نشرت الأسبوع الماضي رسالة للمصريين العاملين في الري المصري بالسودان، انتقدوا فيها بشدة ضعف الوزير المصري وعدم إلمامه بملفات الري المشتركة مع السودان، واشتكى العاملون بالسودان من أن زيارة الوزير الأخيرة للخرطوم وإلى جوبا كانت مسار تندر وسخرية وإطلاق النكات من زملائهم السودانيين؛ حيث إن نظيره السودانى عنفه أمام الرئيس البشير، أو كما قالوا بالرسالة: «فقد وجد الوزير السوداني نظيره المصري أمامه ضعيف الشخصية مهزوزا لا يجيد التعبير عن نفسه فتجرأ عليه وأهانه، والغريب أن الوزير هشام قنديل قد تلقى هذه الإهانة والتجاوزات فى حقه وحق مصر وهو يبتسم وكأنه لا يعى أو يفهم ما يقوله الوزير السوداني، ولم ينبس ببنت شفة ليدافع بها عن نفسه أو عن بلده»، وأكدوا في الرسالة أن نظيره في جوبا لم يستقبله بالمطار، وسخر منه عندما تحدث عن قناة جونجلى، لأن هذه القناة رفضت من القبائل التى تمر بأرضها، كما أن خط سيرها يعانى من اضطرابات وعنف، وطلب الوزير جنوب سوداني من الوزير المصري حسب الرسالة ضرورة الحرص على متابعة الأخبار التي تنشرها الصحف ووكالات الأنباء العالمية عن الوضع الأمني فى منطقة جونجلى، لهذا طالب المصريون العاملون بالرى فى السودان من المشير طنطاوى اختيار شخصية أخرى تتحلى بقوة الشخصية وبالإلمام الجيد بملف الرى، بعد نشر الرسالة اتصل بى المتحدث الرسمي لوزارة الري، واتفقنا على إرساله الرد المناسب، ومنذ يومين وصلني رد المتحدث الرسمي لوزير الري عما أثاره العاملون بالرى المصري فى السودان، وقال فيه: الأستاذ علاء عريبى.. تحية طيبة وبعد.. أود أن أشير إلى مقال سيادتكم المنشور بجريدة الوفد الغراء يوم الجمعة 13 أكتوبر تحت عنوان « مكانة مصر وكرامة وزير الرى». بادئ ذى بدء دعنا نتفق أولاً على أن مكانة مصر تتقدم كل ما عداها..وكرامتها مصونة لا تمس..لذلك أثار دهشتنا أن تتناول سيادتكم أمورا تتعلق بزيارة السيد الوزير الأخيرة لجنوب السودان وهى كلها بعيدة عن الصحة: أمضى الدكتور هشام قنديل ست سنوات في البنك الإفريقي وكان يشغل خلالها وظيفة كبير خبراء موارد مائية، وهى وظيفة دولية هامة لا يشغلها سوى من يملك خبرات واسعة في مجال الموارد المائية وإفريقيا، كما عمل قبلها سنوات طويلة فى مركز بحوث المياه والمكتب الفني لوزير الري، وهى كلها خبرات أهلته لان يرشحه الدكتور حسين العطفى وزير الري السابق للعمل رئيسا لقطاع مياه النيل، وهو العمل الذي انتقل منه ليتولى مهام الوزارة مباشرة.. موضوع الاستقبال الرسمي سواء في مطار الخرطوم أو جوبا تحكمه السوابق والتقاليد..وقد استقبل السيد كمال على وزير الري السوداني نظيره المصري في مطار الخرطوم بنفسه، كما أصر على توديعه أيضا بالمطار بالرغم من مغادرة الطائرة في ساعات الفجر الأولى، وهو ما يتم اتخاذه نحو سيادته حين قدومه للقاهرة، كما كان في انتظار الدكتور هشام قنديل عند هبوطه فى مطار جوبا وزير الدولة للرى بجنوب السودان ورافقه وكيل وزارة الموارد المائية بجنوب السودان، نظرا لتعرض السيد وزير الموارد المائية والرى لوعكة صحية منعته من الانتظار فى المطار. أما محضر زيارة جنوب السودان فقد وقع عليه السيد وزير المياه الجنوب سوداني بنفسه (وليس شخصا آخر) وانصرف نتيجة استدعاء عاجل له ولسبعة وزراء آخرين من حكومة جنوب السودان للقاء رئيس دولة جنوب السودان. أما بخصوص موضوع قناة جونجلى..فقد وعد الوزير السوداني بإعادة تسويق المشروع وإبراز مميزاته لدى الرأي العام بجنوب السودان وخصوصا القبائل التي تعيش فى المنطقة...كما نجحت الزيارة في الاتفاق على تحديث الدراسات الخاصة بالمشروع.. وقد أجرى التليفزيون الجنوب سوداني حديثا مطولا مع الدكتور هشام قنديل تناول فيه أوجه التعاون بين البلدين. وأخيراً أرجو من سيادتكم – كما عودتنا جريدة الوفد الغراء – أن تقوموا بالاتصال بالوزارة للتثبت من اى معلومات قبل نشرها منعا لوقوع بلبلة أو سوء فهم.. وتقبلوا وافر التحية والتقدير .. المتحدث الرسمي للوزارة..د خالد وصيف».