"التوتا أبسيلوتا" دمرت محصول الطماطم فى كفر البطيخ بدمياط، وخربت بيوت الفلاحين ورغم ضياع آلاف الأفدنة، إلا أن رد وزارة الزراعة جاء مخيبا للآمال بعد تأكيدات زراعة دمياط أن المزارعين لم يلتزموا بما جاء فى الندوات واللقاءات التى تمت بينهما.. الغريب أن الزراعة لم تملك حلا لمواجهة المرض حتى الآن، والأغرب أنها أعلنت عن بدأت التجارب لمواجهة سوسة الطماطم، حيث أكد أحمد بصل وكيل وزارة الزراعة بدمياط أنه تم الاتفاق مع شركة شل للأدوية على تجربة نوع من الدواء على عدة أفدنة للقضاء على الدودة، مشيرا أن تكلفة الفدان من هذا الدواء 1700 جنيه، وستتحمل شركة الأدوية التكلفة فى فترة التجربة، وقد سبق وتم تجربته على حقولها وسيجرى الآن تجربته على حقول فى كفر البطيخ. وأضاف أنه من الضرورى شراء المبيدات من مصدر موثوق كى لا يحدث ما حدث، بسبب جشع التجار، مشيراً أنه كان يتم توزيع المبيد بالجمعيات الزراعية ولكن المواطنين تركوا آذانهم للتجار الذين استغلوا الفلاحين لرفع الأسعار وغش المبيد بحثا عن الثراء السريع. إضافة إلى دخول المبيدات المهربة والمحرمة من السعودية دول أخرى، وهنا أود أن أنوه بأن البيئات تختلف وتختلف معها مناعة الحشرة، فقد يقضى المبيد على الحشرة فى دولة ما ولكنه غير فعَّال فى دولة أخرى لاختلاف الجو وعوامل البيئة. وقد طالبنا من مجالس إدارات الجمعيات الزراعية بتحديد الكميات والنوعيات المطلوبة لنقوم بتوريدها من المديرية، كما قمنا بعمل ندوات لتوعية الفلاحين بضرورة التواصل مع الجمعيات والابتعاد عن تجار السوق السوداء ومصانع بئر السلم، ولدينا جهة لترخيص المبيدات. ومن جهته قال الدكتور عبدالقادر محمد بالإدارة المركزية للبساتين إن سبب انتشار أى حشرة هو توفير عائل لها وبيئة مناسبة للتكاثر، وهو ما حدث مع التوتا أبسيلوتا، حيث بمعاينة الأرض اكتشفنا أن نسبة وجود الماء فى الأرض من 40 إلى 50 سنتيمترا، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الرطوبة وزيادة الحشائش، كذلك الاعتدال فى استخدام التسميد النتروجينى، وخاصة اليوريا، لأن زيادته تؤدى إلى زيادة النمو الخضرى للنبات وبالتالى تهدل النبات وزيادة الإصابات، كما نوصى باستخدام الأسمدة الحيوية والعضوية كبديل جزئى للكيماوية. أيضا ضرورة الرى بالتنقيط، الذى يعتبر 70% من القضاء على الآفة، لأن الرى بالغمر يؤدى إلى غسيل التربة مما يهدر المبيدات المرشوشة والعناصر الغذائية التى يحتاجها النبات وهو ما يعمل على إضعاف النبات وعدم استطاعته مقاومة أى آفة.