جاء المؤتمر الدولى لتنظيم الاتصالات فى مدينة السلام شرم الشيخ بحضور ممثلى 90 دولة بمثابة شهادة دولية بالأمن والأمان، وقدرة مصر الفائقة على تنظيم واحتضان البشرية، وقد رأينا وسمعنا انبهار رئيس الاتحاد الدولى والأفريقى بقدرة مصر وكفاءة وزير الاتصالات المصرى، المهندس ياسر القاضى، وفريق العمل المتميز من جهاز تنظيم الاتصالات والشركة المصرية وتى إى داتا وإيتيدا وفريق الدعم الفنى، وقد كانت سرعة الإنترنت هناك 100 ميجا، وتجلت عظمة مصر فى دقة التنظيم وحفاوة التحاب وموضوعات المناقشة وتوصيات وفعاليات المؤتمر، كما عقبها لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الاتحاد الدولى بحضور ياسر القاضى والحديث عن أهمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى نهضة الأمم وأيضاً فى مكافحة الإرهاب، وقد شدد الرئيس على أهمية الاتصالات فى مكافحة الجرائم، وطالب بالحيلولة دون استخدام الإرهابيين تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. كما تابع الوزير نشاطه الدولى والترويج لمصر فى بكين، حيث التقى «مياو وى» وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينى، وتم خلال اللقاء مناقشة سبل دعم التعاون وتبادل الخبرات فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين. وأشاد الوزير الصينى بالعلاقات المصرية الصينية والزيارات المتبادلة لرؤساء البلدين، مشدداً على ضرورة أن ينعكس ذلك على تحقيق أهداف تجسد وتواكب مستوى العلاقات المتميزة بين مصر والصين. وقال القاضى إن عام 2016 يشهد مرور 60 عاماً على العلاقات المصرية الصينية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يعكس شكل العلاقات النموذجية بين البلدين والتى لابد أن تثمر عن مشروعات على أرض الواقع، مؤكداً الدور المهم لتكنولوجيا المعلومات فى نمو اقتصاديات الدول وتحقيق الاستفادة للشعوب. كما تطرق اللقاء إلى مناقشة اتفاقية التعاون التى تم توقيعها بين مصر والصين عام 2012، وتم الاتفاق على ضرورة طرح مذكرة تفاهم جديدة تعكس تطور العلاقات بين الجانبين فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما تم الاتفاق على أن يتولى مسئولية التنسيق فى هذا الشأن كل من نرمين السعدنى رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع السفير المصرى فى الصين الدكتور مجدى عامر، وذلك من أجل صياغة مذكرة التفاهم مع الجانب الصينى والانتهاء منها قبل توقيعها خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى دولة الصين فى سبتمبر المقبل. كما اتفق الجانبان على فتح الأسواق بين البلدين بما يسمح بتدفق الاستثمارات وتوطيد العلاقات بين الشركات الصينية ومثيلتها فى مصر، وزيادة الاستثمارات، وتعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص فى الدولتين، والاهتمام بالتصنيع المحلى بما يحقق الاستفادة للشركات الصغيرة والمتوسطة فى مجال تكنولوجيا المعلومات. كما أبدت الشركة الصينية للاتصالات التى حضر ممثلون عنها اللقاء رغبتها فى الاستثمار فى مصر مؤكدة أن لديها خططاً للاستثمار فى مشروعات كابلات الفايبر والبنية التحتية، وكذلك مجالات التصنيع وخدمات الجيل الرابع. كذلك التقى القاضى أ. زاهو ريديان رئيس الشركة الصينية الدولية لإنشاءات الاتصالات citcc، وعدداً من القيادات التنفيذية بالشركة، وخلال اللقاء تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون فى مجالات الجيل الرابع وبناء القدرات والمناطق التكنولوجية وتقنيات LTE. كما شهد الوزير توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة البريد الصينى وقعها السيد أحمد صالح نائب رئيس الهيئة القومية للبريد لشئون الاستثمار مع «ما جونشنغ» المدير العام لمصلحة البريد فى الصين، حيث تتضمن بنود الاتفاقية تسهيل تبادل الخبرات والتعاون فى مجال قطاع البريد بهدف تعزيز التنمية المشتركة لصناعة البريد، وتحسين جودة الخدمات البريدية لتلبية احتياجات المستخدمين فى البلدين. كما التقى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئيس مجموعة «CETC» المتخصصة فى مجال الأمن السيبرانى والطاقة الشمسية وتطوير البرامج, الأبحاث، حيث اتفق الجانبان على التعاون والاستثمار فى مجال الأمن السيبرانى وبناء القدرات البشرية ومراكز البيانات، وكذلك التعاون فى البحث والتطوير فى مجال الدوائر والنظم الإلكترونية، وتم الاتفاق أيضا على تعيين مسئول اتصال من الجانبان للعمل على وجه السرعة على ترجمة هذه التفاهمات إلى أرض الواقع، حيث أكد الجانب الصينى أن لديه آليات للتعاون مع مصر فى المجالات المشتركة، كما تم الاتفاق على إعداد عدد من الاتفاقيات المعنية بالمجالات ذات الصلة للتوقيع عليها خلال الفترة القادمة. وكان ختام فعاليات المنتدى العالمى لمنظمى الاتصالات الذى استضافته مدينة شرم