بدأ موظفو القطاع النفطي الكويتي بقيادة اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات، صباح الأحد، إضرابهم الذي كانت الجمعية العمومية لاتحاد عمال البترول دعت إليه. وجاء الإضراب تحت شعار «رفض البديل الاستراتيجي»، إلا أنه شمل بعد ذلك مطلبين آخرين، هما «لا للخصخصة» و لا لانتقاص حقوق العاملين في القطاع النفطي. وبدأ المضربون منذ الساعة السابعة صباحا بتوقيت الكويت وهو التوقيت المحدد للإضراب وهو ايضا الموعد الرسمي لبدء العمل في القطاع النفطي التوقيع على كشوفات الحضور والانصراف، كل منهم يرتدي زي شركته التي يعمل بها. وخصص المنظمون للإضراب مداخل خاصة لكل من النساء والرجال، فبينما تم تخصيص مقر الاتحاد للنساء، تم تخصيص الحديقة الخلفية للرجال، وشملت اللجان المنظمة والاسترشادية في عضويتها عناصر من الجنسين. وحدد اتحاد البترول مطالبه في 3 بنود، أولها: إلغاء القرارات التي رفعت إلى وزير النفط لاعتمادها، والتي تمس حقوق ومكتسبات العمال التي نصت عليها لوائح العمل والاتفاقيات العمالية والأحكام القضائية، والثاني المشاركة في لجنة مشتركة مع مؤسسة البترول لإيجاد سبل للترشيد بعيداً عن حقوق العمال، أما البند الثالث فيتمثل في عمل الطرفين بجدية لاستثناء القطاع من مشروع البديل الاستراتيجي. وقال رئيس نقابة العاملين بشركة نفط الكويت صلاح المرزوق ان الإضراب الشامل والمفتوح الذي سينفذه عمال القطاع النفطي سيكلف الدولة ملايين الدولارات يوميا. وأعلن ان دخول عمال النفط في اضراب مفتوح لمدة 10 ايام سيكلف الدولة خسائر مادية مباشرة تقدر ب 12 مليار دينار كويتي اي ما يعادل 40 مليار دولار تقريبا . وأشار الى ان الإضراب سيتسبب في انخفاض انتاج النفط في الكويت من 3 ملايين و150 الف برميل يوميا الى 900 الف برميل يوميا وهو ما يكفي فقط لاحتياجات السوق المحلي . وكشف المرزوق ان الطاقة الاستيعابية المخزنة للتصدير في الكويت ستكفي لتغطية 9 أيام لا أكثر من انتاج النفط في البلاد القابل للتصدير . واشار الى ان الإضراب سيرفع تكلفة المقاولين للتشغيل الى اكثر من 10 ملايين دينار يوميا نظرا للتشغيل الاضافي ، مشيرا الى ان قيمة التأمين لن يغطي تكلفة المقاولين المتوقع تشغيل المنشآت النفطية بشركاتهم اضافة الى الأضرار بالقطاع النفطي نتيجة عمالة وافدة غير فنية وغير مدربة . وتوقع حدوث كوارث بيئية نتيجة انبعاث غازات من باطن الارض في بعض المناطق النفطية كان يتم التعامل معها وفق اليات علمية وفنية دقيقة مشددا على ان هذه الغازات يمكن ان تحدث انفجارات - لاقدر الله - بسبب التسرب الغازي وحدوث إصابات سرطانية خطيرة ... وكشفت مصادر أن العاملين سوف يصعّدون مطالبهم مع دخول القطاع بالإضراب الفعلي قد تصل إلى إقالة الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني. من جانبه دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح اتحاد البترول وصناعة البتروكيماويات والنقابات العمالية الى تغليب المصلحة العامة وصوت العقل والحكمة والجلوس على طاولة المفاوضات لتجنيب القطاع النفطي الدخول في منازعات تضر بمصالح وسمعة ومكانة البلاد محليا وعالميا. وأكد الصالح أن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة لاتزال تؤكد عدم المساس بحقوق العاملين المتمثلة في الرواتب والمنحة الإضافية ومكافأة نهاية الخدمة وطريقة احتسابها كما لن تؤثر على المزايا الوظيفية التي اكتسبوها. وأضاف أن النقابات العمالية البترولية تدرك حجم المخاطر التي تتعرض لها الدولة وتدرك الآثار السلبية التي ستنعكس على الكويت نتيجة الإضراب وفي مقدمتها زعزعة ثقة العملاء والزبائن في الكويت كمزود رئيسي ومعتمد موثوق فيه للنفط الخام والمنتجات البترولية. من جانبهم رفض علماء دين وشيوخ كويتيين دعوة العاملين بالقطاع النفطي لتنفيذ الإضراب عن العمل ، مؤكدين ان الاضراب يعد خروجا على الحاكم، ومن يشعر أنه ظلم فعليه اللجوء الى القضاء وعدم تعريض مصالح العباد والبلاد للخطر والضرر.