يعتبر بناء المآذن عملية صعبة تحتاج لمتخصصين فى اقامتها، وفى الغالب يقوم بالبناء فريق يتكون من 4 من العاملين يقودهم "أسطى" القائم بالبناء وهو المتخصص فى هذه العملية والموجه الأول للعاملين، وتتطلب عملية البناء فى البداية صب خراسانات اسمنتية صغيرة حوالى نصف متر طول وعرضها يتفاوت بين 15 و25 سم تستخدم كسلالم "حلزونية " فى داخل المئذنة، بالاضافة الى جسم المئذنة نفسه والمكون من بناء داخلى من الطوب الاحمر العادى ويغلفه من الخارج طبقة من الطوب الاحمر الوردى يبدع "الاسطى" من خلالها فى اخراج رسومات واشكال هندسية غاية فى الروعة . و حمدى جابر واحد من هؤلاء المتخصصين فى بناء المآذن وهو من قرية بنى عدى مركز ناصر فى محافظة بنى سويف، وتفاخر بمهنته مؤكدا انه تعلمها على يد الحاج محمود حسن طه، المتخصص الاول فى بناء المآذن فى مصر منذ حوالى 20 عاما. وقف "حمدي" ليبني مئذنة مسجد خالد بن الوليد فى قرية شكشوك بالفيوم، كان شابا في الأربعينيات من عمره، وقال إن "بناء المآذن يتطلب جهدا كبيرا وان يكون القائم على البناء قلبه (زى الحديد) لانه يعمل على ارتفاعات عالية وبالطبع انا لا أخاف من الارتفاعات ولكننى اكون فى غاية التركيز اثناء عملية البناء"، مشيرا الى ان "هناك أربعة ارتفاعات معروفة للمآذن وهى 15 و25 و50 والاخيرة 60 مترا، وقد قمت ببناء الاخيرة فى احد المساجد فى محافظة المنيا"، واضاف ان عملية بناء المئذنة تستغرق عشرة ايام التى ارتفاعها 15 متر، و14 يوم فى ارتفاع 25 مترا، وحوالى شهر فى ارتفاع 50 مترا، وحاليا نقوم ببناء حوالى 100 مئذنة فى مختلف انحاء الجمهورية ونحن المتخصصون فى عملية بنائها، بالاضافة الى زميل آخر فى محافظة الشرقية. بالطبع عندما تكون المأذنة بداية من الارض اسهل فى عملية البناء من ان تكون بدايتها فوق المسجد وتتطلب قواعد خراسانية قوية وان البداية تكون دائما من خلال قاعدة اسمنتية مساحتها حوالى 4× 4 امتار واشار الى انه اثناء البناء يشعر بصحة ما قام به من خلال حدوث اهتزاز فى البناء او ما يطلق عليه بالعامية "بتلب" وذلك عندما يقترب من ارتفاع 20 متر وهذا مؤشر على نجاح عملية البناء واذا لم يشعر بهذا الاهتزاز يكون هناك خطأ يتم تداركه. وعن الرسومات التى تزين المئذنة قال انها تختلف لاننا نقسم المأذنة لثلاث او اربع مستويات فى البدن واصبحت بالنسبة لناا شئ عادى من كثرة الممارسة. يقول الشيخ صالح عيد المشرف على بناء المسجد ان الاسطى حمدى فنان بمعنى الكلمة خاصة اذا راقبت حركة يديه فى تزيين المأذنة فهو يقوم بها بشكل تلقائى دون النظر الى شكل المئذنة من الخارج وهو نموذج لفنان فى مهنته .