في ظل الارتفاع الشديد لأسعار الدواء وعدم قدرة كثير من المرضى على شراء إحتياجاتهم من الأدوية، لجأ عدد من شباب الأطباء بقصر العيني إلى فكرة تعد الأولى من نوعها، تتمثل في إنشاء صيدلية تصرف الدواء بالمجان لغير القادرين من المرضى. التقت (الوفد) بعدد من الشباب أصحاب فكرة الصيدلية المجانية وحاورتهم.. بداية الفكرة حدثتنا الدكتورة منة الله حلمي، نائبة أمراض صدرية بالمستشفى عن بداية فكرة الصيدلية المجانية، قائلة: "فكرة إنشاء صيدلية تصرف الدواء بالمجان للمرضى غير القادرين المترددين على قصر العيني جاءت بالصدفة منذ 5 سنوات، عندما ترددت مريضة في حالة خطرة على قسم الاستقبال بمستشفى الباطنة ولم يكن الدواء المطلوب لإسعافها متوفرا، حتى وجدته إحدى الطبيبات الشباب في صيدلية أحد أقسام المستشفى وقد انتهت صلاحيته، ولأن حالة المريضة أثرت فينا كلنا كأطباء شباب جلسنا سويا وفكرنا ماذا نفعل حتى لا يتكرر الحادث ثانية، وبعد عدة اقتراحات قررنا أن نأخذ خطوات جادة لإنشاء صيدلية تصرف الدواء بالمجان لغير القادرين على غرار بنك الطعام المجاني، وخاطبنا إدارة المستشفى وعميد الكلية وجاء القرار بالموافقة على فكرتنا التطوعية، وفؤجئنا بتشجيع أساتذة كبار بقصر العيني لنا وتبرعهم بالعينات المجانية التى يحصلون عليها من مندوبي شركات الأدوية". آلية الصرف وتضيف:"نحن لا نصرف سوى الروشتات الموقعة من قبل زملائنا الأطباء بأقسام المستشفى، وهم بدورهم يكونوا على دراية مسبقة بالمريض وظروفه الإجتماعية وأنه غير قادر على شراء الدواء". وأكدت منة أنهم لا يتلقون تبرعات مالية من أحد ولكنهم يطلبون من المتبرعين وهم في الغالب من أطباء المستشفى وأشخاص عادية شراء أدوية لصرفها لغير القادرين من خلال الصيدلية، وقالت:"تبرعات شركات الأدوية تكاد تكون منعدمة ونعتمد بشكل كبير على العينات المجانية المقدمة من كبار الأطباء، بالإضافة إلى بقايا الأدوية التي يتبرع بها عدد لا بأس به من المواطنين العاديين". 30 متطوع ببلاش أما محمد حسن، طبيب امتياز، وأحد المتطوعين بالصيدلية، فيقول: "أعمل متطوعا بالصيدلية لمدة 6 ساعات أسبوعيا وبدون مقابل، وهذا هو حال كل المتطوعين بالصيدلية وعددهم 30 طبيبا من النواب و المعيدين وأطباء الامتياز". وتمنى محمد حسن أن يتكرر نموذج صيدلية قصر العيني المجانية في مستشفيات حكومية وجامعية أخرى، وأضاف أن بعض زملائه في مستشفى أبو الريش للأطفال يفكرون في إنشاء صيدلية مجانية لديهم. إحتياجات الصيدلية وعن إحتياجات الصيدلية أخبرتنا الدكتورة منى عبدالحليم، نائبة أمراض باطنة، أن أكثر ما تحتاج إليه الصيدلية هو مكان أكثر اتساعا، لكي يستوعب عددا أكبر من المبردات والأدوية، ليخدم كما أكبر من المرضى غير القادرين، على أن يكون هذا المكان داخل قصر العيني وليس خارجه، هذا بالإضافة إلى كميات من أدوية الكبد وضغط الدم والسكر، حيث أنها الأكثر استهلاكا من مرضى المستشفى. وتضيف د.منى: "نقسم أنفسنا في عدة لجان لفرزالدواء وصرفه، ونضع الدواء على أرفف الصيدلية في شكل مجموعات مرضية، بحيث تصبح أدوية السكر مع بعضها وأدوية الضغط مع بعضها وأدوية القلب مع بعضها.. وهكذا، وليس بالحروف الأبجدية مثلما هو متبع في صيدليات الجمهور، وهدفنا من ذلك أمرين؛ أولهما أن يصبح لدى المتطوع بالصيدلية معرفة بكل أنواع الأدوية الخاصة بمرض معين، وثانيهما سهولة الوصول إلى الدواء".