مصرالحاضرة دوما وإلى الأبد؛ كانت حاضرة وبقوة أمس أمام العالم كلِّه في صفقة مبادلة الإسرائيلى جلعاد شاليط بأكثر من ألف أسير فلسطينى ، لاشك أنها الرسالة التى لم تتوقف منذ فجر التاريخ للدور المصرى الداعم والشريك والمحوري والأساسي والمحرّك والمكافح بل والمحارب أحيانا تجاه كل قضايا المنطقه . وكون هذا الدور يأتي فى تلك المرحلة الحساسة من الوقت " إتمام صفقه شاليط – الأسرى الفلسطنيون " فإنه بلا شك يعطينا افتخارًا وفخرا أننا على أقدامنا الثابتة وأنّ مجلسنا العسكري المدير للبلاد فى فتره خروجها من ظلماتها الى عنفوان شبابها إن شاء الله - قادراً على إدارة وتخطيط أمورالداخل والخارج. وهو ما يعطينا "هدنة " لقراءة الرسالة الموجهة إلى الداخل بعين البصيرة وثبات القلب، والبُعد عن شبح المارد المخيف الذى خلقناه لأنفسنا وصرنا نجرى منه هلعا، هذه الرسالة بإتمام الصفقة فى هذا الوقت العصيب بمشكلاته الملحّة والوطن فى مرحلة الولادة الديمقراطية التى نجتازها الآن، هى أشارة على الطريق الصحيح بأننا " كنّا صح " نجحنا بعد مبارك وفى عدة شهور فى إتمام الصفقه الثرية للعرب ولفلسطين وهو ما كان مستحيلا أيام مبارك وعمر سليمان , حيث ما كان من أختلاف الأيدلوجيات بين حماس وسليمان. الآن وبعد مشاعر الحسد والغيرةالظاهرة فى "هرطقة" وسائل إعلام إسرائيل يجب أن ينتابنا الفخر والثقه بالنفس لأن مصرنا فى أحلك أوقاتها تقدم وتبنى وتستعيد الدورالمحجوب عنها، سواء كان الحجب بفعل الداخل أوالخارج أوبأتفاقهما معا وقبض الثمن مقدما كان أو مؤجلا، صحيح أنّ ظروف هذه الصفقة قد تختلف عناصرها اذا ماقورنت بما سبقها من صفقات سابقه تم فيها أطلاق أسرى فلسطبيين منذ 1968، تلتها أخرى عام 1983ثم صفقة جبريل عام1985 ولو أنه لكى يتم إنجاز تلك السابقات كان لابد من التراجع عن بعض الشروط فهكذا الصفقات دائما ما يكون فيها من وجهة نظر المقيّمين طرفان للمكسب والخسارة الا أن الأخيرة " شاليط- 1024أسيرفلسطينى " كان بها الكثير من الإيجابيات أولاها وجود الجندى الأسير على بعد كيلومترات من القوة الأسرائيليه، مما يعطى تأكيدا بكذب وتهويل نظرية العبقرية الإسرائيلية بكل تكنولوجياتها الفذه،كما أنّ عملية وجود أسيرمن الجانب الإسرائيلى لدى الجانب الفلسطينى " ولندع هنا تقسيم الفصائل الفلسطينية حتى لا ندخل فى دائرة المناكفة السياسية بين القوى والفصائل " سهّلت عملية وجود شاليط إتمام الصفقه بشروطها العالية لصالح الجانب الفلسطيني. فلم يعد الأمر كما فى سابقه مجرد مفاوضات سياسيه خاويه اليد , وأن كنا نرى أنها صفقه كررت فى السابق عدة مرات بوجود نفس التبادل أسرى اسرائيليون مقابل نظرائهم من الفلسطنيون، وهى حلقة فى سلسلة نضال منهجتها قوى المقاومة لأخلاء سبيل أسراها بخطف الجنود الأسرائليين لتتم عمليات المبادله. مثال ماتم من مبادلة محكوم عليهم بعشرات السنين من المؤبدات من الفلسطنيين بالسجون الأسرائيلية مثل منفذة عملية الساحل وسافوى، كما تمت فى السبعينات مبادلة أسرى بنفس الشكل فى الشتات " خارج حدود الوطن " وفيما يتعلق بمبدأ الإبعاد، الذى كان خيارا للأسيرنفسه فهى رؤية أمنية اسرائلية وقبول راضٍ من الأسير باعتبار المفاضلة بين القضبان والحرية حتى ولو خارج الوطن. إلا أننا نتسائل الآن هل تحمل هذه الصفقة أبعادا سياسية من نوع آخر غير قصة المبادلة بأسير اسرائيلى، وهل تكون هذه الأبعاد على مستوى العلاقة بين السلطة وإسرائيل أو الأخيرة وحماس؟ أم أن الأمر له علاقه بالذهاب إلى الأممالمتحدة لانتزاع الاعتراف الدولى بدولة فلسطين كاملا؟ إن الأمر فى نظري لن يخلوَ فى الأيام المقبلة من مثل هذه التحليلات، وبالتأكيد ردّات الفعل السياسية على المستوى المحلي الخاص والإقليمى وبالتالي الدولي؛ لكن ذلك يعودنا رغم أى تكهنات آنيه – تأكيدات مستقبليه - للفخر العزيز لدورمصرالحاضر دائما مهما غُيّب " بضم الغين " مما يؤهلنا ويكون مدعاة لنا بشكل أكثرإلحاحا للحفاظ على هذا الدورالريادى وبنائه مرة أخرى فى الداخل والخارج، وازاحة كل من يحاول اللعب بقدره ومقداره كى نعود ومصرنا لكرامتنا الأولى .