سيطرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، التى بدأها الخميس، وتستمر لمدة 5 أيام، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى لخادم الحرمين فى مطار القاهرة، ومراسم الاستقبال الرسمية فى قصر الاتحادية، على اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام السعودية. أبرزت الصحف السعودية المباحثات الثنائية بين الزعيمين، التى جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما أبرزت الصحف تغريدة الرئيس السيسى التى رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين.وقال: «أرحب بأخى جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين على أرض وطنه الثانى مصر». وجاءت العناوين الرئيسية للصحف «السعودية ومصر إخوة ومصير واحد» و«مصر تستقبل سلمان.. لن ننسى مواقفه المشرفة»، و«قمة سعودية مصرية لخير الأرض ورفاهية الإنسان». وفى افتتاحيتها بعنوان «سلمان فى مصر.. أما بعد» قالت صحيفة الرياض: «فى زيارته إلى مصر يؤسس خادم الحرمين قواعد أكثر رسوخًا فى العلاقات بين الرياضوالقاهرة فكلا البلدين يقف اليوم أمام لحظة يستوجب معها أن يصنعا التاريخ ويخبرنا المشهد الذى رأيناه وحالة الاحتفاء الكبيرة التى ظهرت عليها القمة «السعودية – المصرية»، التى بددت ونقضت غزلا حاكته أياد تجيد نظم المكائد والتوترات أننا أمام زيارة ستشهد فعاليات استثنائية برمزية ودلالات ستتركان أثرًا ممتدًا سيكون مادة ثرية للمحللين والمراقبين».وأضافت: «إن تلتقى السعودية ومصر فهذا تقدم لا يريده من يرى فى العرب مهددا استراتيجيًا لطموحات غير مشروعة فالرهان كان على تراجع العرب عبر بوابة الربيع العربى، بل إن مفاعيل الزيارة التى يقوم بها الملك سلمان لن تؤتى أكلها للمملكة أو مصر، بل ستجنى فوائدها عربيا وإسلاميا على المستويين الشعبى والرسمى، فالزيارة تأتى فى لحظة يتم فيها الإعداد لقمة عربية متعثرة وقبيل انعقاد قمة إسلامية فى إسطنبول ولا شك أن ما ستخرج به القمة «السعودية– المصرية» سيسمع صداه فى القمتين سابقتى الذكر». وقالت إن أهمية الزيارة ليست فقط فى الاتفاق على حزمة المشروعات الاقتصادية والتنموية، بل بما ستظهره من قوة ووحدة فى لحظة يعاد فيها الحديث عن مئوية «سايكس – بيكو» وتقسيم الوطن العربى. وقالت: «فى كل لحظة من تاريخ مصر كانت المملكة تقف بجوار هذا البلد إيمانا بدوره ومكانته، والقاهرة كذلك لا يمكن إغفال دورها وأهميتها فالمنطقة بدونها مختلفة ومعها أيضًا مختلفة واستعادة مصر لعافيتها ضرورة ونهضتها مطلب». وتحت عنوان «بوصلة الأمن العربى» قالت صحيفة «عكاظ»: إن العاصمة المصرية القاهرة شهدت حدثًا وصفه المراقبون بالتاريخى بوصول خادم الحرمين الشريفين فى أول زيارة رسمية إلى مصر، نظرًا لخصوصية العلاقات السعودية المصرية وما يمثله البلدان من ثقل سياسى على الصعيدين العربى والعالمى واعتبار الرياضوالقاهرة بوصلة الأمن العربى المشترك. وأضافت: «إنه ومن حيث التوقيت، جاءت الزيارة فى مرحلة مهمة وتحمل مؤشرات على قدر كبير من الأهمية نظرًا للتحديات الكبيرة التى تواجه المنطقة وفى مقدمتها الأزمتان السورية واليمنية وملفات عديدة تحتاج إلى توافق فى الرؤى والتشخيص وتحالف يتصدى للإرهاب ويحمى مستقبل الأمة إضافة إلى تعزيز العلاقات ما بين البلدين وإحباط المخططات التى تحاك ضد أمن واستقرار المنطقة، ورد على المشككين، وصفعة قوية لكل من يحاول العبث بمقدرات الشعوب وحماية التكامل السعودى المصرى من المتربصين». كما تأتى الزيارة تأكيدًا على أن العلاقات بين الرياضوالقاهرة تتجاوز كل الأزمات وكل اختلافات وجهات النظر، ويتطلع المراقبون