اعترف الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم بكل صراحة ووضوح وبدون خجل بارتفاع كثافة التلاميذ داخل الفصول الدراسية بإحدي المدارس الكائنة في منطقة بولاق التابعة لمحافظة الجيزة إلي 170 تلميذا. وعندما أبلغه الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة بهذه الخطيئة والجريمة البشعة التي تعد اغتيالاً لآدمية التلاميذ ومعاملتهم معاملة غير إنسانية وكأنهم فراخ داخل العشش اهتز جفن الوزير وطلب من المحافظ بذل الجهود المطلوبة للنزول بالكثافة في الفصل إلي 70 تلميذاً مع تطبيق نظام الفترتين بالمدرسة أي بما يعني علاج المشكلة بالمسكنات والإسبرين بدلاً من وضع حل جذري للمشكلة ببناء فصول دراسية جديدة تحد من مشكلة الانفجار الطلابي داخل الفصول الدراسية وتمنع تزاحم التلاميذ داخل المقاعد وعدم قدرتهم علي الاستمتاع باليوم الدراسي في المدرسة التي تحولت إلي رحلة عذاب يومية للتلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين.. لم تعد المدرسة مكاناً جاذباً للتلاميذ خاصة في المراحل العمرية الصغيرة ولكنها أصبحت طاردة للتلاميذ ولم يعد هناك وقت أمام التلاميذ لممارسة الأنشطة في المدارس لانشغال التلاميذ طوال اليوم الدراسي بدراسة المناهج التي لا تتناسب مع الأعمار السنية للتلاميذ في مختلف المراحل التعليمية لأنها مليئة بالصعوبات والأخطاء.. وتعاني من وجود حشو زائد لا يفيد التلميذ من قريب أو بعيد في شيء وتؤدي إلي الإقبال علي الكتب الخارجية لفهم الطلاسم الموجودة في الكتاب المدرسي.. كما تعاني المدارس التي يدرس فيها «ولاد الإيه» العديد من المشاكل التي لا يتسع المكان لذكرها الآن ويكفي أن نقول أن التعليم في المدارس أصبح «سداح مداح» وتسير العملية التعليمية في المدارس بدون رقيب أو حسيب.. ولا توجد متابعة ميدانية من جانب الوزير أو المحافظين للوقوف ميدانياً علي الآلام التي يعاني منها أولياء الأمور وأبناؤهم من تدني مستوي التعليم في المدارس وارتفاع الكثافة في الفصول الي أكثر من 90 تلميذاً باستثناء المدرسة المنكوبة والدروس الخصوصية علي عينك ياوزير.. والتعليم انتقل من المدرسة إلي المنازل.. تكدس عشرات التلاميذ داخل الفصول مسئولية وزير التربية والتعليم والمحافظين ولا يستطيع أحد أن يعفيهم من المسئولية لأن الدولة هي المسئولة عن توفير خدمة تعليمية لجميع التلاميذ بدون تمييز بين متفوقين وغير متفوقين.. ولا يوجد مبرر لكي يخرج علينا سيادة الوزير أو المحافظ لكي يعايرنا بأن الدول تنفق كام مليار علي التعليم وأنه تم بناء كام فصل دراسي جديد وأن أزمة تكدس الفصول ترجع إلي وجود نقص في الأراضي المطلوبة لبناء مدارس جديدة يافرحتي.. مدارس ولاد الإيه تحتاج نفس اهتمام الوزير بمدارس المتفوقين التي يجلس فيها كل تلميذ في مقعد واحد ولا يزاحمه أحد وأمامه جهاز اللاب توب الخاص به.. مدارس ولاد الإيه يجلس في المقعد المخصص لعدد 3 تلاميذ أكثر من 5 تلاميذ.. تخيلوا جلوس أكثر من 5 تلاميذ داخل مقعد يستوعب 3 أفراد.. وتخيلوا وجود 170 تلميذا داخل فصل معد لاستيعاب 30 تلميذا.. وتخيلوا أن 170 تلميذا لو تم توزيعهم وفقاً للمعدلات الطبيعية لكثافة الفصول نجدهم يحتاجون إلي 5 فصول دراسية.. تحتاج مدارس ولاد الإيه الي ترك المكاتب والنزول إلي أرض الواقع لكي يصعب التلاميذ علي المسئولين إذا كانوا بيصعب عليهم أحد.. العالم الجليل الدكتور أحمد زويل عندما التقي مع الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم وعدد من قيادات الوزارة أكد انه لابد من وضع نواة تفوق متميزة تكون هي البداية لكي يسير تطوير التعليم بها في خطوط متوازية تطبق في المدارس الأخري وخاصة في المرحلة الانتقالية التي يمر بها التعليم وأشار إلي البعد عن الفكر التقليدي ونظام التلقين. وأكد زويل أن المواد العلمية «الكيمياء والفيزياء والأحياء» هي مواد أساسية باعتبارها علوم العصر. وأشار إلي أهمية المعامل وأنه ليس المهم هو وجود أحدث الأجهزة ولكن المهم هو الابتكار والإنجاز في التفكير وتطوير العقول ويعتقد أن مصر عندها الفرصة في مواجهة كل الصعوبات التي تواجه مشكلة التعليم.. العالم الجليل شخص ببراعته الداء والدواء ولم يجامل أحداً وأوجز فأنجز وأثبت أن التميز ينبغي أن يكون للجميع وليس المهم وجود أحدث الأجهزة التي نتباهي ونتفاخر بها وتحولت إلي مزار سياحي وإنما المهم هو تطوير العقول.. وما أكثر العقول الموجودة في مدارس ولاد الإيه ولكنها تحتاج إلي من يهتم بها ويطورها ويعود التعليم من المنازل إلي المدارس مرة أخري. zaky sadany @ yahoo. com