يعيش الشعب الفلسطيني حالة من الحرب والأسى منذ ثمانية وستون عاما مرت على عمر نكبة فلسطين، والتي حدثت في مثل هذا اليوم، في 15مايو1948، عندما أعلنت بريطانيا آنذاك نهاية انتدابها على فلسطين، وإعلان الصهيونيون قيام كيان إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. فهذه النكبة حولت ثلثي الشعب الفلسطيني إلى لاجئين في مخيمات بقيت شاهدة على جريمة العصر وعلى أكبر وأعظم جريمة إنسانية شهدتها الأرض، بالإضافة إلى تشريد وتهجير قسري للثلث الأخير من الشعب المغتصب أهله في ديارهم. ففي 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس، فقد جعلت 56%من الأراضي الفلسطينية لليهود، و43%للعرب، و1%للقدس التي أصبحت منطقة دولية ووضعت تحت الانتداب بإدارة الأممالمتحدة. وبعد 6 أشهر من تلك القرارات المجحفة بدأت الحرب بين كل من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين. وأصبح أهم مظاهر تلك الحرب هي تبديد الشعب الفلسطيني وتذويبه، بفعل القوة الصهيونية، التي تسعى جاهدة منذ أكثر من قرن من الزمن، على عمل لها كيان اغتصابي بالقوة. فخلال هذه الحقبة وقعت خسائر كبيرة بالفلسطينيين ومجازر عديدة اقدم عليها الاسرائيليون حيث نهبوا وسلبوا الاراضي الفلسطينية وشردوا سكانها ولا سيما قرية دير ياسين والتي قتل خلال هذه الحملة الظالمة من الفلسطينيين ما يزيد على ثلاثمائة فلسطيني، فضلا عن مذابح اخرى جرت في السموع والدوايمه وكفر قاسم وقبية. اضافة إلى ذلك ما ارتكبه شارون "الرئيس الاسرائيلي السابق" من جرائم بشعة بدعم الكتائب اللبنانية بقتل وتدمير العديد من ابناء المخيمات في تل الزعتر وكذلك في عين الحلوة وغيرها من المناطق. وعرف عن العدو الصهيوني انتهاك الهدن واختراقها، فقد كانت الهدنة الأولى في 11/6/1948 والثانية في 18من نفس الشهر، ولكنه استغل الهدنة لتوسيع المناطق التي احتلها في السابق متجاوزة حدود التقسيم، فسعى الى احتلال النقب، و أخرج القوات المصرية منه. كما فتح منفذ الى العقبة واحتلال الجليل الاعلى، وفي ضوء الهدنة الثانية التي عقدت دون اجل مسمى بدأ وسيط دولي اتصالاته لعقد اتفاقية لهدنة دائمة، ولكن كالعادة بدأ العدو بتدبير المكائد لإخماد قوة الدول العربية حتى يتمكن من إبعاد كل الدول المساندة لفلسطين. لتكمل الوكالة اليهودية غزوها، بدأت بعمل مشروعا لمحاصرة الفلسطينيين ومنعهم من النمو الطبيعي وتشجيع اليهود من الدول الغنية على تملك بيوت وأراض في اسرائيل "فلسطين سابقا"، حتى لو لم يهاجروا اليها او يسكنوا فيها. وبدأت هذه المؤسسات الدولية في ضوء اعلان الوكالة منح كل اليهود في العالم مزايا عديدة للإسهام في اقامة مجموعات استيطانية متكاملة في الاراضي الفلسطينية وخنق اي تمدد لها فضلا عن الاجراءات الاسرائيلية بمصادرة الاراضي. واليوم ومع الذكرى المؤلمة لاغتصاب أرض القبلة الأولى، تظهر معاني جديدة للمقاومة العربية الفلسطينية فللمرة الأولى التى تحدث من68 عام، تقام مسيرة العودة على أراضي النقب بقرية وادي زبالة بفلسطين، حيث وقف محموعة من الموطنين الفلسطينيين دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء فلسطين ورددوا النشيد الوطني الفلسطيني وأقسموا قسم حق العودة. وربما أصبح هذا الهزال الفلسطيني لم يعد قادرا على مواجهة هذه النكبة التي ربما لم تعد على الأجندة الفلسطينية، بسبب الإنهاك الداخلي وانشغال المواطنين بهمهم اليومي والبحث عن لقمة العيش. ولكن في ظل هذا التقدم ظهر أيضا عدة تظاهرات في بريطانيا تضامنا مع الشعب الفلسطيني، لكي يحملوا الحكومة البريطانية عقوبة ما يحدث في الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 60عاما، ولكن تلك الخطوات لم تجني ثمارها بسبب الغفوات التى يعيشها الشعوب العربية، لاسيما المصالح المشتركة بين الدول وبعدها التى تجني على الشعوب الأخرى.