بتفاؤل إلى أن تحقق الزيارة النتائج المتوقعة وإتمام مسيرة بنود الشراكة الكاملة فى علاقات البلدين باعتبارهما رمانة الميزان لتصحيح الوضع العربى ومنع بركان الانفجار وتحقيق الآمال والتطلعات فيما يخدم الشعبين السعودى والمصرى والأمة العربية. وبعنوان «ثوابت أكبر من أى محاولات تعكير» قالت صحيفة «الشرق»: إن فى زيارة خادم الحرمين الشريفين، إلى مصر تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين وتعميقًا للعلاقات الاستراتيجية التى وصلت إلى عمق جديد لتمثل ركيزة قوية ودعامة للعمل العربى المشترك. وأضافت أن التعاون بين القيادتين والبلدين نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإسلامية، مؤكدة أن المملكة داعم لاستقرار مصر فى كل الظروف، مشيرة إلى أن العلاقة الأكثر من متميزة بين الرياضوالقاهرة أكبر من أى محاولات من جانب بعضهم لتعكيرها، وهذه المحاولات واهمة ولم تفلح فى زعزعة أى ثابت. وذكرت أيضًا أن أنظار العرب والمسلمين تتجه حاليا إلى القاهرة مع وصول خادم الحرمين الشريفين إليها فى زيارةٍ تاريخية، مشيرة إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية التى قال فيها: «إن الاتفاق بين الرياضوالقاهرة على استراتيجية واحدة فى مواجهة أوضاع المنطقة سيكون له تأثير إيجابى كبير عليها». وكان الديوان الملكى السعودى قد اصدر بيانًا قال فيه إن زيارة الملك سلمان لمصر تأتى «انطلاقا من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية». وأضاف أن الجانبين سيبحثان خلال الزيارة «سبل تعزيز تلك العلاقات فى المجالات كافة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأكد أن السيسى رحب بزيارة الملك سلمان وعبر «عما تكنه مصر قيادة وشعبا من تقدير ومودة للعاهل السعودى وللمملكة العربية السعودية فى ضوء المواقف المشرفة التى اتخذتها إزاء مصر وشعبها». وكتبت صحيفة «الأنباء» الكويتية تحت عنوان «جناحا الأمة.. فى قلب العروبة» أن مصر أرض الكنانة احتفت، أمس، بضيف استثنائى هو خادم الحرمين الشريفين فى زيارة تاريخية لن يكون تأثيرها محصورًا على العلاقات الثنائية، بل سيتجاوزها لجميع ملفات المنطقة، لما للبلدين من ثقل سياسى عربى وإقليمى ودولى. وأشارت الصحيفة إلى جلسة المباحثات التى عقدها الزعيمان، وأكدا خلالها حرصهما على إحداث نقلة نوعية فى علاقات البلدين. كما أبرزت تصريحات المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف بأن الرئيس السيسى رحب بخادم الحرمين، معتبرة أن الزيارة تمثل تتويجًا للعلاقات الأخوية الوطيدة التى تجمع بين البلدين. ووصفت صحيفة «السياسة» الكويتية القمة بالتاريخية، ونقلت تأكيد خادم الحرمين الشريفين أهمية العلاقات الاستراتيجية بين السعودية ومصر للعالمين العربى والإسلامى. وأشارت إلى استهلال الزيارة بمباحثات خادم الحرمين مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، لترسيخ التعاون الثنائى والتنسيق المشترك فى مواجهة التحديات، مشيرة إلى عقد مباحثات موسعة اليوم الجمعة، يعقبها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. ورأى السيد زهرة فى صحيفة أخبار الخليج البحرينية، أن هذه الزيارة «تضع حدًا نهائيًا لشائعات وأقاويل كثيرة ترددت...عن حدوثِ تغير فى الدعمِ السعودى لمصر». وقال زهرة: «جهات كثيرة معروفة وقفت وراءَ ترديدِ هذه الأقاويلِ فى وسائلِ الإعلام المختلفة على الرغم من أن علاقاتِ البلدين طوال الفترة الماضية لم تشهد ما يشير إلى خلاف على النحو الذى يصورونه، لكن هذه الجهات لا تريد خيرًا لا للسعودية ولا لمصر وتريد أن تحول دون أى تحالف عربى من أى نوع».