مأساة حقيقية تعيشها أسرة محمد فاروق التي تتكون من أربعة أبناء «ولدين وبنتين» حيث أصيب الولدان بالفشل الكلوي الذي يحتاج إلي جلسات الغسيل ثلاث مرات أسبوعيا، وعلينا أن نتخيل الرحلة القاسية التي يتحملها الأب لإتمام هذه الجلسات، حيث يعيشون في شمال سيناء ويأتون إلي مستشفي أبو الريش لتلقي الجلسات لأن المستشفي التابعين لها غير مؤهلة لذلك وبها إهمال شديد قد يودي بحياة أبنائه. «الوفد الأسبوعي» التقت الأسرة المنكوبة بمستشفي أبو الريش، وقال الوالد محمد فاروق أحمد: أعمل مدرسا ببئر العبد بشمال سيناء منذ 20 عاما، ومنذ حوالي خمس سنوات مرض عبد الله ابني الأكبر 15 عاما، فتوجهت به إلي أكثر من طبيب ولم يستطع أحد تشخيص حالته، وظلت الحالة تسوء يوما بعد يوم فتوجهت به إلي مستشفي أبو الريش وكانت الصدمة أنه مريض بالفشل الكلوي المزمن، وبعد حوالي شهرين من العلاج قرر الطبيب انه يحتاج إلي جلسات غسيل كلوي. سلمت أمري إلي الله، لكنني بعد حوالي عامين فوجئت بإصابة شقيقه الأصغر عمر 13 عاما بنفس الأعراض التي ظهرت علي عبد الله، وبعد عمل التحاليل والفحوصات اللازمة قرر الطبيب أن يأخذ من نفس الأدوية التي كان يأخذها شقيقه وبعد حوالي شهر خضع هو الآخر لجلسات غسيل كلوي، لكن الطبيب اقترح علينا أن نجري له عملية زرع كلي لأنه في بداية المرض. ويضيف محمد: قامت زوجتي بعمل بعض الفحوصات التي توضح توافق الأنسجة بينها وبين عمر، وبالفعل تم التوافق وأجريت عملية الزرع بالقصر العيني، لكن للأسف لم تنجح العملية وأكد بعض الأطباء أنها فشلت بسبب خطأ الجراح حيث إنه أصيب بانسداد في الشريان الذي يغذي الكلي، فإما أن يكون تم عمل غرزة في الشريان أو أن يكون الخيط المستعمل في العملية غير مناسب للحالة، وحينما قمنا بعمل أشعة «دوبلر» أوضحت أنه يحتاج إلي عملية تسليك للشريان، ولكن قرر الأطباء أنه إذا تم التدخل الجراحي مرة أخري علي كلي حديثة الزرع، ستكون نسبة نجاح عمل الكلية 10%، وأثناء تلك الفترة كان ضغط الدم يرتفع إلي 200 ويصاب بحالات تشنجات شديدة مع ارتفاع وظائف الكلي، وبعد شهر ساءت حالته وقمنا بعمل أشعة أخري، وقرروا التدخل الجراحي وتم استئصال الكلية وهو الآن يخضع لجلسات الغسيل أسبوعيا. ويواصل الأب محمد: حاولت معرفة اسم الطبيب الذي أجري العملية الفاشلة لكنني لم أنجح في ذلك، وهما الآن يخضعان لجلسات الغسيل في مستشفي بئر العبد بسيناء ولكن هناك إهمالا شديدا ونقصا في الفلاتر المخصصة للغسيل للأطفال منذ حوالي 8 أشهر، لذلك تجري جلسات الغسيل علي فلتر الكبار وهو ما يمثل خطورة شديدة علي حياة الأطفال، ومنذ حوالي شهر ارتفع ضغط الدم عند عبد الله وتم إرسالنا إلي مستشفي الإسماعيلية الذي أرسلنا بدوره الي مستشفي الجامعة، ورفض إجراء جلسة الغسيل متعللاً بأننا لدينا قسم في بئر العبد خاص بالغسيل الكلوي وأرسلنا مرة أخري إلي مستشفي الإسماعيلية العام، وابني مريض جدا وفي النهاية قرر أحد الأطباء في المستشفي أن يجري له جلسة الغسيل لكنه اشترط أن أوقع علي إقرار بأن يتم الغسيل علي مرشح للكبار، وعدنا من جديد إلي مستشفي بئر العبد لكن حالته ساءت جدا وارتفع ضغطه إلي220 مع تعرضه لتشنجات شديدة، فاضطررنا إلي المجيء لمستشفي أبو الريش وتم حجزه في العناية المركزة، ومنذ ذلك الوقت وهم يتعاملون معه حتي الآن. ويضيف الأب المكلوم: أرسلت أكثر من شكوي لوزارة الصحة ومديرية الشئون الصحية بالعريش والتأمين الصحي لكن لا حياة لمن تنادي، حتي ساءت حالة أولادي، وابني عبد الله هيموت ولا أعرف تأثير ارتفاع ضغط الدم الشديد عليه، لأنه الآن لا يدرك ما يدور حوله وأصيب بثقل في اللسان. وفي مستشفي أبو الريش تقابلنا مع الدكتورة دعاء علي مدرس مساعد كلي بالمستشفي، وتتابع حالة عبد الله وعمر، حيث أكدت أن هذه الحالة عيب خلقي في الكلي وهي عبارة عن تكيسات علي الكليتين، جزء منها وراثي ونوع اخر غير وراثي، وبالنسبة لهذه الحالة فمن الممكن أن يحدث فيها النوع الوراثي بنسبة 25% في كل حمل للام، بدليل أن لهما شقيقتين لا يوجد عندهما المرض. وتضيف: عملنا التحاليل والإشاعات اللازمة لعمر لإجراء عملية زرع كلي عن طريق متبرع متوافق معه في الأنسجة وكانت والدته وتمت بالفعل عملية الزراعة ولكن بعد فترة صغيرة رفض الجسم الكلية، ويقوم الآن بعملية الغسيل الدوري 3 مرات في الأسبوع لمدة 4 ساعات في المرة الواحدة. أما عبد الله فهو محجوز الآن في المستشفي لأنه تعرض لارتفاع حاد في ضغط الدم مع بعض التشنجات مما اضطر مستشفي بئر العبد بسيناء والذي يتلقون فيه عمليات الغسيل الكلوي إلي تحويله الي ابو الريش لعدم امكانياتهم من معالجتها في سيناء والحالة كانت تستوجب الحجز في العناية المركزة حتي تستقر الحالة وإلي حد ما بدأت الحالة في الاستقرار وحتي يتم التأكد من تحسن الحالة نهائيا سوف يتم إرسالها إلي مستشفي بئر العبد بسيناء لمتابعة عمليات الغسيل.