ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شرقي تركيا الأحد، إلى 217 قتيلاً على الأقل، حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، فيما تواصل فرق الإنقاذ والسكان المحليون جهودهم لرفع الأنقاض وانتشال أي ضحايا أو ناجين محتملين، وسط ظروف بالغة الصعوبة. واضطر العشرات من أعضاء فرق الإنقاذ، الذين هرعوا إلى المناطق التي ضربها الزلزال بعد ظهر الأحد، إلى استخدام الكشافات والجرافات اليدوية، كما يقومون برفع الأنقاض بأيديهم للتفتيش تحتها عن ناجين محتملين، وسط أجواء شديدة البرودة، وفي ظلام دامس، بعد انقطاع الكهرباء عن المناطق المنكوبة. وأكد وزير الداخلية التركي، إدريس نعيم شاهين، أن زلزال الأحد، أسفر عن سقوط 217 قتيلاً وفق آخر التقديرات حتى صباح الاثنين، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول، فيما كانت حصيلة سابقة تشير إلى سقوط 138 قتيلاً نتيجة الزلزال، الذي ذكر مركز الرصد الجيولوجي الأمريكي أن شدته بلغت 7.2 درجة على مقياس ريختر. وأشار شاهين إلى أن مدينة "فان"، التي تبعد نحو 12 ميلاً، أقل من 20 كيلومتراً عن مركز الزلزال، شهدت سقوط مائة قتيل على الأقل، بينما سقط 117 قتيلاً في بلدة "إرغيس"، بالإضافة إلى أكثر من 350 جريحاً نتيجة الزلزال، الذي تسبب بتدمير عشرات المباني، وفق وكالة الأنباء الرسمية. ورجح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، في تصريحات للصحفيين، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب محافظة "فان"، فيما تواصل فرق الإنقاذ رفع أنقاض المباني المنهارة، والتي يُعتقد أن هناك ضحايا دفنوا تحتها. وبينما أشار إردوغان إلى انهيار نحو 55 منزلاً في "إرغيس"، الواقعة على الشاطئ الشمالي لبحيرة "فان"، ذكر الصليب الأحمر التركي، في وقت سابق، أن 25 بناية سكنية ومجمع لسكن الطلاب تعرضوا للانهيار في البلدة، نتيجة الزلزال. وقال مسؤولو الصليب الأحمر إن عمال إنقاذ محليين قاموا بنقل العديد من الجرحى الذين سقطوا في المجمع الطلابي إلى المستشفيات، دون أن يتضح عددهم على الفور. كما أشارت محطة تلفزيون CNN التركية إلى تعرض مبنى يضم مجمعاً للخدمات الطبية للانهيار، إلى جانب جزء من مستشفى مجاور، وخضع الجرحى للعلاج في حديقة المستشفى. وشهدت المنطقة، والتي تُعد واحدة من أكثر المناطق فقراً في تركيا، عدة هزات ارتدادية، بلغت نحو 20 هزة حتى صباح الخميس، كانت أكثرها قوة بشدة ست درجات على مقياس ريختر. وفي وقت سابق، قال الخبير بشئون الزلازل ،رينولد وولف، إن المنطقة "ليست غريبة عن مثل هذه الهزات الأرضية"، إلا أنه أشار إلى أن زلزال الأحد يُعد قوي، مقارنة بهزات سابقة شهدتها نفس المنطقة مؤخراً.
وعلى صعيد متصل ، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاحد إن انقرة رفضت عرض المساعدة الذي قدمته إسرائيل بعد الزلزال . وقال باراك لتلفزيون القناة الثانية "لدى انطباع ان الاتراك لا يريدون قبول مساعدتنا." واضاف "في الوقت الراهن (ردهم) سلبي لكن اذا رأوا انهم يحتاجون الى مزيد من المساعدة ولا يجدونها او اذا اعادوا النظر في الامر فقد قدمنا العرض وسنظل مستعدين (للمساعدة)." وقال مسئول بوزارة الخارجية التركية في وقت لاحق ان تركيا تلقت عروضا بالمساعدة من عشرات الدول بعد الزلزال وانها أحجمت عن قبول المساعدة من اي دولة. يذكر ان العلاقات بين الحليفين السابقين تركيا واسرائيل توترت بسبب الغارة التي شنتها اسرائيل عام 2010 على قافلة مساعدات متوجهة الى غزة وقتلت خلالها تسعة اتراك. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه طلب من كل افرع الحكومة عرض اي مساعدة ممكنة على الشعب التركي. وقال "اعتقد ان هذا ما يجب ان يفعله الجيران مع بعضهم البعض." واتصل الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس بنظيره التركي عبدالله جول في وقت سابق يوم الاحد فيما يعتقد انها اول محادثة من نوعها منذ طرد السفير الاسرائيلي من تركيا.