل الأعمال الفرنسي مشتبهًا بارتكاب مخالفات كثيرة، ومُدان بمخالفات ضريبية كبيرة، في نهاية فترة التسعينيات. "من هو ميمران؟": ميمران.. هو رجل أعمال فرنسي، تعتبره النيابة العامة في فرنسا، العقل المدبر لإحدى أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ، وهي سرقة نحو 282 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، خلال 10 شهور، بين عامين 2008 و2009، بمعاونة 11 من شركائه، وهي القضية التي مكث على إثرها نحو 10 شهور في المعتقل، ألا أنه تم إطلاق صراحه بكفالة مالية بقيمة 100 ألف يورو، تمهيدًا لتقديم لائحة اتهام ضده، تتضمن الابتزاز تحت التهديد، كما تحقق الشرطة في تورطه بقضايا أخرى. وجاء التأخير في محاكمته منذ هذا التاريخ حتى منتصف العام الحالي؛ بسبب أن بعض الشركاء، وبينهم والد زوجته السابقة، قتلوا في ظروف لم يتم فك ألغازها حتى اليوم، كما أن بعضهم استغل ما يسمى "قانون العودة"، وهاجر إلى إسرائيل. كما أن ميمران متهم بالحصول على أموال نقدًا من النصب والاحتيال، أثناء زياراته المتكررة إلى إسرائيل من المجرم "سامي سويد"، أحد المتورطين في قضية غسيل أموال من بنك "هبوعليم" الإسرائيلي فرع "هيركون"، وفي عام 2000 تم التحقيق معه حول ارتكاب مخالفات تجارية في الولاياتالمتحدة، وتم تغريمه نحو 1.2 مليون دولار. "ميمران المتهم يعترف على نتنياهو": وفي مايو الماضي، أثناء إحدى جلسات الاستماع مع "آرنو"، أكد أنه قام في عام 2001، وبشكل قانوني بتقديم مبلغ مليون يورو لحملة نتنياهو، وأنها كانت تبرعات بصفة شخصية إلى الحساب الشخصي لرئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي، الأمر الذي يُعتبر مخالفًا للقانون الاسرائيلي، كما كشفت التحقيقات بأن "ميمران" تكفل في الماضي بنفقات إجازات قضاها نتنياهو وعائلاته في جبال الألب والريفييرا الفرنسية. وهو الأمر الذي أشارت صحيفة "هارتس" فيه أنه قد يفجر الخلافات حول مستقبل نتنياهو شخصيًا، وبما يعصف به سياسيًا، حيث تُطالب فرنسا بتسلم "ميمران" و11 من معاونيه، مع وجود شكوك في استعداد إسرائيل لتسليم مواطنيها لمحاكمتهم في دول أجنبية. "نتنياهو يعترف وعائلته تنفي": وبالأمس.. صدر اعتراف من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتلقيه أموالًا من "آرنو"، لكنه رفض الإقرار بأن الأمر يعد مخالفة للقانون، حسبما ذكر موقع "رأي اليوم". ولكن علقت عائلة نتنياهو، بأن التلميحات في الرواية كاذبة، وأنه لا توجد علاقة بين العائلتين منذ سنوات، وأن اللقاءات المشار إليها كانت خلال فترة لم يكن فيها نتنياهو في منصب رسمي، وهو الأمر ذاته الذي أكده مكتب رئيس الوزراء في بيان له بأن نتنياهو وقت تقديم هذه الأموال كان منسحبًا من الحياة السياسية، عقب خسارته في الانتخابات التشريعية عام 1999، لكنه كان يقوم بمداخلات إعلامية وعدة رحلات الى الخارج لصالح إسرائيل. وأشار المكتب إلى أن "ميمران" يسعى إلى تحويل الانتباه إليه عبر توريط نتنياهو، ولكن القضاء الإسرائيلي أعلن انه سيدرس، اعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي، كما أمر المدعي العام للحكومة "أفيخاي ماندلبيت" بالنظر في شهادة ميمران.