أوردت دراسة أمريكية نشرتها دورية "بحوث كيماوية في علم السموم" (Chemical Research in Toxicology) أن التدخين يبدأ بإضرار البدن منذ الدقائق الأولى، وليس بعد سنوات كما يعتقد الكثيرون من المدخنين أو حتى المتعاملين معهم. واعتبر العلماء الذين أنجزوا هذه الدراسة أن نتائجها تحذير قوي لكل من ينوي التدخين بالاستناد إلى أن المواد الكيماوية المتسببة في السرطان، تتكون سريعاً بعد التدخين. وانكب اهتمام العلماء على مستوى من الكيماويات يرتبط بالسرطان هي الهيدروكربونات العطرية متعددة الدورات (polycyclic aromatic hydrocarbons PAH) لدى 12 شخصا بعد التدخين. أضيفت جرعات من هذه المادة الكيميائية إلى سجائر هؤلاء الأشخاص. وبعد التدخين حول جسم المدخن هذه المادة إلى مادة كيميائية أخرى تلحق أضرارا بالحمض النووي (DNA) وارتبط مفعولها بالسرطان. وأظهر البحث أن هذه العملية لا تحتاج سوى لمدة زمنية تتراوح مابين 15 دقيقة وثلاثين دقيقة للوقوع. وقد أظهر تقرير للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة أن التدخين يتسبب في وفاة ما يقرب من خمسة ملايين شخص سنويا على مستوى العالم. وأوضح التقرير أنه يوجد في العالم الآن أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مدخن يحرقون نحو خمسة تريليونات سيجارة كل عام ويتركز 84% منهم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وتقدر نسبة المدخنين في الدول النامية بين النساء بنحو 7% وبين الرجال بنحو 48%، بينما في الدول المتقدمة تقدر النسبة بنحو 24% . و أضاف التقرير أن نسبة استهلاك التبغ في بلدان إقليم الشرق المتوسط شهدت زيادة كبيرة تجاوزت 24% وأن ما تنفقه العائلات الفقيرة على التبغ يتراوح ما بين 15% إلى 45% من الدخل اليومي للأسرة وقد تصل إلى 60% كما هو الحال في بعض أنحاء الصين وبنجلادش. ووفقاً للتقرير، فإن مصر تتصدر قائمة بلدان الإقليم الأكثر استهلاكا للتبغ وتنفق نحو 454 مليون دولار سنوياً على تكاليف علاج الأمراض التي يسببها التبغ إضافة إلي المبالغ الكبيرة التي تنفقها على شراء التبغ ومنتجاته، بل إن نسبة الإنفاق على التبغ تفوق ما تنفقه الأسرة على العلاج وممارسة الرياضة والثقافة العامة. . ولم يعد خافياً على أحد أن ما ينجم عن التدخين من أمراض القلب إلى بعض أصناف السرطان، لكن هذه الدراسة تشير إلى أن التفاعل الذي يؤدي إلى هذه الأمراض يبدأ منذ تدخين أول سيجارة.