ممارسة الرياضة تعالج الأمراض المزمنة.. هذا ما تؤكد عليه العديد من الدراسات الطبية الحديثة . المرض المزمن هو إصابة شخص بمرض من الممكن أن يستمر سنوات طويلة، وكل حالة تحتاج إلي تقييم فردي، ويستفيد هؤلاء المرضي كثيراً من ممارسة الرياضة، ونلاحظ ذلك عندما يحدث تحسنفى الحالة والاستجابة للعلاج بشكل أفضل في مرضي القلب والسكر . و كما يقول الدكتور محمود فتحي أبوالحسن، إخصائي الإصابات والتأهيل عضو الجمعية المصرية للإصابات والتأهيل، من أهم هذه الحالات المزمنة أمراض القلب وأكثرها شيوعاً حالات الشرايين التاجية وتصلب الشرايين، والعوامل التي تزيد من الإصابة هي ارتفاع ضغط الدم والسمنة المفرطة، ونجد أن التمارين تلعب دوراً مهماً في علاج ضغط الدم والتقليل من السمنة، مما يساعد علي تقليل إصابات القلب وتحسين الدورة المدوية، وزيادة مرور الدم بالشرايين التاجية وزيادة كفاءة عضلة القلب وقلة الاحتياج إلي الأكسجين وتقليل التعرض للإصابة بتصلب الشرايين، بعد تشخيص مرض القلب، يوجد برامج تأهيلية عديدة في المراكز المتخصصة تناسب كل حالة، وتحدد التمارين بعد تقييم شامل لكل مريض علي حدة، ومدي مناسبتها.ويوضح الدكتور محمود فتحي أبوالحسن، يستفيد مرضي القلب من هذه البرامج، وغير مسموح لمريض القلب بممارسة الرياضة من تلقاء نفسه في المنزل، وتوجد دراسات متعددة أثبتت أن هذه البرامج تساعد علي سرعة الاستجابة وتقليل الإصابة بالأزمات القلبية.ويشير الدكتور محمود فتحي إلي مرض السكر، والذي يتميز بعدم قدرة الجسم علي إنتاج كميات كافية من الإنسولين لتمثيل النشويات والدهون والبروتينات غذائياً بكفاءة، وهناك بعض المرضي لا يعتمد نهائياً علي الإنسولين لتنظيم معدل السكر، بل يلجأ إلي نظام غذائي وتمارين رياضية والبعض الآخر يعتمد علي العلاج الدوائي مع الأخذ بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية وهذا يؤكد أن جميع أنواع مرضي السكر يستفيدون من ممارسة التمارين الرياضية، ويختتم الدكتور محمود فتحي أن هناك العديد من الفوائد تعود علي مرضي السكر من التمرينات الرياضية، فهي تساعد علي تنظيم الشهية في الحالات التي تحتاج لفقد الوزن والتمارين نفسها ليس من الضروري أن تؤدي إلي خفض الوزن، ولكنها تؤثر علي مراكز تنظيم الشهية في بعض الأشخاص، غير معتمدين علي الإنسولين، ويكون فقدان الوزن كافياً لديهم لتقليل معدل السكر بالدم، كما أن التمارين تساعد علي تحسن مستوي السكر بالدم، فيقل مستوي الإنسولين، وتساعد علي تقليل أمراض الأوعية الدموية والقلب، ولابد أن تمارس التمارين بانتظام مدي الحياة ويوضح أن هناك بعض المشاكل، وهي أن التمارين علي المدي الطويل قد تزيد تأثير الإنسولين، مما يؤدي إلي انخفاض نسبة السكر أكثر من اللازم، وحدوث ضعف عام، وفقدان للوعي والعرق والإرهاق ولتجنب هذه الأعراض يجب تناول مشروبات تحتوي علي السكر مثل عصير البرتقال، وأيضاً من مضاعفات مرض السكر التهاب الأعصاب الطرفية وضعف البصر وقصور وظائف الكلي وهذه المضاعفات من الممكن أن تزيد نتيجة ممارسة التمارين الزائدة، ولابد من استشارة الطبيب المعالج لتحديد البرنامج المناسب لكل حالة.