أنا ست فاشلة علشان تُبت الي الله عن الحرام.. بعد ما كان الشارع كله يعملي الف حساب دلوقت الناس قرفت مني.. بهذه الكلمات تحدثت هدي عبد العاطي فرج الشهيرة ب«كونتا» احدي تجار المخدرات في امبابة محافظة الجيزة. «الوفد الأسبوعي» التقتها لتحكي مأساتها بعد ان ابتعدت عن تجارة المخدرات واعمال البلطجة فتقول أنا ست فاشلة علشان تبت إلي الله وبعدت عن الحرام بعد ما كنت بقعد جنب صاحب الفرن واطلب الشيشة وكل اللي رايح واللي جاي لازم يسلم والمنطقة كلها كانت بتخاف مني وتعمل لي الف حساب ولو رحت عند قسم شرطة امبابة علشان اخرج اي صبي من صبياني كانوا يستقبلوني وكأن مأمور القسم اللي داخل.. لكن دلوقت لما خفت علي بنتي وعلي شرفها وحبيت اعيش في الحلال مش لاقية اكل. وتضيف «كونتا» انا كان لي وضع جامد قوي في المنطقة بس دلوقت بخاف اروح اي مكان لأني اعاني من حالة نفسية وعندي الغضروف وابني الكبير «فرج» بيشتغل يوم وعشرة لا وهو اللي بيصرف علينا بس هنعمل إيه.. وعندي بنتين الكبيرة شيماء تزوجت ابن خالتها بس علي قد حاله وكل يوم يطالبني بتسديد باقي جهازها. وتصمت «كونتا» للحظات وكأنها تسترجع الماضي وتقول.. انا كنت بمشي الناس في الشارع شمال ويمين بالسنجة والكل كان بيعملي حساب بس مخدتش دبورة ولا نسر علي اللي عملته ده.. انا كنت بدور علي ارهابيين يحطولي ديناميت علشان افجر نفسي في المسئولين اللي مش حاسين بينا.. احنا انضربنا كلنا في خلاط الاسمنت.. انا احيانا في الليل اربط بطني وبطن بنتي من الجوع واتكسف اروح جامع أو امد ايدي لأي حد واقول في نفسي «أنا كنت فين وبقيت فين» ده انا بقالي 23 سنة في البدروم مش عارفة اخرج منه. وفي مرارة وندم تقول.. انا قضيت في السجن 3 سنوات في قضية قتل و55 يوماً في قضية مخدرات تم القبض علي تحري عندما تركت منزل ابي وكان عمري وقتها 15 يوماً وعندما دخلت قسم الشرطة تعدت علي سيدة بالفاظ قذرة وعندما حاولت الرد عليها ضربتني.. وفي الصباح لم اجد المجموعة التي كانت موجودة وكنت جعانة جداً ووجدت السيدة التي تشاجرت معها وبجوارها شنطة بها طعام فاخذتها واكلته وعندما شاهدتني قامت بسبي بالفاظ خارجة فضربتها سقطت علي الارض في حالة اغماء وهيئ لي ساعتها انها زوجة ابي التي تسببت في طردي الي الشارع فقمت بخلع الشباك الحديدي وانهلت عليها بالضرب حتي فارقت الحياة.. وحكم علي ب7 سنوات سجناً وعندما قلت لوكيل النيابة «يا بيه أنا عندي 15 سنة.. قال معاكي ما يثبت سنك» طيب منين وأنا مطرودة في الشارع أنا اصلاً من شارع الصناديلي بالجيزة جئت الي امبابة تايهة ولسة تايهة لحد دلوقتي.. كل الظروف التي تحيط بنا سيئة ووحشة قوي اللي له عندي «قلم أو بونيه» عايز يخدها وأنا عايزة اتحسن عن كدة وابقي كويسة لكن مافيش فايدة. وترجع مرة اخري الي الماضي وتقول.. لما دخلت عنبر المخدرات قالوا لي ان «الصوابع» اللي بتبيعيها دي اصغر صبيانا بيسرحوا بيها.. قلت انا هخرج زي الغولة وهجيب «علي الزمة» كرتونتين وابيع بقي.. ولكن لما خرجت لم اجد شيء في بيتي وكل حاجة اتسرقت وكانت بنتي هتضيع مني رحت رجعت الحاجة لاصحابها وحرمت لأن ربنا اداني انذار اني لما اعمل اي حاجة حرام هتعود علي.. جوزي الله يرحمه رجله انقطعت في معهد الاورام وصرفت عليه الحلال والحرام وابني الصغير «ولع».. انا تاجرت في المخدرات علشان اخرج من البدروم بس مالحقتش وبعد ما بطلت مخدرات كنت بروح مع اي حد يأجرني ب50 جنيه علشان اتخانق بس كل دة علشان الاقي اكل عيالي. انا رحت التحرير ايام الثورة علشان اعرف البهوات واللي هناك مين وانضربت.. لاني لاقيت واحد لابس نظارة سوداء قاعد علي ترابيزة وقدامه زجاجة مياه معدنية «وبيشكر في مبارك ويقول انه معملش حاجة وانه مداش اي أوامر بالضرب».. انت لسة بتدافع احنا مش لاقيين ناكل ولا نسكن حرام عليكم وبدون ادراك قلبت عليه الترابيزة فضربوني. وفي النهاية تقول «كونتا»: انا حولي مخدرات كتيرة وبرشام بس انا مش عايزة ارجع تاني علشان اولادي بس حرام البهدلة دي هو اللي عايز يعيش في الحلال يتعمل فيه كدة الناس قرفت مني يرضي مين اني ابقي تايبة الي الله وما لاقيش اكل عيالي.. نفسي انظف من داخلي واللي يساعدني يكون لوجه الله.