قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إن ليبيا أصبحت مطمعا ومحط أنظار شركات الاستثمار الغربية، حيث أن الشركات الغربية ترى الدولة الأفريقية بأنها أصبحت ناضجة وجاهزة أخيرا لعالم جديد ملئ بالاستثمار الأجنبي، خاصة بعد هدوء الأوضاع الليبية وتوقف جميع العمليات القتالية فيها. وأوضحت الصحيفة أن الشركات الغربية من الأمن والبناء وغيرها التى ترى أن فرص الربح قد تراجعت مؤخرا فى العراق وأفغانستان، قد حولت أنظارها إلى الاستثمار فى ليبيا بعد تحررها من أربعة عقود من الديكتاتورية. وشددت الصحيفة على أن أصحاب المشاريع متحيرون الآن حول الامكانيات التجارية المتاحة فى بلد ذى احتياجات ضخمة وغنية بالنفط، فضلا عن الميزة بأن ليبيا تسعى بالتأكيد إلى رد الجميل والتعبير عن الامتنان للولايات المتحدة وشركائها من حلف شمال الأطلسى "ناتو" الذي ساعد ليبيا على إسقاط نظام الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى. ولفتت الصحيفة إلى أن وفدا من 80 شركة فرنسية قد وصلوا إلى طرابلس قبل أسبوع من مقتل القذافى للقاء مسئولين من المجلس الوطنى الانتقالي والحكومة الانتقالية فى ليبيا، وأشارت أن وزير الدفاع البريطانى الجديد فيليب هاموند قد حث الأسبوع الماضى الشركات البريطانية على توجيه اهتمامهم إلى الاستثمار فى ليبيا. وذكرت الصحيفة أن فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة هم من يمكنهم الاستفادة الكبرى من تقدير السلطات الليبية للدعم الجوى لحلف الناتو الحاسم للثورة فى ليبيا، وأنه مهما كانت صرامة القواعد الجديدة التى تحكم العقود، تأمل الشركات الغربية فى الحصول على مزايا أكثر من الصين التى كانت تقدم بيع الأسلحة إلى العقيد القذافى مؤخرا فى يوليو الماضى. وقال ديفيد حمود، الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية: "هناك تدفق هائل من نوعه يحدث الآن فى الاستثمارات فى ليبيا، والأوروبيون والآسيويون هم أول من يتسابقون فى ذلك، وإننى أتلقى مكالمات يومية من أعضاء فى مجتمع الأعمال التجارية فى ليبيا يحثون على عودة الولاياتالمتحدة للاستثمار فى ليبيا قائلين إنهم لا يريدون الأمريكيين أن يخسروا".