أكدت مديرة المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة خولة مطر أن المنظمة الدولية لا ترغب فى لعب دور الوصاية علي الشعب المصري، ولا أن تفرض القرارات أوالأجندات عليه، مشيرة إلى أن القائد في هذه الثورة هو الشعب المصري. كما أكدت مطر، في تصريحات بمناسبة يوم الأممالمتحدة الموافق اليوم الاثنين - علي دعم المنظمة الدولية لمصر خلال المرحلة الانتقالية، وذلك حيث عينت مستشارا لديه خبرة في مجال الانتخابات بناء علي طلب الحكومة المصرية التي ترغب في إجراء انتخابات تتسم بالشفافية والنزاهة والديمقراطية. وأوضحت أن شكل الدعم الذى ستقدمه الأممالمتحدة لمصر سيتضح أكثر بعد معرفة شكل وتوجه المسار الديمقراطي بمصر في أعقاب تشكيل الحكومة المقبلة. وقالت مطر "إن الأممالمتحدة تقدم الدعم للوزارات والمؤسسات المصرية لتتحول إلي مؤسسات الحكم الرشيد، فضلا عن تقديمها للمساعدة في مجال مكافحة الفساد بدءا من الحكومة والدولة وصولا إلي الحياة العامة، وذلك من خلال اتفاقية لمكافحة الفساد بالجهاز الحكومي". ونوهت إلى أن تنفيذ برامج الديمقراطية في مصر يعتمد علي دعم مالي مبدئي من صناديق ومؤسسات دولية أو شركاء دوليين مثل الاتحاد الأوروبي. وحول انتقادات توجه للأمم المتحدة في مصر، قالت مطر "إن عمل المنظمة الدولية مرتبط بمدي قبول الأجهزة الحكومية للتعاون معها"، مؤكدة على ضرورة إعادة تأهيل هذه الأجهزة. ولفتت إلى أن المنظمة الدولية وضعت رؤية لإنشاء شبكات آمان اجتماعي لحماية العاطلين عن العمل وكبار السن والأطفال الذين يعدون أكثر الفئات هشاشة في المجتمع من خلال برنامج تنفذه منظمة العمل الدولية. وأشارت مديرة المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة خولة مطر إلى أن الأممالمتحدة تعمل علي دعم مجال التعليم بمصر، حيث إنه يعد السلاح الأساسي لمحاربة الفقر وخفض معدلات تسرب الأطفال من المدارس، من أجل خلق جيل أكثر قدرة علي المنافسة في سوق العمل. كما أشارت إلى أن المنظمة وضعت استراتيجية لتشغيل الشباب وتوجيه الاقتصاد المصري لخلق فرص عمل وتوفير التدريب للعاملين. وشددت مطر علي الحاجة إلي إقامة مشروعات سريعة التنفيذ، وإعادة تأهيل العمال لسوق العمل، منوهة إلى أن مساهمة المرأة في سوق العمل مازالت منخفضة مما يتطلب إعادة تأهيلها للعمل في بعض الوظائف التي تدر دخلا وتخفف من حدة الفقر في الأسر. وحول دور الإعلام بمصر خلال المرحلة المقبلة، قالت مطر "إن هناك مشروعا للتعاون مع منظمة اليونسكو وجريدة الأهرام لمساعدة الصحف القومية والخاصة لتكون أكثر مهنية وموضوعية في تقديم خدماتها وتوفير دورات تدريبية بنقابة الصحفيين، بالإضافة إلى برنامج يستهدف نقل تجارب الدول التي مرت بالمرحلة الانتقالية في مجال الإذاعة والتليفزيون والجمعيات الأهلية التي تراقب انتهاكات وسائل الإعلام". وعن التحديات التي تواجه مصر والتوقعات بشأن الانتخابات، قالت المسئولة الدولية "إن الظروف التى تمر بها مصر خلال المرحلة الانتقالية تعد طبيعية، ولكن علي الشعب المصري أن يدرك أن المستقبل مشرق، حيث أنه أصبح يمتلك القدرة علي مراقبة أداء المسئولين". وأضافت أن هذه القدرة ستنمو بمرور الوقت، وأن الحكومة أو البرلمان المقبل سيجد معارضة شديدة إذا لم يعبر عن إرادة الشعب. وحثت مطر الشعب المصري علي عدم السماح لأي أحد بتفتيت وحدته، مؤكدة أنه يجب علي الأحزاب الصغيرة ألا تتصارع علي المناصب، وأن تعمل لما فيه خير مصر للقضاء علي بقايا النظام السابق، وحذرت من خطورة عدم وجود رؤية واضحة لدي العديد من القيادات السياسية حول اختيار نظام الدولة (برلماني أم رئاسي)، متوقعة أن تكون الانتخابات المقبلة خطوة إيجابية مهمة علي طريق التحول الديمقراطي فى مصر.