لا داعى للقلق والدخول فى مهاترات حول اقتحام الفلول الانتخابات البرلمانية القادمة التى ستشهدها مصر وخاصة بعد سلسلة الإجراءات القانونية التى صدرت فى الفترة الأخيرة؛ مثل قانون ثلثى المقاعد للقائمة والثلث للفردى وإلغاء المادة الخامسة من قانون الانتخابات بشكل يتيح للأحزاب الترشح على المقاعد الفردية. والأهم من هذا وذاك الناخب المصرى نفسه الذي يأتى فى المقام الأول كحائط صد منيع للمتسلقين..ولديه أيضا إمكانية منع تسلل أى فِل إلى قبة مجلسى الشعب والشورى، وقد اكتسب الخبرة فى إفراز الطيب من الخبيث والمدعى بشعارات خداعة من صاحب القول الصادق المخلص. وأرفض تشكيك بعض الكتاب والمفكرين فى الناخب المصرى وعدم ثقتهم فيه وتقديمهم حججا واهية لإثبات صدق ادعائهم، ومنها ارتفاع نسبة أمية القراءة والكتابة والأمية السياسية، مع تعقيد إجراء الانتخاب بالقوائم وهو ما لم يعتد عليه. فأقول لهؤلاء، مشهد الاستفتاء على التعديلات الدستورية ليس ببعيد، فقد حرص 18مليون مواطن على المشاركة فى رسم الحياة السياسية للمرحلة القادمة..وما شاهدناه فى الشارع وعلى شاشات الفضائيات فى تدافع مختلف الأعمار والطوائف من شباب وشيوخ حتى ربات المنازل والنساء العاملات والباعة المتجولين. وهل نسينا مشاركة الملايين من طبقات الشعب فى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب والجمعات التي تلتها؟..وهذا ليس بغريب عنه – الشعب المصري - لأنه صاحب حضارات وبطولات وتضحيات قدمها لوطن أمام كل مستعمر وخائن. فالشعب المصرى ينتظر بفارغ الصبر تحقيق طموحاته وأحلامه التى تأجلت عشرات الأعوام. ورغم الكثير من التخوفات، فأملنا كبير فى عبور مصر كل مطبات العملاء والمستفيدين من النظام السابق إلى مرحلة البناء وتحقيق الديمقراطية الحقيقية، فلأول مرة سنشهد الانتخاب بالرقم القومى وقوات الشرطة خارج المقار الانتخابية تؤمنها وتقف بجانبها القوات المسلحة، ويشاركهم أيضا فى التأمين لجان شعبية من شباب الثورة الذين ليس لهم انتماءات سياسية ويرتدون زيا خاصا. سيخوض المعركة الانتخابية خمسون حزبا سياسيا ما بين جديد وقديم، ويجرى حاليا تغليظ العقوبات المتعلقة بالبلطجة فى الانتخابات البرلمانية لتصل إلى المؤبد لكى لا نرى صورا لبلطجية مأجورين وأحداث مفتعلة مثل واقعة الأحد الدامى، التى لا أستبعد أن تكون مؤامرة بأيدٍ خفية لا تريد نجاح التجربة الديقراطية وتعطيل الحياة السياسية وعدم تبوؤ مصر مكانها الطبيعيى في القمة وعودة دورها الريادى بالمنطقة. فلذا أرجو من كل مواطن الدراسة الجيدة لكل مرشح فى منطقته والسؤال عنه ومعرفة تاريخه وسمعته، لتكوين برلمان يضع دستورا قويا ليس به خلل ويراقب ويحاسب الأداء الحكومى ويكون الضمير اليقظ لشعب تجرع المرارة كثيراً ويريد العدل. ---------- مدير تحرير مجلة أكتوبر