أكد خبراء استراتيجيون أن ما يحدث فى تونس من نجاح متدرج للثورة يكمن فى الاختيار الصحيح لمسار التغيير الذى انتهجته تونس خلال المرحلة الانتقالية عكس ما فعلته مصر. ويري الخبراء أن مصر لم تستطع أن تحقق ثمار ثورتها، ووضع الكثيرون تساؤلات حول لماذا لم تنجح الثورة المصرية كما حدث فى تونس؟، وما الحل للمرور إلى بر الأمان والوصول إلى ثمار الثورة ؟، حيث توصلوا إلي أن السبب فى عدم نجاح الثورة المصرية هو مكانة مصر الاستراتيجية فى المنطقة علاوة علي ضعف الأحزاب السياسية فى مصر .
فمن جانبه أكد طلعت رميح الكاتب والمحلل الاستراتيجي أننا لا نستطيع أن نقارن بين الثورة المصرية والثورة التونسية، فتونس مساحتها ضيقة وعدد سكانها قليل وليست دولة مواجهة لمخاطر كما هو الحال فى مصر، فمصر لها وزن استراتيجى حيث إن التغيير فى مصر يحدث عنه تغيير إقليمى واسع ودولى أكبر. وأضاف، مصر بالغة التعقيد، ما بين دولى ومحلى وعربى فضلا عن أن الظروف السياسية فى مصر وتونس مختلفة، فعندما نتحدث عن التغيير السريع فى مصر فهو أمر محال لأن هناك تغييرا وتأثيرا على اتفاقية السلام والتحاف الإسرائيلى والاستراتيجى مع الولاياتالمتحدة، وتأثيرات على الملفات فى السودان وليبيا وفلسطين وهذا ما يجعل التغير مرتبطا بتدخلات خارجية وداخلية . وأردف قائلا "نجاح الثورة المصرية يحتاج إلى وقت، وهو متوقف على ما يحدث فى الأيام المقبلة على الصعيد المحلى من انتخابات برلمانية ورئاسية، وعلى الصعيد العربى أيضا". وأكد رميح أن الحل الأمثل للخروج من تلك الأزمة فى تلك المرحلة الصعبة الحالية هو الاستمرار فى تولى القوات المسلحة قيادة المرحلة الانتقالية، وربما يكون السبب فى تأخر التغيير هو المدنيين والقوي السياسية فى مصر، التي لها عامل أكبر فى تأخير عجلة التغيير بسبب انقسامهم ومواقفها المتضادة والمتعارضة مع بعضها البعض تخوفا من الإسلاميين، والكثير يطرح شعارات تعطل وتطيل الفترة كالمواد فوق الدستورية، وهل هى جمهورية برلمانية أم رئاسية؟ وفى سياق متصل قال طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي إن السبب الحقيقى لتأخير نتائج الثورة هو أن الحياة السياسية فى مصر مازالت لم تنضج بعد، وأن الثورة المصرية ليست لها قيادة، ولا فكرة محددة بالنسبة للمستقبل فهى ترفض الذى كان ولا تضع تخطيطا للمستقبل، بالإضافة إلى عوامل سياسية خارجية متعلقة بمكانة مصر وريادتها. وأكد مسلم أن الحل لما يحدث ليس سهلا، فالمشكلة التى لدينا أننا نملك أحزابا كثيرة ولكنها أسماء أحزاب فقط، فليس لنا حزب عنده برنامج قوى قادر على مواجهة المشاكل المصرية خاصة البطالة والتخلف التكنولوجى . وأردف بقوله " الحل هو أن يقتنع الشعب بالديمقراطية، وأن تقوم أحزاب حقيقة قادرة على التفاهم مع الشارع المصرى" .