الدين الإسلامى أعظم وأكرم من أن يصبح مثل طلبات الديليفرى.. وعلماء الدين لا يصح أن يصبحوا جرسون بالمقهى الذى يقدم الطلبات حسب رضى ومزاج الزبون، أقول هذا الكلام بمناسبة الفتوى الشاذة التى أطلقها الأخ «سطوحى»، الأمين العام للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والتى أكد فيها حرمة مصاهرة الفلول لأنهم حسب كلامه خانوا العهد وضيعوا الأمة فلا أمان لهم ولا يجوز تزويجهم أو الزواج منهم!، خطورة هذه الفتوى أنها صادرة من عالم دين ينتمى إلى الأزهر الشريف والذى يحتل قمته حالياً رائد الاستنارة الحديثة فضيلة الشيخ أحمد الطيب، ولو كان الأخ سطوحى هذا من رجال الفضائيات الذين أدمنوا الإفتاء بالأشياء الغريبة التى تسيئ للإسلام وشريعته لهان الأمر.. أما أنه ينتمى للأزهر الشريف فهذه هى الكارثة الكبرى فعلماء الأزهر لم يعرف عنهم البحث عن شهرة زائفة تأتى من وراء الفتاوى الشاذة التى تمتلئ بها كتب الحديث المليئة بالإسرائيليات والأحاديث المدسوسة على خير الخلق أجمعين.. أبداً لم يعرف عن علماء الأزهر هذه العادة المذمومة، فما الذى دعا أخونا سطوحى ليدلى بفتواه والتى يحاول فيها مجاراة التيار السائد الآن والذى يعادى الفلول وكل من ينتسب إلى الحزب الوطنى المنحل، فقد ساوى شيخنا بكل جرأة وتجرؤ بين أعضاء الحزب الوطنى والمشركين الذين يحرم الدين زواجهم أو الزواج منهم فهل هذا يليق؟! وهل لو عاد الحزب الوطنى بنوابه إلى البرلمان الجديد وأصبحت لهم السيادة والزعامة وسأله أحدهم هل يجوز مصاهرة ثوار يناير؟! فهل سيرد عليه الأخ سطوحى بحرمة مصاهرة ثوار يناير بحجة أن بعضهم كانوا يحملون أجندات خارجية ويتقاضون أموالاً من دول خارجية؟! أظن أن ذلك لا يليق أبداً لا بالدين الحنيف الذى لا يصح أن يصبح مثل وجبات الديليفرى التى تقدم حسب رغبات الزبون ومزاجه ولا بعلماء الأزهر الشريف الذين اشتهروا بالاستنارة ومحاربة كل دخيل على الدين الحنيف! لا يصح يا سادة أن نستخدم الهزل فى موقف الجد.. فهذه الفتوى التى تحرم مصاهرة الفلول قد نتقبلها كنكتة من صاروخ النكتة حمادة سلطان نضحك عليها ونتندر بها، أما أن تصدر كفتوى دينية تحمل اسم وختم جهة لها كل الاحترام والوقار كالأزهر الشريف فلا وألف لا.. فليس كل رجال الوطنى مفسدين والدليل وجود شخصيات كحمدى الطحان وحمدى السيد وحسام بدراوى وهم أكثر شرفاً وأعلى انتماء من آلاف العملاء التابعين لجهاز أمن الدولة المنحل وكانوا يرتدون ثياب المعارضين فهل هؤلاء الشرفاء فى رأى أخونا سطوحى لا يجوز مصاهرتهم، فالفاسد يا مولانا لا تجوز مصاهرته سواء كان فى الحزب الوطنى المنحل أو فى أى حزب أو جماعة سياسية، أما أن نمسك بسكين الفتوى ونذبح بها كل رجال الحزب الوطنى أو الفلول، كما قال شيخنا، فهو فى رأيى انحراف بالدين لا يليق بالإسلام ولا بعلمائه، أن يتحولوا إلى جرسون المقهى الذى يقدم للزبون ما يطلبه وينول رضاءه طمعاً فى البقشيش حتى لو كان ما تقدم له شيشة تحرق صدره وتدمر صحته، فالدين أسمى من ذلك وعلماؤه أكرم من ذلك.. والأمر لصاحب الأمر!