رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن تخلي معظم قادة المليشيات المحلية في ليبيا عن تعهدهم سابقًا بنزع أسلحتهم بعد موت العقيد الليبي معمر القذافي، يضع ليبيا في ورطة كبيرة وينبئ باستمرار الثورة. وأوضحت الصحيفة أن قادة المليشيات المحلية في ليبيا الذين ساعدوا علي الإطاحة بنظام القذافي، يتخلون الآن عن تعهد سابق لهم بترك السلاح بعد مقتل القذافي، ويعلنون أنهم يعتزمون الحفاظ على استقلالهم الذاتي والتأثير على القرارات السياسية في ليبيا باعتبارهم "حراس الثورة". ومع تقارير عن وقوع اشتباكات متقطعة بين المليشيات واستمرار العمليات الانتقامية، أشار العديد من المدنيين وبعض المقاتلين إلى تحوّل المليشيات من معارضتهم نزع السلاح فقط إلى تأكيدهم بنشاط على استمرار عملهم في الدور السياسي، الأمر الذي يشكل تحديًا صارخا لسلطة المجلس الوطني الانتقالي الهشة بالفعل. وأكدت الصحيفة على أن مسألة المليشيات هي واحدة من أكثر القضايا إلحاحا التي تواجه المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والحكومة الجديدة المؤقتة، حيث نشأت عشرات الألوية القتالية الطليقة من المتطوعين المسلحين في جميع أنحاء البلاد وقد أصبحت هذه الألوية المسلحة بحكم الواقع الحكومات المحلية في مدن مثل مصراته وزنتان فضلا عن طرابلس العاصمة. واقترح رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا محمود جبريل في مؤتمر صحفي: "بدلا من انتظار حل المليشيات المحلية، يجب على المجلس الوطني الانتقالي أن يحاول دمج هذه المليشيات المحلية إلى المجلس الانتقالي عن طريق توسيعهم وجعلهم ممثلين للمجلس في مناطقهم". وقال محمود شمام، المتحدث باسم المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي: "لا أحد يريد التخلي عن السلاح الآن، في حين أن العديد من القبائل والمدن تتراكم لديها الأسلحة".