الشيخ على مدار 4 أيام (11-14 مايو 2016) الذى افتتحه المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهولين جاو رئيس الاتحاد الدولى للاتصالات الخميس الماضى تحت رعاية السيد عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ونظمه الاتحاد الدولى للاتصالات بالتعاون مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحت عنوان «التمكين والشمول لبناء المجتمعات الذكية فى عالم متصل»، وبمشاركة نخبة من قادة ورؤساء أجهزة تنظيم الاتصالات من مختلف دول العالم، وعدد كبير من الخبراء المتخصصين من 90 دولة، ولفيف من أبرز صانعى القرارات فى هذا المجال، بالإضافة إلى ممثلى الشركات المحلية والعالمية. شهادة تقدير لمصر وكانت أكثر جلسات المؤتمر جاذبية الحديث عن العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أكد المهندس محمد عرب مستشار البنية التحتية للاتصالات بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن كابلات «الفايبر 2» هى التى سيتم استخدامها فقط فى العاصمة الإدارية الجديدة التى تم البدء فى العمل فى تنفيذ بنيتها التحتية بالفعل. وأوضح عرب أنه تم الاتفاق على الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسى وأساسى للطاقة بالعاصمة الجديدة، كما أنه تم الاتفاق مع الشركات مقدمة خدمات المحمول فى مصر على استخدام الطاقة الشمسية فى تشغيل أبراج وشبكات الاتصالات بالمدينة. وأضاف: «نعد بكفاءة عالية للبنية التحتية بدءاً من اليوم الأول لافتتاح العاصمة الجديدة». وكشف عن أن المهندس مصطفى عبدالواحد القائم بأعمال رئيس الجهاز القومى للاتصالات تدخل فى بدء العمل لتوفير البنية البشرية اللازمة والتى كان هناك عجز كبير بها، نتيجة الحاجة الهائلة للعمالة لزرع ألياف الفايبر. من جانبه أشار المهندس إسماعيل سعيد رئيس قطاعات تخطيط أجهزة الاتصال بالشركة المصرية للاتصالات إلى انفراد شركته باستخدام تقنيات الألياف الضوئية فى مصر فى البنية التحتية لشبكاتها الأساسية والاستغناء عن الكابلات النحاسية. وشدد على اهتمام شركته بتنفيذ خطط البنية التحتية اللازمة وإتاحتها للخدمة. وسط موجة من التصفيق الحاد أشاد كل من هولان زاو السكرتير العام للاتحاد الدولى للاتصالات وبراهيما سانو مدير قطاع التنمية بالاتحاد بالترحيب والرعاية المصرية للدورة السادسة عشرة للمؤتمر العالمى لمنظمى الاتصالات (GSR 16) التى تستضيفها مصر حالياً بمدينة شرم الشيخ. وصف سانو مشاركة هذا العام «بالرفيعة المستوى»، وأكد أنها تفوق أياً من المشاركات ال15 السابقة فى أى من الدول، وقدم شكره إلى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والحكومة والدولة، وإلى المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الاهتمام والترحيب والتيسيرات للحضور الذى وفرته الدولة لإنجاح المؤتمر. واختتم سانو كلمته موجهاً حديثه للمهندس ياسر القاضى قائلاً: «سيدى الوزير.. بفضل عملك أفتخر بانتمائي للقارة الأفريقية». آلات بدوره ضم سكرتير عام الاتحاد صوته لسانو، وقال زاو: «هذه الدورة الأولى لى كأمين للاتحاد الدولى للاتصالات، قمت بزيارة مصر فى العام 2004، وشهدنا انتشار تكنولوجيا المحمول، وكان أملنا أن تستمر معدلات الانتشار فى السنوات القادمة، إلا أننا فوجئنا بمضاعفة الرقم خلال سنوات قليلة حتى وصل إلى 114 مليون مستخدم، لتصبح مصر من أعلى معدلات الزيادة فى عدد مستخدمى الهواتف المحمولة». ووقع المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات وثيقة مشروع «الإدارة الذكية للمياه الجوفية» مع وزارة الدفاع والاتحاد الدولى للاتصالات إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لوضع نظام الإدارة الذكية للمياه الجوفية المستخدمة فى الرى لدعم المستثمرين والمزارعين؛ وتحسين إدارة الرى من خلال تحديد الكمية الكافية ونوعية المياه المناسبة تحقيقاً للاستخدام الأمثل للموارد المائية؛ كما يتم عرض معلومات أجهزة الاستشعار حول أنسب الكميات والفترات للرى من خلال بوابة معلوماتية خاصة بالمشروع تنشئها وتديرها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وهذه الاتفاقية من الأهمية بمكان حيث مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان يستلزم الاستخدام الذكى للمياه. وتشرف مصر أن يكون لها السبق وتكون أول دولة تتعاون مع الاتحاد الدولى الاتصالات الوكالة الدولية المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- لتنفيذ مشروع حول الإدارة الذكية للمياه والطاقة النظيفة والمستدامة، لحماية البيئة وتوعية الدول بأهمية الحفاظ على المصادر المختلفة للأجيال القادمة. وسيتم تنفيذ المشروع بإحدى مزارع مشروع المليون ونصف المليون فدان، وذلك فى سبيل الاستفادة من هذه التجربة لتحقيق إدارة ذكية للمياه الجوفية فى الأراضى المستصلحة.