أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية اليمني، الدكتور عبدالملك المخلافي، عن تفاؤله بنجاح مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في اليمن، التي تستضيفها دولة الكويت في 18 أبريل الجاري برعاية الأممالمتحدة، نظرًا لما يتمتع به أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح من حكمة وعقلانية أكسبته القبول والاحترام إقليميًا ودوليًا. وقال المخلافي، في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن الشعب اليمني تسوده حالة من الارتياح والتفاؤل لثقته في قدرة دولة الكويت على لم شمل الأطراف اليمنية المتنازعة على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي على غرار نجاح مبادراتها السابقة. وأشار في هذا السياق الى دور الكويت الإيجابي في الأحداث التاريخية المهمة التي مرت باليمن مثل الحرب اليمنية عام 1979 ودعوتها الى عقد اجتماع قمة يمنية بين الرئيسين آنذاك عبدالفتاح إسماعيل وعلي صالح أسفر عن إنهاء الصراع اليمني واستكمال الوحدة اليمنية التي تحققت في مايو 1990. وذكر أن مبادرة الكويت لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات اليمنية تعد امتدادًا لمواقفها المشرفة الداعمة لليمن سياسيًا واقتصاديًا منذ أكثر من نصف قرن قدمت خلالها الكثير من المساعدات الطبية والتعليمية وغيرها التي لا تزال محل تقدير وعرفان من الشعب اليمني. ولفت المخلافي إلى ترحيب وقبول الأطراف اليمنية بمبادرة الكويت فور طرحها بعد فشل جولة مشاورات برن في سويسرا في ديسمبر الماضي، غير أن المبادرة الكويتية تأجلت عن موعدها الذي كان مقررًا في ال14 من يناير الماضي، نظرًا لعدم اتفاق الأطراف اليمنية حينذاك. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني حرص الحكومة الشرعية على المشاركة في مفاوضات الكويت حرصًا منها على إحلال السلام ووقف إراقة الدم اليمني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وعبّر في هذا السياق عن تقديره للجهود الكبيرة والمساعي الخيرة التي بذلها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح للإعداد والترتيب لعقد هذه الجولة من المفاوضات بين الأطراف اليمنية. واكد أن "الدور الذي تضطلع به الكويت تجاه اليمن ليس مستغربًا فقد عرفت وعلى مدى تاريخها الطويل بتقديم الدعم والمساعدة وأدت دور الوسيط النزيه المحايد الذي يسعى الى التقريب وتحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة ما انعكس إيجابًا في احتواء الكثير من الخلافات على المستويات العربية والإقليمية والدولية". وقال في هذا السياق "نتفاءل بأن الكويت الخير والعطاء والسلام سوف تكون المكان الذي تتحقق فيه نتائج طيبة تعيد الأمن والاستقرار في اليمن"، مشيرا إلى أن الثقة بالتوصل إلى حل سلمي في مفاوضات الكويت ليس مستبعدًا بالنظر لتجارب عملية يحفل بها سجل الدبلوماسية الكويتية في معالجة الخلافات. وفيما يتعلق بالدور الإنساني للكويت تجاه اليمن، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، أن الكويت تعد من أوائل الدول التي بادرت ضمن عملية (إعادة الأمل) إلى تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية ولا تزال الهيئات والمنظمات الخيرية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي تواصل تقديم خدماتها للمحتاجين في مناطق مختلفة من اليمن. وقال المخلافي إن حضور الكويت الفاعل في الجانب الإنساني في اليمن ليس جديدًا فقد عرف الشعب اليمني المساعدات الكويتية على مختلف الحقب في مجالات التعليم والصحة والمياه ومنها جامعة صنعاء التي تعد أبرز معلم علمي في اليمن وغيرها من الشواهد التي لا تزال منتشرة في عدد من المدن والمناطق اليمنية. وثمن في الوقت ذاته مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة لليمن سياسيًا واقتصاديًا وحرصها المستمر من أجل أمنه واستقراره والعمل على إقامة المشاريع التنموية والخدمية لمساعدة الشعب اليمني في جميع المناطق من دون تمييز. يذكر أن الحكومة اليمنية أعلنت أخيرًا التزامها بترتيبات وقف إطلاق النار في العاشر من أبريل الجاري الذي صادف يوم أمس الأحد لتهيئة الأجواء لإنجاح مفاوضات الكويت.