فى زمن الأقزام وأنصاف المواهب فى الوسط الفنى واختلاف معايير النجومية قد يقف القلم عاجزاً عن توصيف مشوار بعض الكبار من النجوم الذين صعدوا لقمة الحب والعطاء والتميز فى وقت كان الجميع من جيله نجوماً مثل الفنان يوسف شعبان الذى نجح أن يغير معايير البطولة فى السينما المصرية والدراما وعدل مواصفاتها من القياس بالمتر إلى القياس بالتأثير والاختلاف. يوسف شعبان الذى بدأ مشواره شاعراً ورساماً ولم يجد نفسه فى دراسة البوليس أو الحربية كما كانت تحب عائلته نجح أن يكون فناناً صاحب إطلالة خاصة وكاريزما وأداء يترك انطباعاً بمجرد مشاهدته. بدأ مشواره وسط جيل من العمالقة أمثال رشدى أباظة وأحمد رمزى وعمر الشريف وحسن يوسف وشكرى سرحان وعبدالحليم وغيرهم واستطاع أن يخترق جدار نجوميتهم العالى ويقف معهم فى صفوف النجوم، وقدم مشواراً متميزاً مع السينما بلغ أكثر من 110 أفلام وعشرات المسلسلات وعدد من المسرحيات وهذا الفنان الكبير الذى تميز بأنه صاحب كبرياء وكرامة فى الوسط الفنى يعانى أزمة صحية حرجة ما إن يتماثل حتى يعود إليها. وفى اتصال تليفونى معه ل«الوفد» قال النجم الكبير: الحمد لله أقضى فترة نقاهة فى المنزل بعد أن بقيت فى المستشفى أياماً طويلة أعانى أزمة صحية فى الصدر والرئتين أدت لضيق فى التنفس والحمد لله أتعافى تدريجياً وأقضى فترة راحة ونقاهة فى المنزل، وقال: اطمئن جمهورى من خلال «الوفد» وأطلب منهم الدعاء أن تمر أزمتى بخير، وقال: الحمد لله راض عما عشته وقدمته وأدين لله بالفضل كله ولست مشغولاً بمن سأل عنى أو من لم يسأل وسعدت باهتمام زملائى وجمهورى عن حالتى وأتمنى الخير. ومن يدقق فى حياة النجم الكبير يرى أنه واحد من صناع التأثير فى العمل الفنى كان لا يهتم بالمساحة بقدر اهتمامه برضا الجمهور وتأثير دوره وله فى مشواره السينمائى أعمال مهمة فى تاريخ السينما المصرية منذ احترافه الفن على يد زميل دراسته فى كلية الحقوق - آنذاك - الراحل الكبير المسرحى كرم مطاوع، ولعل أكثر هذه الأفلام تأثيراً فى مشواره فيلم «معبودة الجماهير» مع النجمة شادية وعبدالحليم حافظ الذى كان يرفض وجوده فى الفيلم بينما كانت شادية تصر على وجوده بعدما قدمت معه عدة أفلام وانتهى الأمر بقبول «حليم» لرغبة شادية وموهبة «شعبان» وأصبحا صديقين ومن الأدوار السينمائية المهمة فى حياة يوسف شعبان فيلم «زقاق المدق» مع شادية فى بطولة مطلقة و«ميرامار» و«بائعة الجرائد» مع ماجدة و«ثرثرة فوق النيل» و«حارة برجوان» وقدم الدور الثانى بطريقة البطولة المطلقة فى أفلام مهمة منها «أم العروسة» و«مراتى مدير عام» و«النظرة الأخيرة» و«الدنيا على جناح يمامة» و«الرصاصة لاتزال فى جيبى» وانتهى به الحال فى السينما إلى مشاركات مثل فيلم «الفيل فى المنديل» مع طلعت زكريا وأخيراً فيلم «المشخصاتى 2» مع تامر عبدالمنعم الذى اعتبره شعبان تجربة سيئة. ولم يندم شعبان عن دوره فى فيلم «حمام الملاطيلى» واعتبره تجربة فنية مختلفة وفى الدراما تميز يوسف شعبان بأدوار ابن البلد ما بين العصامى والوصولى مثل دوره فى «المال والبنون» ومازال دور «فراويلا» محفوراً فى ذاكرة الجمهور ودور «حافظ» فى «الشهد والدموع» ودوره المتميز فى مسلسل «عائلة الدوغرى» و«الوتد» و«التوأم» و«الضوء الشارد» و«أميرة فى عابدين» و«الحقيقة والسراب» ومسلسل «جنة ونار» و«العائلة والناس» ويعتبر يوسف شعبان دوره فى مسلسل «رأفت الهجان» دور وطنى عبر به عن حبه لمصر ووطنيته الخالصة من خلال دور رجل المخابرات الذى أداه باقتدار وتميز وتفرد ومازال مسجلاً باسمه فى سجلات الدراما حتى الآن. وقال «شعبان»: لم أستمتع مثلما استمتعت بدورى فى «رأفت الهجان» و«الوتد» و«المال والبنون» و«عائلة الدوغرى» و«الشهد والدموع» و«الضوء الشارد» و«جنة ونار». وتابع يوسف شعبان حديثه: عشقت المسرح لكن كان عمله مرهقاً جداً بالنسبة لى، وندمت على أن مشوارى به كان مقيداً وكان آخر أعمالى المسرحية مسرحية «باب الفتوح» التى عانيت وفريق العمل من ظهورها بسبب الروتين. يوسف شعبان الذى يقال إن عمره يزيد على ال80 عاماً عاش حياة زوجية متقلبة بعض الشىء،حيث بدأ حياته بالزواج من النجمة ليلى طاهر عام 1963 واستمر زواجهما 4 سنوات وبعدها تزوج من السيدة نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق وأنجب منها فتاة ثم تزوج سيدة كويتية وأنجب منها ابنه مراد وابنته زينب ومقيما فى الكويت. يوسف شعبان وصل لمحطة يستحق عليها التكريم لأنه أضاف وأبدع وأخلص لفنه ووطنه ولا ندرى لماذا غاب تاريخه عن عيون أصحاب قرارات التكريم.