تمر اليوم الاثنين الذكري السادسة لرحيل السياسي الكبير يس سراج الدين. وتحيي زوجته الدكتورة عواطف سراج الدين والأسرة ذكراه بتلاوة القرآن الكريم في مدافن الأسرة بالبساتين. نتمي يس سراج الدين إلي حزب الوفد منذ نعومة أظافره فقد تولي منصب نائب رئيس الحزب تحت رئاسة شقيقه فؤاد باشا رحمه الله كما تولي رئاسة لجنة القاهرة وعضوية مجلس الشعب عدة دورات بداية من 1983 حتي 2001 تولي خلالها منصب زعيم المعارضة الوفدية، وقبل الثورة منصب عضوية البرلمان المصري عن دائرة بولاق والزمالك 1950 وكان أصغر عضو برلماني ثم تولي منصب رئيس لجنة الخارجية عام 1951. قدم العديد من الأسئلة وطلبات الإحاطة ومنها استجواب عن رأس بناس والصناعة والإعلام. وشارك في العديد من مناقشات التشريعات الخاصة بالمرأة »قانون الأحوال الشخصية« كان لها الأثر في إثراء الحياة البرلمانية في مصر وحصل علي العديد من الجوائز والأوسمة كأحسن أداء برلماني معارض بمجلس الشعب. عاش حياته مجاهدا وصادقا من أجل قضايا الوطن وعلي رأسها إثراء الحرية والديمقراطية، كان شجاعا لا يبالي في الحق لائمة ولا العواقب مما عرضه للاعتقالات المستمرة ومصادرة أمواله ووضع الحراسة عليه وتجميد نشاطه السياسي، وتعرض للاعتقال السياسي أكثر من 6 مرات بداية من عهد الملك فاروق عندما تم اعتقاله بتهمة سياسية وهو طالب في جامعة الحقوق المصرية لدراسة الحقوق جامعة فؤاد الأول بتهمة اغتيال علي ماهر وهي بالطبع تهمة باطلة ولكنها مكيدة من الملك فاروق. حيث انه معروف تاريخياً من هو الذي قام باغتيال علي ماهر، وبعد قيام ثورة يوليو تم اعتقاله في الكثير من المناسبات شاركه فيها شقيقه فؤاد باشا وزعماء الوفد أكثر من مرة وانفرد يس بالبعض منها، ومنها اعتقاله بعد انفصال الوحدة بين مصر وسوريا وآخر اعتقال كان بعد جنازة الزعيم الراحل مصطفي باشا النحاس والذي استمر أكثر من سنتين ونصف من عام 1965 ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد هزيمة يوليو 1967 وهذا الاعتقال كان من أسوأ الاعتقالات التي تعرض لها والذي بدأ من سجن القلعة وانتهي بمزرعة طره وبالرغم من تعرضه لهذه الفترات الصعبة في حياته وكان أقصاها الحبس الانفرادي في زنزانة لا تزيد مساحتها علي متر ونصف المتر لأكثر من شهور وكانت بمثابة امتحان للصبر والجلد إلا أن كل هذه الاعتقالات قد زادته قوة وصبراً وعزيمة للاستمرار علي نفس النهج. وظل وفياً علي مبادئ حزب الوفد وعلي نهج مبادئ زعمائه بداية من سعد باشا زغلول ومصطفي باشا النحاس وفؤاد باشا سراج الدين حتي فارق الحياة في السابع عشر من يناير عام ألفين وخمسة »2005« ومن أجمل ما قال »ولدت وفدياً وعشت وفدياً وسأموت وفدياً«.