لم تتعرض أى نقابة مهنية لما تعرضت له نقابة المهندسين طيلة ما يزيد على نيف وعقد من الزمان من تنكيل بقادتها الشرعيين والمجلس الأعلى بها وفرض وصاية إذعانية على شباب المهندسين بل وعلى شيوخهم سدنة الحكمة والعلم والفكر الهندسي!.. ما لحق بالنقابة أخيرا من شرور كان بفضل اختراع تشريعى سيئ السمعة عرف بالقانون 100 للنقابات المهنية!.... إن ما نسب للرئيس السابق مبارك من سلبيات لم يشمل الأخطر والأهم فيها!!.. منها.. هذا التنامى غير المنطقى وغير المبرر أو المسبوق، تلكم الفوضى العارمة تحت المسمى الجامعات الخاصة التى تفشت فى عهد مبارك بقرارات إذعانية جمهورية!..غير خاف أن قطاعا عريضا من أبناء المليارديرات الجدد وباشاوات هذا الزمان الأغبر، لم يستطيعوا ولوج كليات بعينها كالطب والهندسة والصيدلة، فقرروا أن يحطموا المبادئ والقيم المجتمعية الراسخة بأموالهم وأن يلتحقوا بنفس مسمى هذه الكليات بالجامعات الخاصة جدا!!.. والسؤال: ماهى المعاهد والكليات التى انتسب - ولا أقول انضم- خريجوها الى النقابة بعد إمرار وإقرار القانون 100و بعد تجميدها؟! للحق والتاريخ فان أعظم انجازات تحققت فى نقابة المهندسين كانت بفضل نقيبها الأسبق عثمان أحمد عثمان بمعاونة ومساندة المهندسين من الاخوان المسلمين لقد تصدوا للدكتور فتحى سرور عندما كان وزيرا ورئيسا للمجلس الأعلى للجامعات ورئيسا لمجلس الشعب!.. لقد حافظوا على حقوق المهندسين بكل عزم وصرامة الأداء، وتجلى ذلك فى مواجهة كل سلطة حاولت تمرير دخول النقابة لغير خريجى كليات الهندسة تحت أى مسمى وكانت الرائدة فى إنشاء بنك للمهندسين وعلاج أعضاء النقابة والراعية للتكافل الاجتماعى وفى تشييد بناء المساكن للأعضاء وفى مساهمات عديدة دينية وترفيهية وثقافية.. أنهى المقال بما رددت به على الدكتور فتحى سرور بمقدمة مقالى بوفد 22/6/1993 تحت عنوان (الانصياع لما يصدره مجلس الشعب؟!) وهاكم نصها: بالأمس رفع المرحوم الدكتور رفعت المحجوب شعارا مفاده أنه لولا القطاع العام ما أكل الفقراء!!.. ودوت قاعة مجلس الشعب بالتصفيق !.. والحق يقال أن الكلمة بها من بريق الشكل ما يكاد يخفى حقيقة الموضوع، والذى يمكن ايجاز صياغته فى أنه لولا القروض والمعونات والمنح والمساعدات والتى لم تتوقف حتى الآن ما أكل الفقراء!!.. وليس القطاع العام لأنه كسيح غير قادر على إعالة موظفيه فكيف وأنى له أن يعول شعبا فقيرا؟؟!!.. واليوم يرفع الدكتور فتحى سرور مقولة مدوية تقول إن مجلس الشعب وليس مجلس نقابة المهندسين هو صاحب سلطة التشريع وطالب أو ناشد المجلس بالانصياع لما يصدره مجلس الشعب.. وما هذا الا تهديد وتصفية حساب، سيادته طرف فيه قد يرى أنه يستوجب التأديب والعقاب والدرس لهؤلاء الذين تجاسروا ورفضوا القرار الذى أصدره بمساواة بعض المعاهد بكليات هندسة الجامعات، حينما كان يتولى أمانة رئاسة المجلس الأعلى للجامعات مع أنهم أساتذة وقمم التعليم والفكر الهندسى!! أما الانصياع فلا يكون ولن يكون إلا لما يصدره القضاء العظيم ويقره وليس لمجلس الشعب أو كما يراه سيادته وآخرون مجلس الشعب.. انتهت المقدمة.. لقد ذبحت النقابة حينما تحول المسمى من نقابة المهن الهندسية إلى نقابة المهندسين لغرض خبيث ثم جاء القرار 100 للنقابات المهنية ليكمل المهمة!.. نعم نقابة المهندسين بهذا استحقت أن تكون شهيدة النقابات المهنية!