لم تكن تسرد أسراراً، بقدر ما كانت ترسى قيماً فى أرض كادت تنضب فيها التقاليد والموروث والأعراف.. تحدثت سميحة أيوب خلال 45 دقيقة بالتلفزيون المصرى منذ أيام، وأحسست بهذا القدر من المعرفة التى أغلبها اختبرته بنفسها خلال سنوات عمرها المديد.. خرجت من جذور المسرح الجاد وجسدت فيما جسدت إلهامات وأحلام عمالقة الابداع ما بين النثر والشعر، لا تخطئ أذناك أبداً من جمال ورقة وعذوبة وشموخ صوتها.. ولاتجد من يماثلها فى الالتزام وسلامة اللغة واحترام مخارج الألفاظ كما كان يسلمها آباء الفنانين للميراث، هذا الزمن البعيد لم يمتد بل تراجع وأنكر.. نهضت الرجعية وتحالفت مع الصهاينة وسريعاً سلخوا نخاع الفن الأصيل، وتسيدوا، وابتلعوا الأبواق فإذا بالأجيال تعانى التيه وسط صحارى خلت من الكفر وانقطعت أوصالها بالتاريخ.. وصارت الغيبوبة هى المشهد البديل. حوار سميحة أيوب رسالة أتمنى أن تتكرر مع الكبار فى حوارات خاصة للمذيعة القديرة ايمان نبيل هذه الواعية لمفردات عملها.. واثقة الخطوة تغترف من ثقافات رفيعة معلوماتها وأفقها ممتد مستنير.. فى صمت تصيب الهدف باحتراف ورفعة.