اعتبرت أبرز كتلة نيابية معارضة في لبنان اليوم الثلاثاء أن رفض حزب الله تمويل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري، يضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي و"يقحمه في المخاطر". وجاء في بيان صادر عن كتلة تيار المستقبل الذي يترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن "الموقف المستهجن لحزب الله الذي عبر عنه السيد حسن نصرالله يؤكد على مواجهة المجتمع الدولي وإقحام لبنان في معارك تعرضه إلى مخاطر غير محمودة على أكثر من صعيد". وأضاف البيان أن ذلك "يدفع بلبنان إلى أن يصبح بلدا مشكوكا بصدقيته أمام المجتمع الدولي". واعتبرت الكتلة التي اجتمعت في غياب الحريري الموجود في الخارج منذ أشهر طويلة، أن موقف حزب الله "السلبي" يؤكد "مجددا عمق خطورة ظاهرة حزب السلاح الذي يفرض بالقوة العسكرية علاقته مع الآخرين محكما سيطرته على الدولة اللبنانية". وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الإثنين رفضه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان التي اتهمت أربعة من عناصر حزبه بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري العام 2005. وقال نصرالله إن حزب الله "هو ضد تمويل المحكمة الدولية بكل وضوح"، وأنه "لا يوافق على هذه المحكمة لا جملة ولا تفصيلا"، مشيرا إلى أن قرار تمويل المحكمة سيحسم في مجلس الوزراء حيث يملك الحزب وحلفاؤه الأكثرية. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن مرارا التزامه بالقرارات الدولية المتعلقة بالمحكمة التي ينص نظامها الأساسي على أن يتولى لبنان دفع 49% من تمويلها. وسقطت حكومة الوحدة الوطنية التي كان يترأسها سعد الحريري في يناير بضغط من حزب الله وحلفائه على خلفية خلاف حول المحكمة. وشكلت في يونيو حكومة جديدة برئاسة ميقاتي بعد انتقال الاكثرية في البرلمان من فريق الحريري إلى فريق حزب الله. وتتهم المعارضة الحالية حزب الله بأنه أحدث هذا الانقلاب نتيجة تهديده بسلاحه. والحزب هو القوة اللبنانية الوحيدة المسلحة في لبنان إلى جانب الدولة، وهو يتمسك بترسانته بحجة استخدامها في مواجهة اسرائيل، بينما يطالب خصومه بنزع سلاحه الذي يعتبرونه اداة ترهيب وتهديد في الداخل. ويرفض حزب الله التعاون مع المحكمة الدولية وتسليم عناصره المتهمين اليها، معتبرا أنها "أداة إسرائيلية أميركية لاستهدافه". واعتبرت كتلة المستقبل ان موقف نصرالله يندرج في اطار "الوقوف مع المجرمين". وطلبت من الحكومة "وتحديدا من رئيسها الذي التزم التمويل، إعلان الموقف الذي سيتخذه هو وحكومته بوضوح وصراحة ودون التباس وليس الاكتفاء بإطلاق الوعود الفارغة من أي مضمون".