أكد جمعة الشوان ،جاسوس مصر الشهير الذي استطاع خداع الموساد الإسرائيلي طيلة 11 عاما، أن أجهزة الدولة المصرية التي أعلنت تقديم خدماتها له لم يستفد بها حتى الآن، وأنه أنفق كل ما لديه على جراحة القلب دون مساعدة حقيقية من أحد.. وأضاف ،في حواره ل " الوفد الالكتروني "، أن الحكومة لو كانت ترغب في مساعدته فلتخصص له معاشا ثابتا وتوفر له العلاج، وهذا أهم عنده من إطلاق اسمه على أي شارع في السويس . انتقد الشوان أداء الحكومة ولكنه أعلن تأييده للرئيس مبارك، نافيا رغبته في الانضمام لأى حزب سياسي ومبديا إعجابه بكل من الدكتور مجدي يعقوب وعقلية الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز! عن رحلته مع المرض، وزيجاته، وأشقائه، واستهداف الموساد له حتى الآن، وأمور أخرى كثيرة يحدثنا أحمد عبد الرحمن الهوان.. البطل الذي أسال الدموع من عيون وقحة فسالت دموعه في أحضان وطن تجاهله ثلاثين عاما.. * في البداية نود الإطمئنان على حالتك الصحية ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تطورها في الأسابيع الماضية ؟ ** الحمد الله صحتي الآن بخير وأقضي فترة النقاهة في البيت بعد أن أجريت جراحة دقيقة بالقلب منذ أسابيع قليلة، وقد كانت بداية الأوجاع بشدة في شهر أكتوبر الماضي حيث دخلت إحدى المستشفيات الخاصة وأكد الأطباء المعالجون على ضرورة إجراء عملية جراحية بالقلب وتركيب قسطرة ودعامتين، لكن إدارة المستشفى اشترطت دفع 85 ألف جنيه أولا قبل إستكمال الفحوصات وإجراء العملية، ونظرا لظروفي المادية الصعبة اضطررت لمغادرة المستشفى والبحث عن مستشفى آخر في حدود إمكانياتي، حتى جاء إختيار المستشفى الخيرى التابع لمسجد مصطفى محمود لإجراء الجراحة وتكلفت 45 ألف جنيه.. ربنا وحده العالم من أين جئت بها بعد أن قمت ببيع بعض ممتلكاتي، هذا بخلاف متابعة الكشف الدوري عند الطبيب المعالج كل 12 يوم و أخذ مجموعة من أدوية الضغط والقلب بشكل مستمر تتراوح أسعارها بين 200 و 600 جنيه مبادرة متأخرة * ولكننا قرأنا عن اهتمام الدولة بعلاجك في أعقاب الإعلان عن حالتكم الصحية في وسائل الإعلام ؟ ** بالفعل أعلنت بعض الجهات المسئولة في الدولة رغبتها في المشاركة في علاجي فور علمها من وسائل الإعلام بخروجي من المستشفى وتحسن حالتي الصحية بعض الشئ، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع والمخابرات العامة المصرية، هذا بالإضافة إلى اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية وهو الشخصية الحقيقية للريس زكريا الذي كان مسئولا عن تجنيدي داخل إسرائيل، وكذلك الإعلامي محمود سعد، وأنا أشكر لهولاء جميعا رغبتهم في مساعدتي ولا سيما القوات المسلحة التي أعلنت في بيان لها أن مستشفياتها جاهزة لعلاجي في أى وقت، وكنت أود أن تأتي هذه المبادرات الطيبة قبل إجرائي للعملية الجراحية وإنفاقي أموالا طائلة عليها، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وعلى أى حال لا تزال حالتي المرضية تحتاج لاستكمال للعلاج و أتمنى من القوات المسلحة أن تعطيني خطابا أستطيع بموجبه دخول مستشفيات الجيش في أى وقت لاستكمال علاجي. * وبماذا تفسر هذا الاهتمام المفاجيء من مؤسسات الدولة الكبرى؟ ** لا أستطيع القول سوى أنه اهتمام مشكور من أجهزة الحكومة، وبشكل عام أتمنى ترجمته على أرض الواقع بعد تجاهل تام استمر 33 سنة منذ إنهاء عملي مع جهاز المخابرات العامة المصرية في ديسمبر1977 وعملي لمدة 11 سنة بنجاح جاسوسا لمصر داخل إسرائيل، ولولا فقداني لرجلي وعينى اليمنى بسبب حادث وقع لي عام 1977 لكنت قد استمريت في عملي جاسوسا داخل إسرائيل لسنوات أخرى دون أن يكشفنى أحد، وبعد أن تجاوزت سن السبعين أؤكد أننى لولا إصابتي وحالتي الصحية لكنت قد وضعت رقبتي تحت الترام فداء لوطني مصر . * طالما تشعر بتجاهل الحكومة لك طوال 33 سنة.. كيف تنظر إذن لتكريم الحكومة لمشاهير الفن ولاعبى الكرة وإطلاق أسمائهم على شوارع رئيسية بمدنهم ؟ ** كل شخص أعطى لمصر من حقه علينا أن نكرمه ونهتم به، وإذا كانت الحكومة قد كرمت مشاهير الفن والكرة وأطلقت أسماءهم على شوارع كبرى بالبلاد فهذا شأنها و شأنهم أيضا، وأنا أقول أننى خدمت مصر 11 سنة متواصلة داخل بلاد العدو الإسرائيلي ووضعت حياتي فداء لها ولترابها، ولم أكن أنتظر تسمية أحد شوارع القاهرة أو السويس بإسمى بقدر ما كنت أنتظر فقط معاشا ثابتا ورعاية صحية، وقد طالبت بهما منذ إنهاء خدمتى وحتى الآن ولكن لم تنفذ الحكومة مطلبي، وهو ما جعلني أشعر بالحزن على حالي وحال ما آلت إليه أوضاع البلاد . وعلى العموم أنا قرأت في الصحف منذ أيام عن إعلان محافظة السويس عن إطلاق إسمي على أحد شوارع المدينة الباسلة.. فرحت بالطبع وبسؤال أقاربي في السويس أخبروني أن المحافظة لم تقم حتى الآن بتنفيذ ما أعلنته، والله أعلم هل هذا كلام جرايد أم كلام والسلام.. وعلى أى حال لم يبلغني أحد من جهاز المحافظة بشكل رسمي بهذا الموضوع . المتخلف والداهية * قضيت 11 سنة داخل المجتمع الإسرائيلي.. ما الشئ الذي يميزهم عنا ومن هو الشخص الذي تذكره حتى الآن ؟ ** نحن بدون شك أفضل منهم حضارة وإنسانية وأفراد، ولكنهم كفريق عمل واحد متميزون.. ولا سيما في البحث العلمي الذي يرصدون له ميزانية هائلة وقد سبقونا كثيرا في هذا الشأن، ولكنني لابد أن أقول إن إسرائيل هى كلب أمريكا والدول الغربية في الشرق الأوسط وقوتهم الفعلية يستمدونها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما الشخصية التي أذكرها دائما فهو رئيس دولة إسرائيل حاليا شيمون بيريز وقد كان أحد رؤسائي أثناء عملي بإسرائيل، وكان شخصا ذكيا جدا همه الأول والأخير وطنه إسرائيل، وأتذكر أنني ذات مرة كان الضابط المشرف على من جهاز الموساد قد وضع جهاز إرسال بداخل فرشاة جديدة لتلميع الأحذية وكان مخططا لي أن أرحل من إسرائيل إلى مصر عبر سويسرا، وعندما لاحظ شيمون بيريز أن الفرشاة جديدة ولم يتم إستعمالها من قبل استشاط غضبا على اعتبار أنها قد تكون سببا لكشف الجهاز في مطار القاهرة، ولأنه من غير المعقول أن يدخل مواطن مصري لبلاده بفرشاة جديدة لتلميع الأحذية دون أن يستعملها وكأن مصر لا يوجد بها فرشاة لتلميع الأحذية! وتساءل بيريز ساخرا " مين المتخلف اللي حط الجهاز في الفرشاة فقلت له هو ده المتخلف مشيرا إلى الضابط الذي كان واقفا معنا، " فضحك بيريز وضحكت معه وفؤجئت به ينحني على حذائي لتلميعه بالفرشاة الجديدة بعد أن وضع عليها قطرات من الورنيش حتى تظهر الفرشاة وكأنها مستعملة. ومنذ ذلك الوقت أيقنت أن بيريز داهية و سيكون له شأن كبير، وتمنيت أن أجد مسئولينا في الحكومة لهم نفس العقلية الموجودة لدى بيريز . * ما رأيك إذن في أداء الحكومة ومستوى البحث العلمي في مصر ؟ ** أداء الحكومة واضح للشعب من خلال البطالة وغلاء الأسعار الذي أصبح سمة رئيسية في الشارع المصري ولا توجد سيطرة عليه، ومن حكمة ربنا علينا إنه وضع جريمة الانتحار في خانة الكفر والشرك بالله، لأنه لو لم يكن الانتحار كفرا لانتحر 80 مليون مواطن مصري بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة، أما رأيى في البحث العلمي .. هو فيه بحث علمي في مصر والله؟!! شوان جروب * إذن كيف تنظر للشباب المصري وهل تشعر بمستقبل آمن للبلاد مع هذا الجيل ؟ ** الشباب المصري بخير وغيور على البلد بدليل أن مجموعة منهم بمجرد علمهم بظروفي قاموا بإنشاء جروب على الفيس بوك يحمل اسمي, فقط هم يحتاجون للدعم والتشجيع، وقد لاحظت ذلك عليهم من خلال لقاءاتي بهم في أكثر من 17 ألف ندوة بالجامعات و الأحزاب والأندية ومراكز الشباب منذ عام 1982 وحتى الآن، ونصيحتي لهم عدم الاستماع للمحبطين من أعداء النجاح ومثبطي الهمم، وكذلك عدم الاعتماد على المسئولين والاعتماد على الله وحده . * وما هى أكثر حاجة لا تعجبك في المجتمع المصري ؟ ** أكثر شئ لا يعجبني في المصريين إن كل واحد من ال 80 مليون عامل فيها أبو العريف وبيتكلم في كل حاجة دون علم أو معرفة، هذا إلى جانب تهويل الأمور وتضخيم الأحداث بدون داع . * عاصرت أثناء عملك بالمخابرات كلا من الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات، والآن أنت تعيش في عصر الرئيس مبارك كيف تنظر للرؤساء الثلاثة معا ؟ ** الرئيس جمال عبد الناصر هو من وضع الأساس المتين لدولة قوية بعد الثورة بما يشبه البرج الكبير ولم يحالفه الوقت لبناء ثلاثة أدوار في هذا البرج، وجاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورفع أدواره ، ثم جاء الرئيس مبارك وأكمل البناء لأعلى دور بالبرج الذي مايزال متينا لأن الأساس الذي وضعه عبد الناصر متين، ولو لم يكن لانهار البناء ، وإذا كان عبد الناصر والسادات من عظماء مصر فأنا اعتبر حسنى مبارك أكثر عظمة منهم . * إذن من تراه قادرا على تحمل أمور البلاد في الفترة القادمة ؟ ** بدون مجاملة يشرفني أن يكون حسنى مبارك رئيسي حتى الآن لأنه حامي هذا الوطن، وحكمته وخبرته العسكرية أبعدت مصر عن الوقوع في ويلات الحروب مع إسرائيل المدعومة من أمريكا بالسلاح والمال . * ولكن ألا تجد تناقضا في تأييدك للرئيس مبارك ورفضك بشدة لأداء حكومته ؟ ** الوزراء والمسئولون بالحكومة هم أفراد من هذا الشعب حاصلين على أعلى الشهادات وليسوا من دولة أخرى، والفساد الموجود بجهاز الحكومة الرئيس مبارك غير مسئول عنه بدرجة كبيرة لأنه من غير المعقول أن يتفرغ لمنع الفساد بنفسه . *إذن من هم الرموز الذين تسعد بهم وتتباهى بكونهم مصريين ؟ ** الرموز في مصر كثر وعدد كبير منهم رحل عن عالمنا وبعضهم مازال حيا يبدع و يخدم الوطن، وأنا شخصيا عاشق للدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي ويا ليت كل المصريين يخدمون الوطن مثله دون انتظار للمقابل، وهو في رأيي أفضل للوطن من الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل ولم يقدم شيئا لمصر حتى الآن، بعكس مجدي يعقوب الذي أعطى جزءا كبيرا من وقته لإسعاد مرضى القلب في مصر من خلال عملياته المجانية الناجحة . ابنتي في السويد لا أعلم عنها شيئا * نعود بك إلى مسلسل دموع في عيون وقحة والذي تناول 11 سنة عملت فيها جاسوسا لمصر في إسرائيل.. هل أحداث المسلسل وشخصياتها حقيقية.. وهل أنت راض عنها ؟ ** المسلسل كان ينقصه الكثير بحكم أنه أول عمل درامي يتناول قصة جاسوس مصري في إسرائيل، وبالرغم من أن جميع أحداثه حقيقية وكذلك شخصياته إلا أن هناك بعض الأمور التي جاءت به مخالفة للواقع، فعلى سبيل المثال أظهر المسلسل أن لي شقيقا واحدا ( مصطفى) على الرغم من أن لي 12 شقيق جميعهم يقيم بالسويس حتى الآن. * من خلال شخصيتك التي جسدها الفنان عادل إمام شعرنا أن لك باعا طويلا مع الجنس اللطيف.. هل كان ذلك حقيقة أم أنها إضافات من صنع المخرج لخدمة العمل؟ المرأة بالفعل شغلت مساحة كبيرة في حياتي .. كانت لي علاقات عديدة هامة لم يأت ذكرها في المسلسل .. فقد تزوجت من سويدية أثناء عملي جاسوسا لمصر وأنجبت منها ابنه ثم انفصلت عنها ومن وقتها لا أعلم شيئا عن ابنتي، بعدها تزوجت الفنانة سعاد حسني لكن هذا الزواج لم يستمر طويلا فقد انفصلنا بعد 8 شهور فقط، أما زوجتي ( فاطمة) ،التي جسدت شخصيتها الفنانة معالي زايد، فقد أنجبت منها وليد (31 عاما) وأحمد ( 27 عاما) لكنها توفيت في أوائل الثمانينات والآن أنا متزوج من سيدة فاضلة هي التي تقوم على رعايتي وأقضى معها ما تبقى في رحلة العمر. * وهل مازلت على صلة بجوجو ؟ ** صلتي بجوجو لم تنقطع حتى الآن، وبالمناسبة لقد أسلمت وأدت فريضة الحج وحاليا هي ترتدي النقاب، وقد تزوجت وأنجبت فتاتين لا أحد يعلم مكانهم سواى . * ما رأيك فيما رددته وسائل الاعلام على لسان الفنان عادل إمام ،عقب إذاعة المسلسل لأول مرة، بأنه كان سببا في شهرة أحمد عبد الرحمن الهوان الشخصية الحقيقية لجمعة الشوان ؟ ** هذا الكلام أنا سمعته بالفعل وقت إذاعة المسلسل لأول مرة، ولم يعجبني وفي هذا الصدد أنا أقول عادل إمام فنان جميل ومحترم لكنه في النهاية دوبلير لي وآرتست جسد شخصيتى التي كانت سببا في شهرته وليس العكس كما يدعي . * عندما حضرت استغرقت فترة لتفتح لي الباب وكنت متوجسا على الرغم من أنك كنت في انتظاري.. هل ما زلت تشعر بعد كل هذه السنوات أن جهاز الموساد لا يزال يستهدف حياتك ؟ ** بالطبع .. أى جهاز استخبارات في العالم يستهدف كل من كان سببا في جولات فاشلة له.. ومن ضمنهم طبعا جهاز الموساد الإسرائيلي . * أخيرا بماذا تحب أن يناديك الناس جمعة الشوان أم أحمد الهوان ؟ ** كلا الإسمين غالي عندي وعند الناس أيضا و لا فرق بينهما بالنسبة لي ومعهما لقب قاهر الموساد. شاهد الفيديو