حث شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على ضرورة وجود نظام عمل محدد يحكم عمل الأئمة والدعاة في أوروبا، بما يحقق مصلحة الأوطان وينشر الفكر والثقافة الإسلامية الصحيحة دون انحراف أو مغالطة. وقال شيخ الأزهر - خلال لقائه رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون في باريس اليوم الخميس- إن أمن الأوطان وحرمة دماء كل الناس خط أحمر يجب التعاون من أجل حمايتهم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف على استعداد لبذل مزيد من الجهود لتحقيق ذلك ونشر السلام بين الناس جميعا. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر - بحسب بيان صادر عن الأزهر الشريف - أن الأزهر سيقف إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب، مشددا على استمرار جهود الأزهر الشريف في نشر الوسطية والسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح الإمام الأكبر أن ما يحدث من بعض الجماعات المنحرفة، التي تنسب نفسها زورا للإسلام لا يعبر عن الإسلام في شيء، لافتًا إلى أن العلاقات بين مصر وفرنسا تمثل شراكة حقيقية في مواجهة الإرهاب، وأن الأزهر وجامعته وهيئاته حاضرون دائمًا في مواجهة هذه الأفكار المتطرفة، وأن وقوف فرنسا إلى جانب مصر يمثل دعمًا كبيرًا في مواجهة الإرهاب، خاصة أن بعض المناطق المصرية تعاني من الإرهاب أيضا. وأعرب فضيلته عن تقديره لحرص فرنسا على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن الأزهر الشريف يشجع هذه الجهود، ويتمنى أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل. من جانبه، رحب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بفضيلة الإمام الأكبر، قائلًا إن زيارة فضيلته إلى فرنسا جاءت في توقيت مهم للغاية، موضحا أن بلاده تفصل تماما بين الإسلام وما يرتكبه بعض المتطرفين. وأضاف كلود بارتولون: "نحن بحاجة إلى الاهتمام بالشباب وفتح كافة المجالات لهم، وكذلك يجب الاهتمام بالأئمة الفرنسيين الذين نعتقد أن علينا واجبا كبيرا تجاههم"، معتبرا أن استعداد الأزهر الشريف للمشاركة في ذلك أمر مهم للغاية. وأشاد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بالخطاب العالمي، الذي وجهه فضيلة الإمام الأكبر إلى مسلمي أوروبا وجميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن حديث الإمام الأكبر عن الاندماج الإيجابي للمسلمين في فرنسا وأوروبا من شأنه أن يترك أثرًا كبيرًا على المسلمين الفرنسيين الذي يتطلعون إلى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بكل تقدير واحترام. وتابع: "لقد حرصنا على استقبال فضيلة الإمام الأكبر للمسلمين، لأنه يمثل مؤسسة عريقة كبرى يعرف الفرنسيون قيمتها جيدا، ويدركون أيضًا قيمة الحضارة المصرية العريقة"، مؤكدا أن بلاده تدرك جيدًا ما ينبغي أن تكون عليه مكانة مصر في المنطقة. وشدد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، على أن بلاده لديها إصرار كبير على تقوية علاقتها بمصر والأزهر الشريف، فمصائر الغرب والشرق مرتبطة ببعضها البعض، مطالبا بثبات المواجهة ومزيد من الجهود القوية في فرنسا ومصر وجميع أنحاء العالم. �