بين مغلق ومهدد وخالي، كلمات متنوعة بمعاني مختلفة توصف حال مقاهي وسط القاهرة، قبل يومين من دعوات التظاهر التي دعا إليها عدد من الأحزاب والقوى المدنية والشبابية، في 25 ابريل الجاري، اعتراضًا على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتي بموجبها تنقل ملكية جزيرتي "تيران" و "صنافير" للمملكة. "بوابة الوفد" تجولت بمنطقة وسط البلد، حيث أغلقت أغلب المقاهي أبوابها بتعليمات أمنية حسبما يقول مالكيها أما من جازف وفتح أبواب المقهي فيقول إنه يتعرض لمضايقات أمنية. البداية بمقهي "غزال"، المواجه لقصر "شامبليون" والذي يعتبر المقصد الأول للنشطاء السياسين والمفكرين بعد إغلاق مقاهي "البورصة" منذ أكثر من عام، فأصبح خاويًا على عروشه حيث خلت مقاعده من الزبائن وخفت أعداد العاملين به، إذ يشتكي مالكيه من حالة الركود خاصة بعد التظاهرات الأخيرة. وبحسب أحد العاملين بالمقهى، فإن عدد من قيادات حركة السادس من ابريل مثل أحمد دومة واحمد ماهر كان يتراود على المقهي باستمرار حتى إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم في قضايا مختلفة، مؤكدًا أن هناك عدد من النشطاء السياسيين التابعين للحركة مازلوا يتوافدون على المقهى. وحول تلقى تعليمات من الأمن لإغلاق المقهى أو فتحه، أكد أنه التعليمات تأتي من الأمن قبل التظاهر بيوم أو اثنين، مؤكدًا أنه لم يتلقى تعليمات حتى الآن للإغلاق بسبب دعوات التظاهر يوم 25 ابريل القادم. ويستكمل العامل: أصبح المواطنين ينفرون من المقهى بعد عودة التظاهرات والاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين لوسط القاهرة من جديد. وبقرار أمني سابق، أغلقت مقاهي "البورصة" البالغ عددهم 23، أبوابها فأصبح الشارع خاليًا من الزبائن إلا قليلًا من المواطنين المارين وآخرين ممن يشكون حالهم بسبب انقطاع عيشهم أوانخفاض إيرادات محلاتهم التي كانت تعتمد بشكل كبير على المقاهي. المصير نفسه لقته مقاهي "التكعيبة" والمتفرعة من شارع شابليون، حيث يجلس عدد من الطلاب أمامهم بعد إغلاق أبوابها تمامًا، بقرار أمني لم يحدد نهايته بعد. فيما يقول أحد العاملين بمقهى "25 يناير" إن أغلب المقاهي وسط القاهرة أغلقت بتعليمات من الشرطة، إلا أننا مازالنا نعمل حتى تأتي تعليمات بالإغلاق، مؤكدًا أنه لم يعرف وجوه النشطاء حتى يتعرف على توافدهم على المقهى من عدمه. في الوقت نفسه التزم مالك المقهي الصمت فيهز رأسه مكتفًيا بكلمات معينة "لا محصلشي... معرفشي .. مشوفتش". وقال العاملين باحد المقاهى فى بشارع شامبليون، ان حملة أمنية داهمت المقهى والقت القبض على عدد من الشباب المتواجدين عليها دون معرفة السبب واقتيادهم الى قسم الشرطة وامرتنا باغلاق المقهى فى حين قمنا بفتحها مجدداً مؤكدًا أن عددًا منهم تم الإفراج عنه وعاد للمقهى في اليوم التالي.